شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كاتبة أميركية: ابن سلمان على خطى زيارة «السادات» إلى القدس.. لكن دون خبرة

السادات وبيجن وكارتر عقب توقيع «كامب ديفيد»

نشرت الكاتبة الأميركية ومحللة الشؤون السياسية «ترودي روبين» مقالًا عن زيارة السادات إلى القدس المحتلة منذ أربعين عامًا، موضحة أنها أمّنت الاستقرار لدولة الكيان الصهيوني هذا الوقت؛ خصوصًا على حدودها الجنوبية، وقالت إنّ «ابن سلمان» يحاول أن يخطو الخطوة نفسها تجاه «إسرائيل» وفتح مسار العلاقات والتعاون معها؛ لكنه يفتقد الخبرة السياسية التي تمتّع بها السادات، وعجزه عن مواجهة الشعوب الرافضة للتطبيع، كالشعب المصري، حسبما نشر موقع «زي إنكويرر» الأميركي.

وأوضحت الكاتبة، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنه بجانب افتقاده الخبرة، المنطقة مُجزّأة الآن ومضطربة؛ مثلما كانت عليه أيام السادات. و«في 19 نوفمبر 1977، وقفت على خشبة مرتفعة في مطار بن جوريون الدولي منتظرة حقيقة هبوط الطائرة التي تقل الرئيس المصري محمد أنور السادات في المطار، وكان الإسرائيليون حينها في حالة صدمة وشك في أنّ رئيس أكبر دولة عربية اتّخذ قرارًا بزيارتهم؛ كأوّل زعيم عربي يفعل ذلك منذ تأسيس الدولة الهيودية؛ ومن هنا تغيّر الشرق الأوسط».

حينها، صرخ موظف من وزارة الخارجية في المطار وسألني أحدهم إذا ما كنت أعتقد أن طائرة السادات تحمل قنبلة ستُفجّر في المطار بعد الهبوط وقتل القيادة السياسية الإسرائيلية بأكملها، وبدلًا من ذلك نزل السادات من الطائرة وتقدّم نحو الإسرائيليين وصافح الجميع، ولف ذراعيه على رئيسة الوزراء «جولدا مائير».

نقطة تحوّل

وبعد أربعين عامًا من هذه اللحظة، يبدو أنّ منطقة الشرق الأوسط منفجرة الآن، وما زالت هذه الزيارة تشكّل نقطة تحول حاسمة ومهمة للمنطقة، و«ما زلت أحتفظ بالملصق الموجود حينها في كل مكان بإسرائيل وعلى كل جدار هناك: العلم المصري بجانب الإسرائيلي، يعلوهما كلمات باللغة العربية والعبرية والإنجليزية، تحوي كلمات السادات عن السلام وأمله في أن يمتد إلى المنطقة بأسرها».

ولم يتحقق حلمه بالسلام مع دولة الاحتلال؛ لكنها فتحت الباب أمام سلام أوسع، مرسلًا رسالة إلى القادة العرب والإسرائيلين، فإذا كانت لديهم «الشجاعة والتبصر» سيحققون السلام حتى لو كان المشهد الحالي قاتمًا.

ادّعاءات

كانت زيارة السادات «مذهلة جدا»؛ فهو يمتلك رؤية واضحة، وكان عمليًا بشأن كيفية وصوله إلى هناك. وكانت لدى «مناحم بيجن» من الشجاعة والبرجماتية للموافقة على عودة سيناء إلى مصر شرطًا مسبقًا لتحقيق السلام. ومن القادة الوحيدين في الشرق الأوسط الذين امتلكوا هذه البرجماتية ملك الأردن حسين؛ حينما وقف جنبًا إلى جنب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق «إسحق رابين» و«إيهود أولمرت»، وبدرجة أقل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي وقف بجوار إيهود باراك، وياسر عرفات لمدة وجيزة».

وبعد الخسائر العسكرية والاقتصادية الكبرى بين عامي 1967 و1973، اعترف السادات بأنّ معظم الجمهور المصري فقد اهتمامه بالقتال لصالح الفلسطينيين، وأعرب عن اعتقاده بأنّ جيشه استعاد كرامته بتحقيقه عبور قناة السويس عام 1973؛ ما أدّى إلى إقراره في النهاية بأن الوقت قد حان لمبادرة «مثيرة» للإسرائيليين.

وأمل السادات في أن تقنع حركته المذهلة «مناحم بيجن» بإعادة جميع الأراضي التي احتلتها «إسرائيل» عام 1967، بما في ذلك غزة والضفة الغربية، وبدأت فعلًا المناقشات بشأن هذه الفكرة قبل أن ينهي السادات زيارته «العاطفية» إلى القدس.

إلا أنّ هذه الرحلة تركت تأثيرًا عميقًا على المنطقة، وما زالت تؤثّر على استقرارها حتى اليوم.

فإلى جانب الفرص الضائعة، ادّعت الكاتبة أنّها سردت الفرصة التي قدمتها الزيارة للفلسطينيين وأدّت في نهاية المطاف إلى اتفاقية «كامب ديفيد» عام 1978، ووصل إليها الرئيس الأميركي «جيمي كارتر»، مدعية أنها فتحت الطريق إلى خريطة للحكم الذاتي في الضفة الغربية وغزة، في الوقت الذي لم تكن فيه أيّ مستوطنات إسرائيلية.

أيضًا، الاتفاقية بين الجانبين المصري والفلسطيني سهّلت للفلسطينيين إجراء مفاوضات للحكم الذاتي؛ عن طريق سلطة منتخبة. واعتقد فلسطينيون أنّ هذه الحكومة ستحظى باعتراف دولي وضغط على «إسرائيل» للتفكير في إقامة دولة فلسطينية؛ لكنّ «منظمة التحرير الفلسطينية» اعترضت، وضيّعت فرصة محتملة لتحرك الكيان الصهيوني بجانب السلطة الفلسطينية في وقت كانت فيه المنطقة أكثر استقرارًا من الآن.

تعاون ومكاسب «إسرائيلية» 

منحت اتفاقية السلام التي وقعتها دولة الاحتلال مع مصر «إسرائيل» 40 عامًا من الاستقرار، كما قال مناحم بيجن؛ إذ أزال التهديد العسكري على حدودها الجنوبية، واستمر السلام معها حتى بعد اغتيال السادات، وحتى بعد تنحي حسني مبارك وانتخاب حكومة الإخوان المسلمين، وأثناء العودة إلى «الحكم العسكري» بقيادة عبدالفتاح السيسي، بالرغم من أنّ السلام كان باردًا ولا يزور المدنيون المصريون «إسرائيل» أبدًا، لكنّ التعاون الاستخباراتي والعسكري بين البلدين ماض بشكل جيد.

والآن، ومع ظهور ولي العهد السعودي الجديد الأمير «محمد بن سلمان»، فإنه يشارك العداء الاستراتيجي لإيران كما تفعل «إسرائيل»، وهناك اتصالات شائعة بين الدولتين الإسرائيلية والسعودية، بجانب تبادل الاستخبارات العسكرية؛ وتأمل إدارة «ترامب» أن يكون «ابن سلمان» عراب السلام الإسرائيلي.

لكنه يفتقد مهارات أنور السادات وخبراته السياسية، بجانب تجزؤ المنطقة كثيرًا عما كانت عليه من قبل، وبالرغم من أنّ فرصه مرتفعة؛ فليس مرجحًا أن يتخذ خطوات مثيرة مثل السادات تجاه «إسرائيل»، كما أنّ القيادة الإسرائيلية لا تناقش مع السعودية الحلول الوسطية بشأن القضية الفلسطينية.

وفي الذكرى الأربعين لزيارة السادات إلى القدس، لا ينبغي للمرأ أن يستبعد تمامًا ما هو متوقع.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023