شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«كبار علماء الأزهر»: قرار ترامب بشأن القدس بلا سند تاريخي أو قانوني

شيخ الأزهر أحمد الطيب ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة - أرشيفية

ندّدت هيئة كبار العلماء التابعة للأزهر الشريف بقرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب «المجحفة والباطلة التي ليس لها سند تاريخي أو قانوني» باعتبار القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني، وتأييد قرار شيخ الأزهر برفض لقاء نائب الرئيس الأميركي مايك بينس.

وقالت الهيئة إنها عقدت «اجتماعًا طارئًا» اليوم الثلاثاء برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب لبحث القرار الأميركي، المعلن يوم الأربعاء الماضي، وأضافت أنّ «مواقف الأزهر التاريخية واضحة من القضية الفلسطينية، وتعبر عن مشاعر أكثر من مليار وسبعمائة مليون مسلم حول العالم، هذا النوع من القرارات لن يغير على أرض الواقع شيئًا؛ فالقدس فلسطينية عربية إسلامية، وهذه حقائق لا تمحوها القرارات المتهورة، ولا تضيعها التحيزات الظالمة».

كما أعربت عن تقديرها لقرار الكنيسة القبطية المصرية برفض البابا تواضروس الثاني لقاء نائب الرئيس الأميركي الذي يزور دولًا في لمنطقة من 18 ديسمبر الجاري، بعد هذا القرار الباطل.

دعوات للاهتمام بالقضية

ودعت الهيئة «جميع الحكومات والمنظمات العربية والإسلامية إلى أداء واجبها تجاه القدس وفلسطين، واتخاذ كل الإجراءات السياسية والقانونية لإبطال هذه القرارات»، وطالبت جميع الحكومات والمؤسسات الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة بالتحرك الفاعل والجاد لنزع أي مشروعية عن القرار الأميركي، مشيدة بمواقف الدول الحرة والحكومات المسؤولة التي رفضت القرار، وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين.

وجدّد البيان دعم الأزهر الشريف للانتفاضة التي يقدم فيها الشعب الفلسطيني دماءه «فداءً للمقدسات»، ودعا القادرين من العرب والمسلمين لتقديم العون لهم، كما دعا المؤسسات العلمية والتعليمية ووزارات الأوقاف ودور الإفتاء في البلدان العربية والإسلامية كافة إلى الاهتمام بقضيتي القدسِ وفلسطين في المقررات الدراسية والتربوية وخطب الجمعة والبرامج الثقافية والإعلامية؛ لاستعادة الوعي بهذه القضية المصيرية.

قرارات داعمة لفلسطين

وقرّرت الهيئة تشكيل لجنة لصياغة مقرر عن القضية الفلسطينية؛ ليُدرس بكل مراحل التعليم الأزهري، والإعلان عنه في مؤتمر الأزهر، بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين العالمي لنصرة القدس، المقرر انعقاده في منتصف يناير المقبل؛ محذرة من محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني ودعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وأكّدت هيئة كبار العلماء بالأزهر أنّ «عروبة القدس وهويتها الفلسطينية غير قابلتين للتغيير أو العبث، خاصة أن مواثيق الأمم المتحدة تُلزم الكيان الغاصب بعدم المساس بالأوضاع على الأرض، ومنع أي إجراءات تخالف ذلك. وأن على الإدارة الأميركية أن تعي أنها ليست إمبراطورية تحكم العالم وتتصرف في مصائر الشعوب وحقوقها ومقدساتها».

مؤتمر عالمي نصرة للقدس

وفي نهاية البيان، شدّدت الهيئة على انعقاد مكتبها لكبار العلماء بشكل دائم ليتابع المتغيرات لحظة بلحظة، وإعداد التوصيات اللازمة لعرضها على المؤتمر العالمي لنصرة القدس المزمع عقده في 17 و18 يناير المقبل بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين.

وكان شيخ الأزهر، أحمد الطيب، قد وجه السبت الماضي، الدعوة لإقامة المؤتمر العالمي لنصرة القدس بشكل عاجل للتأكيد على رفض القرارات الأميركية الباطلة بحق القدس المحتلة بمشاركة مجلس حكماء المسلمين وبحث اتخاذ خطوات عملية لدعم الهوية العربية والفلسطينية للمدينة المقدسة.

ومنذ إعلان ترامب قراره يوم الأربعاء الماضي، تصاعدت موجة من الإدانات على مختلف التوجهات؛ لا سيما من دول عربية وإسلامية، إضافة إلى تظاهرات ومسيرات غاضبة اندلعت في معظم دول العالم.

ويتمسّك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادًا إلى قرارات المجتمع الدولي، بينما تحذّر دول عربية وإسلامية وغربية ومؤسسات دولية من الغضب الشعبي في المنطقة وتقويض السلام، المتوقف منذ عام 2014؛ بسبب قرار ترامب.

واحتل الكيان الصهيوني القدس الشرقية عام 1967، وأعلن بعد ضمها إلى القدس الغربية، معتبرها كاملة «عاصمة موحدة وأبدية» لها، وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به، بينما يتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023