شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«ميدل إيست موينتور»: الشيخ رائد صالح أحبط مخططات تهويد القدس

الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني

نشرت صحيفة «ميدل إيست موينتور» مقال للكاتب الفلسطيني، معتصم دلول، يشرح فيه ظروف اعتقال خطيب المسجد الأقصى الشيخ رائد صلاح، والأسباب الحقيقية وراء استماتة دولة الإحتلال على اعتقاله، مشيرا إلى أنه الوحيد الذي استطاع الوقوف أمام مخطاطتهم الغير قانونية لتهويد القدس، لما له من شعبية جارفة وقدرته على الششد ضد دولة الاحتلال.
ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، اقتحمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في 15 أغسطس الماضي مدينة أم الفحم، وهي ثاني أكبر مدينة عربية في إسرائيل، واقتحمت منزل الشيخ «رائد صلاح» واحتجزته من أجل استجوابه، ومددت المحاكم الإسرائيلية اعتقاله عدة مرات، ورفع المدعي العام الإسرائيلي لائح الاتهامات ضده، لكنه أعيد للحبس حتى انتهاء الإجراءات القانونية.
وليست تلك المرة الأولى التي يحتجز فيها الشيخ رائد ويوجه إليه اتهامات وليست المرة الأولى التي يحتجز فيها وراء القضبان بسبب اداعاءات اسرائيلية مزيفة، وبعد الاحتجاز الأخير، ذكرت صحيفة «تايمز أوف اسرائيل»، أن السياسيين الإسرائيليين اليساريين واليمينيين احتفلوا باعتقال الشيخ رائد صلاح.
وكان الوزير الإسرائيلي «يسرائيل كاتس» هدد من قبل باعتقاله وإرساله إلى المنفى.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الاسرائيليون اليهود احتفلوا باعتقال صلاح، لأنه العقبة الرئيسية أمام مشاريع تهويد القدس، وخاصة المسجد الأقصى، والدفاع عن المسجد الأقصى أمر يشتهر به الشيخ رائد صلاح، وكان يشغل منصب عمد أم الفحم بين عامي 1989 و2001، حتى تخلى منصبه من أجل تكريس وقته للدفاع عن المسجد الأقصى الشريف.
وحول الشيخ صلاح مدينة أم الفحم من قوة شيوعية إلى معقل للفرع الشمالي للحركة الإسلامية، ففي عام 1996 بدأ صلاح تنظيم تجمع سنوي تحت شعار «المسجد الأقصى في خطر»، وسلط فيه الضوء على مخاطر تهويد البلدة القديمة في القدس؛ كما كشف عن التهديد الذي تفرضه حفريات إسرائيلية «الأثرية» تحت المسجد الأقصى، واستمر عقد هذا الاجتماع حتى عام 2015، بعدما حظرته الحكوم الإسرائيلية.
ووفقا لرئيس لجنة القدس التابعة للاتحاد الدولي للعلماء المسلمين الشيخ «أحمد العمري»، احتجزت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الشيخ صلاح بسبب دوره في كشف الأنفاق الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى، مما أضر بأسس الهيكل، وقال العمري: «كان أول من طرح القضية وأبرز حقيقة أن الأقصى في خطر».
وكان صلاح قد عرف نفسه في جميع أنحاء العالم بين المسلمين على أنه شيخ المسجد الأقصى، وقد كرس نفسه لتقويض الخطط الإسرائيلية اليهودية لتغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى، وجمع الأموال من أجل المشاريع داخل مجمع الأقصى، بما في ذلك توفير وجبات الطعام للمسلمين لكسر صيامهم خلال رمضان والطبقات الشرعية والأنشطة المماثلة للحفاظ على الوجود الفلسطيني في المسجد قدر الإمكان.
وفي 14 يوليو، هاجم ثلاثة فلسطينيين شرطيين اسرائيليين اقتحموا باحة المسجد وقتلوهما قبل أن يقتلا بالرصاص، وبالإضافة إلى معاقبة أسر المهاجمين قررت سلطات الاحتلال الاسرائيلي تركيب كاميرات بالمسجد الأقصى وبوابات للكشف عن المفرقعات، مما أدى إلى احتجاجات واسعة النطاق، وهي احتاجات لعب فيه الشيخ رائد صلاح دورا رئيسيا في تعبئة الفلسطينيين عبر الأراضي المحتلة وداخل إسرائيل نفسها للمشاركة في هذه الاحتجاجات التي انتهت بنصر واضح.
وقال الشيخ رائد صلاح، وهو محتجز في أغسطس، إن اعتقاله «سياسي» و «جزء من الحملة الإسرائيلية على المسلمين العرب» في إسرائيل، وقال «محمد بركة» رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل، والذين يشكلون 20 في المئة من سكان الدولة اليهودية، إن اعتقال صلاح نوع من العمل المناهض للديموقراطية ، ووضع السكان العرب في إسرائيل تحت الضغط.
واتهمته اسرائيل في الاعتقال الأخير لتحريضه خلال الخطبة التي ألقياها يوم الجمعة على المتظاهرين، وقال محامي الشيخ «مصطفى سهيل»، إن لائحة الاتهام الإسرائيلية ضد موكله «تستند إلى قرار سياسي لا علاقة له بالقانون»، مضيفا أن نتنياهو ووسائل الإعلام هم من حاكموه.
في أعقاب قرار نتنياهو بإزالة أجهزة الكشف والكاميرات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى، قررت إسرائيل العمل في الخفاء على خطة تهويد الحرم، وللقيام بذلك، كانت سلطات الاحتلال بحاجة إلى قمع الأشخاص الذين يفضحون خططهم، ولم يقرروا اعتقاله فقط بل التعامل معه بحدة وشارسة.
وقالت الصحيفة، ان إسرائيل لمست رأيه المؤثر وقدرته على الحشد، لذا رأت أنه لا بد من استهدافه وكانت حاولت اغتياله من قبل، وفي عام 2010، كان على الشيخ رائد صلاح على متن سفينة «مافي مرورة» التركية في أسطول الحرية والتي كان هدفها كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وتم اقتحام السفينة من قبل قوات الكوماندوز الإسرائيلية، وأطلقوا النار على رجل تركي يبلغ من العمر 60 عاما، اعتقدوا خطاءا أنه رائد صلاح، وبعد شهرين، كتب «جوناثان كوك» مقالا لموقع «إليكترونك انتفاضة» كشف فيه عن خطة إسرائيلية لقتل الشيخ صلاح، وهو الأمر الذي استنكرته حتى الجماعات الحقوقية الإسرائيلية.
وسواء كان رائد صلاح حيا أم ميتا، تعتقد سلطات الاحتلال الإسرائيلي أنه يجب عزله عن الجمهور إذا أرادوا استكمال عملية تهويد القدس، وهناك العديد من الهيئات الفلسطينية والدولية المكرسة لحماية القدس والمسجد الأقصى، إلا أن أيا منها لم يتمكن من وقف تهويد ثالث أقدس موقع الإسلام وعدوانه على المسلمين الذين يعبدون.
وقد قامت الشرطة الإسرائيلية مؤخرا بتركيب كاميرات على أبواب المسجد الأقصى، ولم تعترض سوى أصوات قليلة لم يسمع عنها أي شيء، وهو ما يشير إلى أن الهدف من عزل الشيخ رائد صلاح، كان فعالا في إسكات معارضة تهويد الأقصى، وتستعد اسرائيل لمشروع تهويد واسع النطاق فى القدس كان من المفترض طرحه للتصويت الأسبوع الماضى ولكنه تأجل حتى لا يجتذب الانتقاد الدولي.
وختمت الصحيفة بأن جعل الشيخ رائد صلاح وامثاله معزولون عن العالم، يساعد سلطات الاحتلال على الاستمرار في مشاريع التهويد غير القانونية، ومن ثم سيكونون قادرين على تقسيم المسجد الأقصى كما فعلوا مع المسجد الإبراهيمي في الخليل، بصمت نسبي ودون إدانة خطيرة، فالشيخ رائد صلاح يقف بين إسرائيل وخططها الشائنة للمسجد الأقصى، وهذا هو سبب احتجازه.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023