شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

باحث مصري: ثلاث طرق لهزيمة تنظيم الدولة في سيناء

Egyptian soldiers carry the coffin of a soldier, who was killed a day earlier in the restive Sinai Peninsula in an attack by the Islamic State group, during a funeral ceremony in the 10th of Ramadan city, about 60 kms north of Cairo, on July 8, 2017. The attack was one the deadliest against the military in a jihadist insurgency that has killed hundreds of policemen and soldiers in the past four years. The jihadists attacked several checkpoints with car bombs and heavy gunfire in a coordinated assault, for which IS later claimed responsibility in a statement. / AFP PHOTO / MAHMOUD BAKKAR

مقال للمحلل والصحفي عمر خليفة

أدار الجيش المصري الوضع في سيناء بنفس العقلية الاستراتيجية التي استخدمها عبد الفتاح السيسي في ادارته للاقتصاد المضطرب، وهو ما ظهر في مقتل واصابة ما يقرب من 50 من قوات الجيش في أوائل هذا الشهر في إحدى هجمات تنظيم الدولة.

ظهرت جماعة انصار بيت المقدس بعد الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك بين القبائل الذين زعموا أنهم تعرضوا للقمع على ايدي الحكومة المصرية، بعدها بدأت الجماعة بمهاجمة إسرائيل ولكن اكتسبت سمعة سيئة بعد الهجوم على أنابيب الغاز المصرية التي تصدر إلى الأردن وإسرائيل.

في السنوات الأخيرة حولت الجماعة اهتمامها للهجوم على قوات الأمن المصرية، وفي نوفمبر 2014، تعهدت الجماعة بالولاء لتنظيم الدولة، لمدة أربعة سنوات وصلت فيها الهجمات الإرهابية في سيناء لذروتها، دون رد قوي من الجانب المصري.

لكن هناك حلول لموجة الإرهاب التي بدأت تزداد قوة في الدلتا، تتركز في النظر إلى التاريخ العسكري والايديولوجي والجغرافي.

تصاعد العنف

على الرغم من اعلان السلطات المصرية أن تنظيم الدولة في سيناء تراجع وفي حالة دفاع، إلا أنه منذ اطاحة الجيش المصري بمحمد مرسي زادت نمط الهجمات الإرهابية، سواء من ناحية عددها أو عدد ضحاياها.

اتضح أن نقص عدد الهجمات في الربع الثاني في العام الماضي من 255 إلى 209 في الربع الثالث، ثم إلى 168 في نهاية العام وفقاً لمعهد التحرير، هي ضمن استراتيجية إعادة التقويم التي تقوم بها تنظيم الدولة لتوسيع نطاق هجماتها بهدف اثارة أزمة طائفية بعد تركيز الهجمات على مسيحيين مصر.

بدأت الهجمات على المسيحيين في سيناء في فبراير بمنطقة العريش بشمال سيناء مما تسبب في نزوح الالاف، ولم تبدى الحكومة المصرية أي رد فعل، مما دفع تنظيم الدولة للتحرك نحو الدلتا والقيام بعدد من الهجمات الكبرى في إبريل الماضي على كنائس مصرية في مدن كبرى مثل الاسكندرية وطنطا مما أدى لمقتل أكثر من 100 شخص.

زعمت المخابرات الإسرائيلية أن الجيش المصري استطاع بمساعدتها أن يحقق سلسلة من الانتصارات ضد الميليشيات في شمال سيناء، ورغم انخفاض عدد الهجمات في نهاية العام الماضي، إلا أن عدد القتلى زاد بنسبة 107% مقارنة بالربع السابق.

بالطبع لا تكذب الأرقام، لذا فيبدو أن الدولة تواجه كارثة مع انخفاض الخيارات بين الاستمرار في الخوف، استمرار الحلول السطحية، أو تقبل المسؤولية والخروج بحلول قوية.

بالنسبة لمصر كان يجب اختيار الخيار الأخير منذ فترات طويلة.

كيف تنتصر مصر؟

من الواضح أن مركز التمرد ووجود تنظيم الدولة هو في شمال سيناء التي يوجد بها جيش يفوق عدده 20 ألف جندي، على الرغم من الهجمات الإرهابية في مدن حضرية أخرى إلا أن تركز التنظيم هو في سيناء.

لتحقيق الانتصار على التنظيم يجب أن يركز الجيش على محاربته في مناطق تركزه واستخدام بعض من استراتيجياته.

تكررت أقاويل أن الجيش التقليدي لا يمكنه هزيمة جيش غير تقليدي وغير تابع للدولة، بسبب قدرتهم على التحول من حالة عدم التسلح إلى التسليح الكامل في مكان من اختيارهم ومألوف جغرافياً بجانب قدرتهم على الاندماج وسط المحليين والحصول على تعاطفهم بسبب فهمهم للمظالم التي يتعرضوا لها.

مع وضع هذه العوامل في الاعتبار يمكن وضع خطة أفضل لمواجهة التنظيم، تتضمن الخطوة الأولى للانتصار في هذه الحرب هي تنقل الجيش لأكثر من منطقة وعدم السماح للتنظيم بتركيز المعركة في مكان ثابت.

1.التحرك باستمرار

لا يقتصر الأمر فقط على ضرورة أن تصبح نقاط التفتيش متحركة بحيث تجعل من المستحيل مهاجمتها على أيدي الجماعات المسلحة، لكن يجب كذلك على الجيش التفكير خارج الصندوق وتجهيز فخ لهم بدلاً من انتظار الهجوم عليهم في نقاط تفتيش ثابتة.

سواء كانت نقاط تفتيش في العريش أو الشيخ زويد أو رفح، يجب أن تستخدم القوات الخاصة فرق مسلحة ومجهزة بالقرب من نقاط التفتيش المتمركزة والمتحركة للحماية والهجوم على الإرهابيين.

يجب أن يعمل الجنود الموجودين بتجهيز وتدريب سيء مع قوات خاصة مدربة جيداً ليس فقط لصد الهجمات ولكن أيضاً لمطاردة الخلايا الإرهابية وإخمادها، من شأن هذا التحول الاستراتيجي أن يقوض قدرة تنظيم الدولة على مفاجأة القوات التقليدية.

كما أن التغيير اليومي للطرق التي تسلكها قوات الشرطة وقوات الجيش ستقلل من فعالية الأجهزة المتفجرة المرتجلة التي تحملها المركبات والقنابل المزروعة على جانبي الطريق التي يستخدمها التنظيم الإرهابي.

2.الفوز بقلب وعقل السكان المحليين

في حالة تمكن الدولة من كسب قلوب وعقول السكان المحليين يمكن لذلك أن تساهم في تقويض قدرة تنظيم الدولة على التقدم الجغرافي والانسجام مع السكان المحليين، من الهام أيضاً بالنسبة لوكالات الاستخبارات فهم مطالب السكان، وكيف تمكن التنظيم من العمل وسطهم.

خلال ثلاثة سنوات منذ انضمام ولاية سيناء إلى تنظيم الدولة، استخدمت أسلوب الترهيب والترغيب وهو ما ساهم في نتائج جيدة لمصالحها، من خلال ترويع المحليين بقطع رؤوسهم أو غيرها من الأساليب للسيطرة عليهم، أو تعويضهم عن فقدان المنازل التي هدمها الجيش بحثاً عن المسلحين.

خلال هذه الأحداث تمكن التنظيم من تحسين سمعته واستغلال تراجع حماس المحليين بشأن جهود الجيش العشوائية التي أدت إلى الاجلاء القسري وفقدان المنازل والاعمال وتدمير شبكات الانفاق.

يحاول تنظيم الدولة في سيناء القيام بخدمات اجتماعية لترك بصمة دائمة من خلال تقديم المساعدات الغذائية للعائلات ومعالجة الأطفال.

استطاع تنظيم الدولة تثبيت اقدامه في أرض المعركة وكسب قلوب وعقول المحليين في حين أن قوات الجيش على الجانب الأخر تدمر الحياة، وتغلق المدارس وتقتل أصدقاء وعائلات الاسر المحلية.

3. استعادة الأراضي

مع تحقيق الجيش المصري عدة انتصارات، بدأ تنظيم الدولة في توسيع نطاقه وفرض نقاط تفتيش خاصة به بجانب استخدام شرطة الاخلاق لإعاقة تجارة السجائر، على الرغم من اعتماد البرامج الاجتماعية وعمليات التنظيم الحالية لتنظيم الدولة بشكل كبير على تهريب المخدرات وهو ما مكنها من السيطرة على مناطق كبرى.

في الواقع تسبب تورط التنظيم في تجارة المخدرات في اطلاق واحدة من أكبر العائلات البدوية لحملة قتال ضده ودعت القبائل في المنطقة للتوحد ضد التنظيم، ليس ذلك بسبب شعور واحاسيس وطنية ولكن للتربح غير المشروع وفق ما قاله زاك جولد الزميل بالمركز الأطلسي.

على الرغم من أن القول أسهل من الفعل إلا أن طمس سيطرة الدولة على هذه المناطق سيحقق هدف هام لقوات الأمن وهو البتر المالي للعمليات الإرهابية.

يعد التحول الاستراتيجي في حماية القوات والهجوم ضد العدو المتحرك، والتقرب من سكان سيناء هي كلها تحركات ضرورية وليست مجرد مقترحات.

إذا كانت الدولة جادة بشأن هزيمة تنظيم الدولة، فإن هناك الكثير من الأفكار، حيث أن هناك ضرورة لإيجاد الرغبة السياسية والعسكرية لتنفيذ هذه التحركات.

حتى الآن كانت سياسة الحكومة أن وجود الأشرار ضروري للسيطرة في الداخل، وهنا يجب السؤال إذا لم يكن هناك أشرار مثل تنظيم الدولة، كيف سيبرر السيسي حالة الطوارئ الفاشلة التي لا تنتهي؟

في حالة استمرار النهج الحالي، يمكن لذلك أن يؤدي إلى تزايد الشكوك حول دوافع النظام الحالي، لتجنب تحول القاهرة إلى شمال سيناء أخرى، يجب على السيسي التحرك الأن.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023