شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«الإيكونوميست»: السعودية تتراجع وتضطر لمصافحة «إيران»

من قلب المسجد النبوي في المدينة المنورة، وأثناء الحج السنوي الذي انتهى في الرابع من سبتمبر، كان حراس الأمن السعوديون يساعدون الحجاج الشيعة، على عكس ما حدث سابقًا؛ إذ اعتادوا على ضربهم بالعصي، خاصة بالقرب من مقابر البقيع، حيث يرقد أصحاب الرسول وأحفاده. لكنّ هذا العام رحّب بهم خالد الفيصل، أمير منطقة مكة، وقال إنهم إخوة لنا في الإسلام، بحسب «الإيكونوميست»؛ وهو ما يبدو تغييرًا في العلاقات السعودية الإيرانية.

وقالت الصحيفة، بحسب ترجمة «شبكة رصد»، إنّ العلاقات السعودية الإيرانية اتّسمت بالعداوة في الفترة الأخيرة؛ فعلى مدار العقود الماضية اتخذت السعودية خطًا معاديًا لها، وتصفهم وسائل إعلامها دائمًا بالرافضة الذين خرجوا عن المنهج الصحيح للإسلام. لكن، في هذا العام، الذي وصفته الصحيفة بالصعب للغاية على العلاقات الإيرانية السعودية، ارتفع عدد الحجاج الإيرانيين بنسبة 20%؛ وعبّرت إيران عن شكرها لهذه الخطوة.

ومنذ أن صعد الملك سلمان إلى العرش السعودي في 2015، عزم هو وابنه وزير الدفاع الأمير محمد على وضع حد لتزايد النفوذ الإيراني في المنطقة، وقادا حربًا على حلفائهم في اليمن «الحوثيين»، الذين سيطروا على العاصمة صنعاء، ورفضت السعودية مطالب بتعويض مئات الحجاج الإيرانيين الذين قتلوا أثناء الحج في حادث التدافع في 2015. وفي العام التالي، قطعت رأس الشيخ الشيعي «نمر النمر»، وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية، وشكّلت تحالفًا سُنّيًا ضدها، وقال مسؤولون سعوديون إن السياسات القادمة مع إيران لن تكون توافقية أبدًا.

لكن، بعد مرور عامين، قالت الصحيفة إنّ الأمير «محمد بن سلمان»، والذي أصبح وليًا للعهد، سيفكر في رؤيته من جديد؛ وبدلًا من مواجهة إيران وحلفائها فإنه يخفض من لهجته معهم، وقد جدد علاقته مع العراق، التي قطعها منذ 25 عامًا، وأعاد فتح الحدود أمام البضائع والأشخاص العراقيين للمرة الأولى منذ عام 1990، وأرسل رئيس أركانه إلى بغداد لتوقيع اتفاق لتبادل المعلومات الاستخباراتية، وفي يونيو استضاف رئيس الوزراء الشيعي العراقي «حيدر العبادي»، وفي يوليو جلس مبتسمًا في العاصمة السعودية الرياض وأمامه أحد أشدّ رجال الدين الشيعة في العراق «مقتدى الصدر»، بينما أكّد وزير الدولة لشؤون الخليج العربي «ثامر السبهان» أنّ التشدد السني والتشدد الشيعي لا يبنيان الأوطان والمجتمعات.

كما تخطط المملكة لفتح قنصلية في النجف، العاصمة الروحية للإسلام الشيعي في جنوب العراق، والقيام برحلات مباشرة لآلاف الشيعة السعوديين لزيارة «ضريح الإمام علي» هناك.

وقال «عادل الجبير»، وزير الخارجية السعودي، إن تراجع الطائفية يعني أن تهدأ المنطقة؛ لافتًا إلى تقلص الحرب في سوريا واختناق تنظيم الدولة.

وقالت الصحيفة إنّ السعودية تقلّص الآن أيضًا تحريضها للمجاهدين السنة في سوريا ضد العشيرة العلوية، التي يفترض أنها حاكمة سوريا مع حلفائها الإيرانيين؛ خشية اتهامها بدعم الإرهاب، وقيل إن ولي العهد السعودي توقف عن دعم المعارضين السنة هناك، وحثّ زعماءهم في المنفى في الرياض على التوصل إلى حل وسط مع نظام الرئيس بشار الأسد.

وبينما لا يزال السعوديون يقصفون شمال اليمن، فإنهم بدوا هذه المدة أكثر تصالحًا وأقلّ صرامة عن ذي قبل؛ حتى إنهم اعتذروا عن قصف منطقة مدنية في صنعاء في 25 أغسطس، واقترح متحدث سعودي إعادة فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة اليمني بإشراف الأمم المتحدة.

ويقول مسؤولون سعوديون إنهم يرغبون في جذب حلفاء إيران العرب لردع النفوذ لإيراني، مثلما يحدث في العراق، وقال أحدهم: «كلما زاد التفاعل مع العراقيين قلّ الإيرانيون؛ فالعراق ينتمي إلى العالم العربي».

ويتوقع محليون حدوث تقارب بين السعودية وإيران، متحدثين عن صفقة كبرى؛ إذ سيعترف السعوديون بأولوية إيران في شمال الشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا، مقابل إطلاق يد السعودية في دول الخليج العربي.

وهو الأمر الذي رفضه «الجبير»، وقال إنه مثير للضحك؛ فالأعمال العدوانية للحرس الثوري الإيراني تندلع عندما تشير إليهم حكومة روحاني في إيران، ويقول مسؤول سعودي آخر إن إيران تحيك المؤامرات الإرهابية في الكويت والبحرين، معربًا عن أسفه للتدخل الإيراني في اليمن.

وأضاف المسؤول السعودي أنّ أيّ تقدم سيكون صعبًا، والمملكة حذرة من أن يُنظر إليها بأنها تسعى إلى إرضاء إيران، ولن يكون احتضان القادة العراقيين الذين يهيمن عليهم الشيعة سهلًا أيضًا؛ فـ«مقتدى الصدر» أثناء لقائه بولي العهد السعودي انتقد ما تفعله السعودية تجاه الشيعة في منطقة العوامية، بينما عبّر سعوديون عن اشمئزازهم بتهنئة ولي العهد لحيدر العبادي على الفوز ضد تنظيم الدولة في الموصل.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023