شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

3 تحديات تواجه «بن سلمان» في طريقه لعرش المملكة

محمد بن سلمان

أشارت كثير من التقارير والتسريبات إلى أن الملك سلمان بن عبد العزيز، العاهل السعودي، في طريقه إلى تسليم ولي عهده «محمد بن سلمان»، إدارة شؤون البلاد وتنصيبه ملكا للمملكة العربية السعودية.

وعلى الرغم من أن تلك التقارير تشير إلى اكتمال كافة الترتيبات لتولي الأمير الصغير، إلا أن الخوف والتردد من تداعيات الخطوة، من الممكن أن يؤخر إعلانها قليلا.

تمهيد لتولي الحكم

واتخذ الملك السعودي منذ توليه الحكم إجراءات كانت دليلا على التمهيد إلى أن يجعل الشاب الصغير، على رأس السلطة، بدءا من ظهوره المتكرر في الاجتماعات واللقاءات الدولية، إلى المناصب العديدة التي تسلمها بالرغم من صغر سنه، بمجرد تولي والده الحكم، مطلع 2015، كان منها: صدور أمر ملكى بتوليه منصب وزير الدفاع وأمر آخر بتعيينه رئيسا للديوان الملكى ومستشارا خاصا للملك سلمان. وصدور أمر بترؤسه المجلس الاقتصادى والتنمية وتشكيل المجلس برئاسة الأمير محمد بن سلمان.

لم يمر شهور قليلة، حتى صدر فى شهر إبريل 2015  أمرا ملكيا باختيار الأمير محمد وليا لولى ولى العهد وتعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع ورئيسا لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.

وبصفة الأمير الصغير، وزيرا للدفاع، كان عليه أن يكون قائدا للتحالف الإسلامي الذي قادته المملكة العربية السعودية، كما أن الرؤية السعودية 2030، كان هو من أعلن عنها متبنيا إصلاحات اقتصادية بهدف تحسين الأوضاع بعد الأضرار الذي سببته سوق النفط العالمي.

الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان

تحديات تواجه الامير في طريقه للعرش

لعل المهام الثقيلة التي ألقيت على الشاب الصغير، هي من تقف الآن عائقا دون الوصول بسلاسة إلى سدة الحكم، فتصديره كواجهة في كافة النواحي الاقتصادية والسياسية، جعلت الملفات بين يديه تأخذ منحنيات متغيرة، تعصف بالطريق الذي يمهده له والده.

  • جبهة مضادة داخل العائلة المالكة

لا شك إن تولي محمد بن سلمان زمام كافة الأمور، وتنحية باقي الأمراء، أحدث صدعا كبيرا داخل العائلة المالكة، والتي تحدثت تقارير عن عدم رضا فروع العائلة عن أن يكون بن سلمان واجهة المملكة الجديدة.

وكان مركز  أبحاث الأمن القومي « الإسرائيلي» قد نشر تقريرا، عن عدم استقرار الأمر للأمير داخل الحكم، وذكر المركز «أن التأييد الذي يحظى به داخل العائلة المالكة ليس مطلقاً. فالمعارضة يمكن أن تنبثق من داخل الأسرة المالكة نفسها — أولئك الذين ليسوا راضين عن صعوده، ومؤهلاته، وأسلوبه الإداري — حيث إن حرص الملك سلمان بن عبدالعزيز على منح نجله محمد صلاحيات كبيرة لتمهيد الظروف أمام توليه مقاليد الحكم، أفضى إلى ظهور عدد غير قليل من الخصوم له داخل الأسرة المالكة».

وزاد عدم الرضا، بإعفاء الأمير محمد بن نايف، والذي يتمتع بتأييد شعبي وعلى مستوى القصر الملكي، واستبداله بالأمير محمد، وما تلاه من إجراءات تعسفية من تحديد إقامته الجبرية، ومنعه من السفر وجميع اسرته.

واستثناء 3 امراء من المبايعة التي تمت لولي العهد الجديد، تؤكد وجود رافضين، لتولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد، ولعل الأكثر تضررا من تولي الأمير محمد، هم الإخوة غير الأشقاء لمحمد بن سلمان، وهم متعب ابن الملك عبد الله، وعبد العزيز ابن الملك فهد، بالإضافة إلى أمراء آخرين شبان أقل شهرة، بعضهم من أبناء الملك سعود، والإخوة للملك سلمان وهم الأمراء أحمد وطلال.

وذكر المغرد السعودي «العهد الجديد» في تغريدة لها بأنه على الرغم من اكتمال التمهيد لإعلان محمد ب سلمان ملكا  إلا أنه « ابتداء فصل جديد من الصراع المحتدم بين الأسرة والذي قد يشهد أحداثا مختلفة عن كل ما سبق».

  • التعثر في تنفيذ رؤية 2030

تعثرا واضحا تواجهه «رؤية 2030»، التي قدمها بن سلمان، لجعل المملكة تتعافى اقتصاديا، ويكون هناك مصادر متوعة للدخل بعيدا عن النفط، الذي يعاني الخليج من أسعاره.

وسادت خيبة أمل بين السعوديين عقب الإعلان عن إعادة النظر في خطة التحول الوطنية لعام 2020، التي تعد جزءا من مبادرة الرؤية السعودية لعام 2030، والتي فهمت على أنها غير قادرة على التعامل مع أرض الواقع.

والشعب السعودي ضاق ذرعا خلال الفترة السابقة، بسبب تطبيق سياسات اقتصادية شديدة، تمثلت في فرض العديد من الضرائب على المواطن، وخصخصة عدد من القطاعات وتخفيض الدعم.

وتشير التقارير إلى أن الحكومة فشلت في تحقيق هدف إيراداتها غير النفطية للنصف الأول من عام 2017، حيث انخفضت الإيرادات غير النفطية في المملكة العربية السعودية بنسبة 17%.

وذكرت صحيفة  «فايننشال تايمز» على لسان مسؤول حكومي أن «هناك اعتراف بأن الكثير من هذه الاهداف كانت غير واقعية للغاية وقد يكون لها تأثير كبير على الاقتصاد».

  • معارضة خلقها واقع سياسي متأزم

على الرغم من فشل حراك 15 سبتمبر، والذي هدف غلى إصلاحات سياسية واقتصادية، وخروج مظاهرات مضادة للحكم الحالي في المملكة، إلا انها تشير بأي حال، غن معارضة قوية داخل المملكة اصبحت تسعى إلى خلق حالة سياسية مختلفة، وتكوين جبهات تناهض التحركات التي يقوم بها الملك سلمان وولده.

الإجراءات السياسية التي اتخذها بن سلمان خلال الفترة السابقة، بتكميم الافواه، والاعتقالات الأخيرة، بهدف تعزيز حكمه، كان لها مردود مضاد بزيادة الجبهة المعارضة داخل المملكة.

كما أن عدد من الملفات السياسية النتأزمة، مثل الازمة الخليجية والحرب في اليمن وغيرها، كانت سببا في تسليط البعض الضوء على أن الأمير يتصرف بتهور وبغير عقلانية في إدارة شؤون البلاد.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023