شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«هآرتس»: الجميع يرفض الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.. تعرف على الأسباب

مظاهرات بالمسجد الأقصى

القدس هي موطن لثلاث ديانات، وأقل خطأ هناك يمكن أن يتسبب في اندلاع حربا طائفية، ولن يتم حل الصراع العربي الإسرائيلي إلا بعد حل مسألة القدس.

ويدفع اليهود بأن القدس كانت عاصمتهم الدينية والسياسية في العصور القديمة، ويدفعون بأنهم كانوا يحلمون بالعودة إليها منذ زمن، ويشير مصطلح صهيون إلى أحد التلال في المدينة، والذي أصبح كناية عن مسمى دولة إسرائيل كلها، وأساس الحركة الحديثة التي تدعوا إلى إقامة دولة يهودية هناك.

فلماذا لا تعترف ما يقارب من 60 دولة تقيم علاقات دبلوماسية مع «إسرائيل» بأن القدس عاصمتها؟ ولماذا أقدمت دولة كالولايات المتحدة على تلك الخطوة الآن بعد ما يقرب من 7 عقود على تأسيس إسرائيل؟ لماذا لا تخاف مثل بقية دول العالم؟
ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أشارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إلى أن الجواب يعود إلى أهمية القدس بالنسبة للمسلمين والمسيحيين، وهما ديانتين يتبعهما أكثر من 3 مليار حول العالم، وبالنسبة للمسيحيين مات يسوع وعاد إلى الحياة هناك، وبالنسبة للمسلمين، فهي مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث صعد إلى السماء وتحدث إلى الله.

وبالنسبة لليهود هناك حائط المبكى وهو قدس الأقداس بالنسبة لهم، ويوجد فيه جبل هيكل المقدس، رغم أن موقه غير معروف على وجه الدقة.

اختلاف يهودي

وكان قادة الصهيونية الأوائل مختلفين حول القدس، وكثيرا منهم كانوا علمانيين، و«تيودور هرتسل» الصحفي اليهودي المجري نفسه تصور عاصمة للدولة اليهودية على جبل الكرمل، وفي كتابه «القدس عاصمة المرايا»، وصف أموس إيلون، كيف أن هرتزل والمنظر الثقافي الصهيوني أهاد هام، كانوا جميعا غير متحمسين للمدينة وعلاقة اليهود بها، فيما وصفت المؤرخة الصهيونية «أنيتا شابيرا»، مشاعر الرواد الصهاينة تجاه المدينة بأنها رجعية.

وعندما أطلقت الأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947، إشارة خطة تقسيم فلسطين إلى دولتين، واحدة عربية، وواحدة يهودية، تركت مدينة القدس خارج المعادلة، وقالت إنها ستكون خاضعة للسيطرة الدولية، فيما قبل اليهود بتلك الخطة، حيث أشار «بن جوريون» إلى أن فقدان القدس هو «الثمن الذي يجب أن ندفعه» من أجل دولة في بقية الأرض.

وعندما رفض العرب خطة التقسيم، واندلعت الحرب بينهم وبين إسرائيل، اعتبرت إسرائيل نفسها غيرملزمة بالحدود التي حددتها خطة الأمم المتحدة، وخلال ما أسمته الصحيفة بـ«حرب الاستقلال» أو حرب 1948 قامت إسرائيل بتدعيم موقعها الاستراتيجي في معظم أنحاء البلاد، وفي القدس واحتلت أراضي كبيرة.

وبعد وقف إطلاق النار، كانت إسرائيل احتلت الجزء الغربي من المدينة واحتل الأردنيون شرق المدينة، بما في ذلك المدينة القديمة، حيث يقع الجدار الغربي وجبل الهيكل، وقاتلت إسرائيل من أجل القدس، وأكدت أنها لن تتخلي عنها حتى الآن.

وفضل الأردنيون والإسرائيليون ترك المدينة مقسمة، ورغم أن القدس كانت خاضعة للسيطرة الدولية، إلا أن الجميع كان بإمكانه الوصول لأي مكان فيها، بما في ذلك الأماكن المقدسة، ورغم المحاولات التي بذلتها الأردن وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق بشأن القدس، إلا أن الجانبين اتخذا قرارات أحادية ومنفردة بشأنها؛ لذا كان من الصعب الوصول لاتفاق.

حيث ضمت إسرائيل القدس الغربية إلى أراضيها في 5 ديسمبر 1948، وأعلنتها عاصمتها بعدها بأسبوع. وتلا ذلك ضم القدس الشرقية في 13 ديسمبر، وسميت كعاصمة ثانية، إلا أنها ظلت مهملة جدا حتى حرب الأيام الستة أو حرب 1967.

وظل الوضع غير مريح في القدس، حتى عام 1967، وبقيت إسرائيل في حالة حرب مع الدول العربية ولم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها.

وطالما لم يتمكن طرفا الصراع من اتخاذ قرار بشأن مستقبل المدينة، فقد جعلتها الأمم المتحدة مسألة مفتوحة بشكل رسمي، ولم يتم الاعتراف بالمدينة كجزء من الأراضي الإسرائيلية أو الأردنية، غير أن الدبلوماسيين الأجانب كانوا يلتقون المسؤولين الإسرائيليين فيها طوال تلك الفترة، وكان إعلان الولايات المتحدة يعني الاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل وإنشاء السفارة هناك، يعني أن مستقبل المدينة تمت تسويته.

احتلال القدس

وكانت «إسرائيل» استولت على المدينة خلال حرب الأيام الستة، حيث استولت على القدس الأردنية، ووسعت حدود المدينة في الشمال والشرق والجنوب، وأدخلت فيها عددا من الأحياء الفلسطينية والتي لم تكن تاريخيا جزءا من القدس الكبرى «الاحتلال».

وعلى مر السنين سعت إسرائيل إلى إحكام قبضتها على المدينة، ونقلت جميع مكاتبها الحكومية إلى هناك، ونفذت أبنية سكنية، على طول حدودها وبداخلها، واعتمدت سياسات تضمن أن أي حكومة قادمة لن تستطيع التنازل عنها مهما كانت، إلى فلسطين.

وظل موقف جميع الدول ناحية خطوات إسرائيل الأحادية صامتا، ولم تعترف أيا منها بما وصفته إسرائيل بـ«الواقع على الأرض»، وشرعت الحكومة الإسرائيلية في بناء عشرات الآلاف من الشقق السكنية في الأحياء اليهودية الجديدة، في حين أن الفلسطينيين ليسوا على استعداد للتوصل إلى أي حل توافقي، شرط أن تصبح القدس الشرقي عاصمة دولتهم.

ورغم أن المفاوضات بين الجانبين مستمرة منذ ما يقرب الـ25 عاما إلا أنها لم تسفر عن أي نتائج، ومادام الطرفان لا يستطيعان اتخاذ قرارات بشأن خطة مقبولة لتقاسم سيادة القدس أو على أي ترتيب آخر هناك، فعلى المجتمع الدولي أن يفرض حلا على الجانبين، حيث من الصعب أن يعترف جانب واحد فقط بأن القدس عاصمته، ولا حتى دونالد ترامب.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023