شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«براون بوليتكال ريفيو»: الإمارات تدفع جنوب اليمن للانفصال عن شماله

علم جنوب اليمن

قالت مجلة «براون بوليتكال ريفيو» الأميركية إنّ الإمارات تدفع بفكرة انفصال جنوب اليمن عن شماله؛ للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية هناك، بعدما خطّطت لذلك بعلم قوات التحالف؛ عن طريق دعم قوات «عيدروس الزبيدي»، حاكم عدن سابقًا الذي أعلن نيته إجراء استفتاء لانفصال الجنوب عن الشمال؛ وهو ما ساهم فيه أيضًا ضعف «عبدربه منصور هادي».

وأضافت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»،أنّ في عدن، كبرى مدينة في جنوب اليمن ويوجد فيها أبرز ميناء في البلاد، تزيّن الأعلام اليمنية الجدران هناك، وبجانبها أيضًا أعلام إماراتية وصور للعائلة المالكة في الإمارات. وكان جنوب اليمن منفصلًا عن شماله منذ 27 عامًا قبل إعادة توحيدهما عام 1979، وتسعى الإمارات حاليًا إلى انقسامه مرة أخرى؛ لتأمين مصالحها.

ميناء المكلا في اليمن

انقسام اليمن

قبل عام 1990، كان اليمن دولتين مستقلتين، شمالًا وجنوبًا، منذ عهد الاستعمار. وحصل على استقلاله من الإمبراطورية العثمانية عام 1918، لكنّ جنوبه تحت السيطرة البريطانية حتى عام 1967، وكان الكفاح في الجنوب من أجل الاستقلال بقيادة جبهة التحرير الوطني، وهي مجموعة ماركسية لها علاقات وثيقة بالرئيس المصري جمال عبدالناصر. وعلى عكس الجنوب، تلقى الشمال دعمًا من الغرب.

وبعد حرب أهلية وجيزة عام 1979، وضعت خطط لإعادة توحيد الشمال مع الجنوب، وفي مايو 1990 أصبح علي عبدالله صالح أول رئيس للدولتين بعد إعادة توحيدهما.

وبالرغم من ذلك، تصاعدت دعوات الانفصال مرة أخرى بعد 2011 واندلاع الحرب الأهلية في اليمن في مارس 2015؛ بعدما اشتبكت القوات الموالية للرئيس المخلوع والقوات الحوثية (ذات الصلة بإيران) مع قوات الرئيس اليمني عبدربه هادي منصور.

الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح وزعيم مليشيا الحوثي

وتصاعدت الاشتباكات بسرعة، وتمكّن الحوثيون من السيطرة على العاصمة صنعاء؛ ما أجبر هادي على الفرار إلى عدن وأنشأ حكومة جديدة هناك. وفي حينها، بدأت السعودية وحلفاؤها التدخّل عسكريًا في اليمن لدعم هادي ووقف تقدم الموالين لصالح والحوثيين بحملة جوية، وتصاعدت الأمور منذ ذلك الحين.

وغابت القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن عدن بشكل ملحوظ في الأشهر القليلة الماضية. وبدلًا من ذلك، احتلت قوات المقاومة الشعبية الموالية لعيدروس الزبيدي، حاكم عدن السابق وزعيم المجلس الانتقالي الجنوبي، المدينة بمساعدة الإمارات، وأعلن عن تشكيل المجلس في مايو من عام 2017؛ بعد أسابيع من رفض هادي له حاكمًا للمدينة، وضمّ المجلس 26 عضوا، وكثير منهم حكام مناطق في جمهورية اليمن الجنوبية السابقة.

الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي

وأعلن الزبيدي مؤخرًا أنه سيُجرى استفتاء على الاستقلال وتُشكّل جمعية وطنية جديدة تضم 303 أعضاء «تمثّل اليمنيين من جميع مناطق الجنوب». وعقدت الجمعية الوطنية اجتماعها الافتتاحي في 24 أكتوبر؛ لكنّ حكومة الرئيس اليمني المنفي هادي رفضت تشكيل المجلس، مدعية أنه لن يفيد إلا الحوثيين.

التدخل الإماراتي

ودخلت الإمارات الصراع اليمني في مارس من عام 2015 كجزء من التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين. ومع ذلك، كان لها وجود أكبر من دول التحالف الأخرى في الجنوب، خاصة في عدن؛ بسبب اثنين من المصالح الإماراتية الهامة في المنطقة.

قوات إماراتية في اليمن

وفي أغسطس من هذا العام، زادت القوات الإماراتية وجودها في عدن، وأرسلت لواء عسكريًا ودبابات ومركبات عسكرية أخرى، كما ساهمت بعدد من المرتزقة من كولومبيا وشيلي والسلفادور ودول أخرى لمحاربة الحوثيين في أواخر عام 2015، وترى الإمارات أنّ المتمردين الحوثيين جزء من مؤامرة إيرانية لتقويض الخليج؛ بسبب الانتماءات الشيعية لهم.

كما إنّ الإمارات لديها مصلحة في مضيق باب المندب، الممر الحافل بالنفط والغاز ويُنقل منه 3.8 ملايين برميل يوميًا، وتهتم به استراتيجيًا؛ لأنّ معظم صادراتها النفطية إلى أوروبا وأميركا الشمالية تمر عبره، وأي تهديد له يزعزع استقرار التجارة مع أوروبا وأميركا الشمالية. وبالفعل، وسّعت الإمارات نفوذها في المنطقة المحيطة بالمضيق عبر التوصّل إلى اتفاق مع أرض الصومال لبناء قاعدة بحرية لها في ميناء بربرة؛ بعد أن أنشأت قاعدة بحرية أخرى في ميناء عصب الإريتري في عام 2016.

وبجانب ذلك، أدى فشل هادي إلى تنامي الحركات الانفصالية. وساهم فشله في توفير الضروريات الأساسية كالمياه والكهرباء، مقارنة بنجاح الزبيدي المدعوم من الإماراتيين، إلى إضعاف موقفه في مقابل تنامي الدعم للزبيدي. وضخّت الإمارات استثمارات كبرى في البنية التحتية في مناطق مثل عدن وسقطري وحضرموت، التي توصف بأنها نجاحات للمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الزبيدي.

عيدروس الزبيدي عقب إعلان مجلس انتقالي جنوبي في اليمن

ومنذ بدء تدخل الإمارات في جنوب اليمن، حاول حزب الإصلاح (السياسي المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين) النأي بنفسه عن الإخوان؛ بسبب علاقته المتوترة مع الإمارات. كما رفض الانفصال ودعا إلى أن يبقى اليمن متحدًا. ونتيجة لذلك، لا سيما بسبب ارتباطهم بجماعة الإخوان المسلمين؛ تعرّض أعضاؤها مرارًا إلى اعتداءات واختطاف، ويتّهم الحزب الإمارات بإدارة سلسلة من المواقع السوداء في جنوب اليمن؛ حيث تختطف المليشيات المحلية مئات الرجال المعارضين لنفوذها في اليمن.

وعلى الرغم من أنّ دعم دول مجلس التعاون الخليجي للجماعات المناهضة للحوثيين في اليمن، إلى جانب حملتها الجوية العدوانية، يقال إنه يُضعف الوجود الحوثي في ​​اليمن؛ أصبح من المشكوك فيه على نحو متزايد قدرة التحالف على القضاء على الحوثيين في المستقبل القريب.

وبدأ التحالف حملته العسكرية منذ عامين، ولم يحرز أي تقدّم كبير، ولا يزال الحوثيون يسيطرون على صنعاء؛ وقد يتسبب هذا في إعادة دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة الإمارات، النظر في استراتيجيتها في اليمن ومتابعة جدول أعمال انفصال جنوب اليمن. وتدعم الأحداث المشار إليها فكرة أنّ الإمارات على الأقل تحاول دفع هذا السيناريو للأمام.

وتثير السيطرة المتزايدة التي اكتسبتها أبو ظبي في جنوب اليمن منذ اندلاع الحرب الأهلية الجزع؛ خاصة بالنظر إلى جدول أعمالها لدعم الحركة الانفصالية، فانفصال جنوب اليمن يمكن أن يعني بداية نزاع جديد في اليمن مع نهاية غير متوقعة، وما يعني إنشاء دولتين معاديتين من المرجح أن يكونا في صراع دائم بشأن القضايا الاقتصادية والإقليمية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023