شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«الأزهر يخرج أمجادًا».. النظام المصري يتجاهل الهجوم على «الشعراوي» والشعب يذود عنه

الشيخ الشعراوي
وزير الأوقاف المصري الأسبق الداعية المفسر محمد متولي الشعراوي

أجمع عليه المصريون دون غيره من العلماء، وبالرغم من تجاهل الدولة الدفاع عنه، رفض الملايين أن يتعرّض الداعية المفسّر محمد متولي الشعراوي، وزير الأوقاق الأسبق، إلى الأذى اللفظي؛ وظهر هذا واضحًا مع حملة قادتها ضده الكاتبة فريدة الشوباشي بسبب سجدته بعد هزيمة مصر ودول عربية في حرب عام 1967 من «إسرائيل».

ودافع مصريون بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم عبر مواقع التواصل عن الشعراوي، مؤكدين أنه  سجد بعد النكسة لأنه اعتبرها بمثابة ضربة استفاقة للعرب.

ولد الشعراوي في الخامس من أبريل عام 1911 بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وفي عام 1926 التحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وحصل على الابتدائية سنة 1932، ثم التحق بالمعهد الثانوى وحظي بمكانة خاصة بين زملائه؛ فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.

التحق بكلية اللغة العربية سنة 1937، وتخرج فيها عام 1940، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943، وعُيّن في المعهد الديني بطنطا ثم في الزقازيق ثم في الإسكندرية، وانتقل إلى العمل في السعودية عام 1950 أستاذًا للشريعة بجامعة أم القرى.

بعد عودته من المملكة، عُيّن مديرًا لمكتب شيخ الأزهر حسن مأمون، ثم سافر رئيسًا لبعثة الأزهر إلى الجزائر، وعاد في 1967 وعيّن مديرًا لأوقاف محافظة الغربية، ثم وكيلًا للأزهر، وعاد ثانية إلى السعودية مدرسًا في جامعة الملك عبدالعزيز.

وفي نوفمبر 1976، اختاره ممدوح سالم، رئيس الوزراء آنذاك، وزيرًا للأوقاف وشؤون الأزهر، وظلّ في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978. وبعدها بتسع سنوات اختير عضوًا بمجمع اللغة العربية «مجمع الخالدين»، قبل أن توافيه المنية في 17 يونيو عام 1998م عن عمر ناهز 87 عامًا.

احتجّ على السادات

حاول الرئيس السادات إنهاء أزمة اعتقالات سبتمبر 1981 وامتصاص غضب الناس عليه عن طريق الاستعانة بالشيخ الشعراوي في منصب شيخ الأزهر، لكنه رفض واحتجّ بلهجة تهكمية  قائلًا: «وشيخ الأزهر اللي موجود هتعملوا فيه إيه؟».

كما عارض الرئيس السادات عندما قال عن الشيخ أحمد المحلاوي بعد اعتقاله إنه «مرمي في السجن زى الكلب»؛ فأرسل له الشيخ الشعراوي برقية شهيرة يقول فيها «إنّ الأزهر لا يُخرج كلابًا ولكنه يخرج علماء أفاضل ودعاة أمجادًا».

رفض رقصات الأوبرا

عندما جاء الرئيس الروماني نيكولاي تشاوشيسكو إلى القاهرة، طلب السادات من الشعراوي اصطحابهم إلى دار الأوبرا لتحية الرئيس الضيف، وما إن بدأ العرض ورأى الشيخ الرقصات والموسيقى المصاحبة ضرب الأرض بقدمه ومال وجلس واضعًا قدمًا على الأخرى؛ فأرسل إليه السادات ممدوح سالم، رئيس الوزراء وقتها، وقال له: الرئيس يطلب منك أن تعتدل في جلستك؛ فصاح الشيخ: «اعتدلوا أنتم أولًا»، لكنه ظل يحتفظ بعلاقة جيدة مع الرئيس السادات.

الشعراوى يحذر مبارك 

ووجّه الشعراوي تحذيرًا إلى الرئيس المخلوع حسني مبارك بعد محاولة اغتياله في مدينة أديس أبابا بإثيوبيا عام 1996، قائلًا: «أريد من الناس أن يعلموا أن المُلك كله بيد الله، يؤتيه من يشاء؛ فلا تآمر لأخذه ولا كيد للوصول إليه، فالملك حين يُنزله الله قال يؤتي الملك من يشاء، فلا تآمر على الله لملك، ولا كيد على الله لحكم، لأنه لن يحكم أحدٌ في ملك الله إلا بمراد الله؛ فإن كان عادلًا فقد نفع بعدله، وإن كان جائرًا ظالمًا بشّع الظلم وقبّحه في نفوس كل الناس فيكرهون كل ظالم ولو لم يكن حاكمًا».

واختتم بكلمته الشهيرة: «إذا كنت قدرنا فليُوفقك الله وإذا كنا قدرك فليُعنك الله على أن تتحمل».

وفاة الشعراوي

في يوم 17 يونيو عام 1998 توفي «الشعراوى»، وروى ابن له أنّه كان على فراشه يحتضر وابنه يلقنه الشهادة فيقول له: يا شيخ محمد قول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، فيقول الشعراوى: أشهد أن لا إله إلا الله ويصمت، فيقول له ابنه: «قل الشهادة كاملة يا شيخ فيكررها ويطلب منه ابنه الأمر نفسه، فيقول الشعراوى: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم يلتفت بوجهه ويشير إلى الحائط بإصبعه وقال: وأشهد أنك رسول الله.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023