شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«دويتشه فيله»: أطفال «تنظيم الدولة» أزمة تواجه أوروبا بعد هزيمته في سوريا والعراق

أكد موقع «دويتشه فيله» الألماني، أن الدول الأوروبية تواجه مشكلة كبيرة في كيفية التعامل مع إرث «داعش» النفسي والفكري بخصوص الأطفال والشباب في المناطق التي كان يسيطر عليها، خاصة الأطفال أبناء المقاتلين الأجانب، والذين ينبغي إعادتهم إلى أوطانهم، وسط مخاوف من ظهور جيل جديد من «داعش»، في حال عادوا، واتخذت دول أوروبية عدة خطوات في هذا الشأن إلا أن كل دولة مختلفة عن الأخرى.

ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أعلن الجيش الأميركي أن عناصر تنظيم الدولة، انسحبوا من 98% من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها في العراق وسوريا، وتعتزم القوات العراقية والسورية استعادة الاثنين بالمئة الباقية، ولتحقيق هذا الهدف شن الجيش الأميركي 58 ضربة جوية خلال الأسبوع من 29 ديسمبر وحتى 5 يناير وفقا لما ذكرته وزارة الدفاع الأميركية، وشنت الضربات باستخدام طائرات مقاتلة وهليكوبتر وطائرات بدون طيار.

وقالت المتحدثة باسم البنتاجون، دانا وايت، في مؤتمر صحفي، في 11 يناير، إن تنظيم الدولة تم القضاء عليه إلا أن العمل ما زال مستمرا، مضيفة أن أميركا ستواصل عملياتها لضمان عدم عودة «داعش» مرة أخرى.

تقول دويتشه فيله، إن «داعش» قد يكون هزم بالفعل، إلا أن أيدولوجيته ما زالت قائمة، فرغم هزيمته الجسدية إلا أن أفكاره ما زالت موجودة، وأسس التنظيم في الأساس لتحمل البقاء لفترة طويلة من الزمن.

وقال الجنرال كينيث ماكنزي، في مؤتمر صحفي، إنه رغم فشل تنظيم الدولة كخلافة، إلا أن صورته ما زالت حاضرة وموجودة بقوة.

محاربة صورة «داعش»

فوفقا للبنتاجون، سيتم التركز الآن على محاربة مظاهر وجوده والصور والبصمات التي تركها بعد رحيله، مضيفا أن فرص الفوز في تلك المعركة مرتفعة للغاية، مشيرا إلى أنه رغم هزيمته إلا أن اسمه ما زال موجودا بقوة، حتى على المستوى العالمي وليس في سوريا والعراق فقط، موضحا أنه قد يعود ثانية، فالتنظيم بعيد عن أن يُهزم بشكل كامل.

ووفقا للبنتاجون أيضا، سيعود التنظيم إلى أسلوب حرب العصابات، ووفقا لما ذكرته قناة الجزيرة، ما زال هناك متطوعون ينضمون إلى «داعش» رغم انقضاء دولة الخلافة، ويستخدم المتطوعون الحدود الآمنة بين تركيا وسوريا.

عقول خربة

فبالإضافة إلى تحدي هزيمته فكريا، وانضمام المتطوعين الجدد، إلا أن هناك مشكلة أخرى خلفها تنظيم الدولة؛ حيث تقول الحكومتان السورية والعراقية، إن «داعش» ترك إرثا نفسيا وفكريا في مناطق نفوذه السابقة، فثلاث سنوات لم تكن فترة قليلة، وتلك الآثار شملت الشباب والأطفال بصفة خاصة، وهو ما يمثل تحديا كبيرا، فبخصوص الأطفال الذين شاهدوا عنف الجهاديين، بما فيها أحكام الإعدام والعقوبات الوحشية التي كانت تنفذ على الملأ سببت لهم مشاكل نفسية كبيرة.

وقال دان ويغمانز، الباحث في شؤون الإرهاب في معهد الأمن والشؤون العالمية في جامعة ليدن، إن الأطفال قد يكون تشكلت لديهم ذكريات عن العيش في منطقة حرب.

جيل مفقود

أما بخصوص الشباب والذين تلقوا تعليمهم خلال تلك الفترة، ربما يكون الكثير منهم تعلم كيفية استخدام الأسلحة، بدلا من القراءة والكتابة، وقال نديم حوري، مدير برنامج مكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش، فقد يكون هناك جيل ضائع بالفعل الآن جراء تنظيم الدولة.

وأضاف حوري، أن العديد من البالغين يواجهون صعوبات في ترك تنظيم «داعش» وما فعله خلفهم، مضيفا أنهم ما زالوا يحاولون فهم ما حدث، مضيفا أن المشكلة ليست سوريا والعراق فقط، بل ربما انتقلت إلى أوروبا أيضا والتي كانت مسرح عمليات لـ«داعش»، بالإضافة إلى الأطفال الذين تم نقلهم إلى سوريا والعراق بواسطة آبائهم الذين انضموا إلى «داعش» أو الذين ولدوا في مخيمات داعش.

وليس من الواضح بعد، كيف ستتصرف الدول الأوروبية تجاه هؤلاء الأطفال، في ظل اختلاف القواعد من دولة إلى أخرى، فبلجيكا على سبيل المثال تخطط للسماح للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات بالدخول إلى البلد تلقائيا، بشرط ثبوت انتماء آبائهم إلى بلجيكا، وسيتم أخذ الحمض النووي للتأكد.

وفي ديسمبر 2017، أعيد 3 أطفال داعشيين إلى باريس، بعد أن احتجزتهم السلطات العراقية لفترة، وفي هولندا، يسمح عموما لأطفال مقاتلي التنظيم بالعودة أيضا، لكن الحكومة لا تخطط الآن لمنحهم الجنسية الهولندية.

أما في ألمانيا، فلا توجد تدابير ملموسة حتى الآن، وتريد ألمانيا الآن إعادة أطفال مقاتلي داشع الألمان، إلا أن الخبراء يحذرون من أن عودة الأطفال الأكبر سنا على وجه الخصوص قد تشكل خطرا.

وقال هانز جورج ماسن، رئيس المكتب الفيدرالي لحماية الدستور: نحن متخوفون من ظهور جيل داعشي جديد هنا، فيما قال تورستن فوس، رئيس مكتب الدولة لحماية الدستور في هامبورج، إن تلك المشكلة يجب حلها، قبل أن تبدأ السلطات الأمنية في العمل على إعادتهم.

ووفقا لدويتشه فيله، ليس من الواضح بعد ما هي الخطوات التي سيتم اتخاذها، فيما يعكف خبراء السياسة الخارجية في كل الدول على إيجاد حلول، إلا أن التدابير الجدية والملوسة لن تتخذ إلا بعد أن تقرر الحكومة الألمانية الجديدة، ماذا ستفعل حيالهم.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023