شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«ستارتز تايمز»: فرنسا في مهمة لاستعادة نفوذها المفقود في الشرق الأوسط

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب استقباله رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في فرنسا (AFP)

يهدف الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» من التوسّط في الأزمة اللبنانية والاتفاق النووي الإيراني إلى ملء الفراغ الذي خلّفته أميركا في الشرق الأوسط، ومحاولة تعزيز نفوذ فرنسا الذي تخافت في المنطقة، كما تقول صحيفة «ستارتز تايمز».

وتضيف، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ ماكرون استقبل يوم السبت الماضي رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» لإجراء محادثات تهدف إلى حلّ الأزمة الناجمة عن قراره الصادم بالاستقالة من منصبه رئيسًا للوزراء في 4 نوفمبر الماضي. ويعتبر إعلان الحريري الصادر في الرياض تصعيدًا خطيرًا في المعركة الإقليمية من أجل الهيمنة على الشرق الأوسط بين السعودية وإيران ووكلائها في سوريا والعراق واليمن ولبنان ودول أخرى.

واُنتُخب «ماكرون» على وعده باستعادة مكانة فرنسا الدولية بعد سنوات من سلطتها الاستعمارية في المنطقة، التي فرضت لها أهمية متزايدة. وقال «أوليفييه غيتا»، الباحث في معهد هنري جاكسون بالعاصمة البريطانية لندن ومدير مكتب جلوبال سترات، إنّ ماكرون شخصية «انتهازية للغاية»؛ إذ يسارع الآن إلى ملء الفراغ الذي خلّفته الولايات المتحدة وبريطانيا في الشرق الأوسط، ووضع فرنسا كصانع ألعاب في المنطقة جنبًا إلى جنب مع روسيا.

حبال الدبلوماسية

وتمتعت فرنسا بالسلطة على لبنان وسوريا في النصف الأول من القرن العشرين، لكنّ تأثيرها في البلدين تراجع في السنوات الأخيرة، جنبًا إلى جنب مع تراجع الاقتصاد الفرنسي. وبدعوة «الحريري» -المدعوم من السعودية- إلى باريس، وإجراء محادثات هاتفية مع قادة الولايات المتحدة والسعودية و«إسرائيل» ومصر، والإعلان عن زيارة العام المقبل لإيران؛ يأمل «ماكرون» في إعادة تأسيس فرنسا باعتبارها فاعلًا أساسيًا في المنطقة.

وقال السياسي -البالغ من العمر 39 عامًا- بعد زيارته المفاجئة إلى الرياض: «من المهم التحدث مع الجميع».

ويعد لبنان تاريخيًا ساحة حروب بالوكالة؛ ففيه «حزب الله» المدعوم من إيران وله نشاط حازم هناك باستمرار ورحّب -في وسائل الإعلام- بالخطوات التي قرّر ماكرون اتخاذها. وقالت صحيفة «الأخبار» الموالية لحزب الله إنّ عودة فرنسا جاءت لفرض قوتها ونفوذها إلى جانب القوى الأخرى المتصارعة من أجل النفوذ «الأميركيين والسعوديين والإيرانيين».

ووجّه ماكرون ثناءً وإطراءً خاصًا على كل الأطراف، خلافًا للرئيس الأميركي «دونالد ترامب»، الذى أعرب عن تأييده غير المشروط للحليف الأميركي «السعودية» ضد إيران العدوانية منذ مدة طويلة.

وكما هو الحال مع اتفاق باريس بشأن المناخ، الذي دافع عنه بقوة في مواجهة شكوك ترامب المناخية؛ وقف الرئيس الفرنسي أيضًا في الاتفاق النووي التاريخي المتوصّل إليه مع إيران في عام 2015 وطرحه ترامب أيضًا جانبًا ويريد أن يلغيه. وقال «ماكرون» في مقابلة مع مجلة «تايم»، في وقت سابق من هذا الشهر: «إذا أردت وقف المحادثات مع إيران فيما يتعلق بنشاطها النووي فستنشئ كوريا شمالية جديدة».

لكنه حاول أيضًا أن يهدّئ المخاوف الأميركية والإسرائيلية بشأن عودة إيران، عبر انتقاده بشكل متكرر لبرنامج طهران لنظام القذائف التسييرية العابرة للقارات. وفي نهاية الأسبوع، ذهب إلى أبعد من ذلك؛ متّهمًا إيران وحزب الله بـ«زعزعة الاستقرار في المنطقة».

وبالنسبة إلى «غيتا»، أظهرت البيانات أنّ موقف فرنسا قد تغيّر قليلًا وظلّ «من أكثر المنتقدين للنظام الإيراني بصراحة».

البريستيج المفقود

وقال «فريدريك شاريلون»، المدير العام لمعهد البحث الاستراتيجي التابع للمدرسة العسكرية في فرنسا، إنّ أصغر رئيس فرنسي على الإطلاق سيكسب بفضل تقدمه المتواضع. وأضاف لصحيفة «لوريون لوجور» اللبنانية: إذا سمحت فرنسا بإحراز تقدم دبلوماسي -حتى لو بسيط- في مشاكل الشرق الأوسط فإنها ستستعيد مكانتها التي خسرتها في المنطقة في السنوات الأخيرة وستعزز من موقفها في المفاوضات المقبلة بشأن سوريا».

وأضاف فريدريك: لكنه من محاكمته لجميع الأطراف يخاطر بأن تكون كل مجهوداته مجرد فراغ. لكن، من شان نجاحه في لبنان أيضًا أنّ يؤسس لسمعته كمفاوض بارز بعد أربعة أشهر من تمكنه من التفوق على منافسيه في مشاروات وقف إطلاق النار في ليبيا، التي أجريت في باريس.

غير أنّ مراقبين أعربوا عن شكوكهم في قدرة فرنسا على أداء دور قيادي في الشرق الأوسط؛ إذ تتصارع الولايات المتحدة وروسيا وحلفاؤهما. وقال «حازم حسني»، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إنه يعتقد أنّ تأثير فرنسا سيظل محدودًا في لبنان والدول الناطقة بالفرنسية مثل تونس والجزائر والمغرب، وبدرجة أقل سوريا، مضيفًا أنّ الدبلوماسية الفرنسية «في السياق التاريخي فقط؛ لوجود فرنسا في هذه المناطق».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023