شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد تجديد حبسه 45 يومًا.. لماذا يخشى البعض الدفاع عن محمود حسين؟!

بعد تجديد حبسه 45 يومًا.. لماذا يخشى البعض الدفاع عن محمود حسين؟!
جدَّدَ القضاء المصري اليوم الأحد حبس الزميل الصحفي محمود حسين لمدة 45 يومًا. يأتي ذلك بعد قرار نيابة أمن الدولة الخميس الماضي بتجديد حبسه أربعة أيام وإحالته إلى مشورة محكمة الجنح، بعدما أكمل مدة شهر ونصف رهن الاعتقال.

جدَّدَ القضاء المصري اليوم الأحد حبس الزميل الصحفي محمود حسين لمدة 45 يومًا. يأتي ذلك بعد قرار نيابة أمن الدولة الخميس الماضي بتجديد حبسه أربعة أيام وإحالته إلى مشورة محكمة الجنح، بعدما أكمل مدة شهر ونصف رهن الاعتقال.
ويشكو الزميل من استمرار وضعه في سجن تأديبيّ بزنزانة انفرادية؛ حيث يُحرم من كل حقوقه القانونية كسجين احتياطي، فلا يُسمح بزيارته ولا بإدخال أي أغطية له أو ملابس أو أطعمة.
وقد أدانت منظمات حقوقية وإعلامية اعتقال محمود حسين، واعتبرت ذلك جزءًا من الهجمة على حرية الصحافة في مصر وعقابًا للصحفيين على خلفية سياسية.
وقد طالبت الأمم المتحدة، على لسان ستيفن دوجاريك المتحدث باسم أمينها العام، بحل هذه القضية وفقًا لالتزامات مصر الدولية بحرية التعبير وحرية إبداء الرأي.
وقال دوجاريك في تصريح أدلى به أوائل الشهر الماضي: “نحن على اطّلاع، وتابعنا التقارير بشأن قضية محمود حسين، وقد اطلعنا على قول قناة الجزيرة إن السلطات المصرية أجبرت محمود حسين على الإدلاء باعترافات كاذبة”.
يشار إلى أن السلطات المصرية اعتقلت حسين يوم 22 ديسمبر أثناء زيارته للقاهرة لقضاء إجازته السنوية مع عائلته.

إلا أنه بات من الملحوظ أن جهات عديدة قد تفاعلت مع اعتقال إعلاميين عديدين يعملون لدى جهات قد تُصنف بأنها على غير هوى النظام في مصر، ولم يتفاعلوا مع محمود حسين أو يدافعوا عنه بنفس القدر أو بنفس الحماس.
فلماذا لم يحظَ محمود حسين بنفس الاهتمام، رغم أن البعض يرى أنه يدفع ثمن خلاف سياسي بين دولتين لا ناقة له فيه ولا جمل سوى عمله صحافيًا؟!
غياب الاستنكار
يقول الصحافي المصري ومراسل الجزيرة السابق يوسف حسني: عندما أطوف على صفحات الزملاء، عمدًا، لا أجد كلمة واحدة تندد أو تستنكر ما يجري بحق الرجل الذي طالما اجتمع حوله الأصدقاء كالقطط الصغيرة حول أمهم! لا يوجد حديث على استحياء حتى.
ويتابع: ضف إلى ما سبق أن صحافيين يفترض أنهم كبار لم يكتبوا كلمة واحدة للتنديد بحبس زميل لهم ووضعه رهن ظروف احتجاز قاسية، وغير آدمية، تعكس كره النظام المصري لكل من لا يداهنه.
اسمي مكتوب؟!
ويؤكد في مقال له تحت عنوان “لماذا تخافون الدفاع عن محمود حسين؟”: كثيرون تعاملوا مع قضية محمود من منطلق “اسمي مكتوب؟”، وما إن شعروا أن أسماءهم ليست مكتوبة ركنوا للسكوت وإبداء التعاطف عبر رسائل خاصة لا تقدم ولا تؤخر!
القمع واليأس والملل
من جانبه، يقول الإعلامي المصري مسعود حامد: نعم، هناك فارق شاسع بين تفاعل دوائر إعلامية محسوبة على الإعلام المناهض للانقلاب مع قضية خلية الماريوت مثلًا التي اعتقل على إثرها ثلاث صحافيين من الجزيرة (هم محمد فهمي وباهر محمد والأسترالي بيتر غريتسه)، ويُرجع حامد هذا الفارق إلى زيادة القمع الذي زرع الخوف داخل العديد من الصحافيين والزملاء الإعلاميين. أيضًا هناك حالة من الملل واليأس تسربت إلى نفوس الكثير من المهتمين بالشأن المصري بشكل عام، فضلًا عن حسابات خاصة لكل إعلامي؛ سواء كان زميلًا لمحمود في الجزيرة أو غيرها.
مبررات غير مقنعة
من جانبه، يرى “بهاء. ع”، صحافي مترجم بقناة الجزيرة، طلب عدم ذكر اسمه كاملًا، أن الذين قصّروا من الإعلاميين في الاهتمام بمحمود حسين لديهم مبررات عديدة؛ لكنها غير مقنعة على الأقل بالنسبة إلي، والحديث لبهاء؛ فمحمود يقبع في غرفة ضيقة تفتقر إلى أبسط احتياجات الحياة الآدمية، ويبدو أن النظام قد اتخذ قرارًا بالانتقام من الجزيرة في شخص محمود حسين، على حد قوله.
صفحة جديدة
وفي السياق ذاته، يقول الإعلامي المصري د. حمزة زوبع: كان يجب أن يكون اهتمام الأمم المتحدة بقضية محمود حسين منطلقًا لأصحاب القلم الحر والضمير الحي لمزيد من تسليط الضوء على محمود. ويتابع في تصريحات خاصة لـ”رصد”: الواضح أن محمود لن يعود إلى بيته في القريب العاجل، خاصة بعد أن اتضحت نية النظام بتجديد حبسه خمسة وأربعين يومًا، مع استمرار التضييقات المعهودة على السجون في مصر تجاه المثقفين والإعلاميين؛ لذلك يجب أن يبدأ الإعلاميون مرحلة جديدة في الاهتمام بقضية محمود حسين، ليس دفاعًا عن شخصه فقط؛ ولكن دفاعًا عن شرف الكلمة، خاصة بعد تخلي نقابة الصحافيين عن دورها تجاه مثل هذه القضايا.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023