شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أستاذة علوم سياسية لـ«واشنطن بوست»: السيسي حريص على «الانقسام» داخل الأحزاب السياسية

لافتة لحملة داعمة لعبدالفتاح السيسي - أرشيفية

لا شكّ أنّ حملة عبدالفتاح السيسي ضد المنافسين الرئيسين له في الانتخابات الرئاسية ستأتي بنتائج عكسية، بعد حبس العقيد أحمد قنصورة والفريق سامي عنان وانسحاب خالد علي وتراجع أحمد شفيق وغيرهم، وللأحزاب السياسية المصرية دور في وصول الوضع السياسي إلى ما هو عليه الآن، خاصة «الوفد»، الذي يعاني من انقسامات داخلية؛ ويحرص السيسي دائمًا على وجودها داخل أيّ حزب.

هكذا ترى الأستاذة المساعدة في العلوم السياسية «صوفيا فينر» الأوضاع في مصر، كما ذكرت في مقالها بصحيفة «واشنطن بوست» وترجمته «شبكة رصد»، وتضيف أنّ الانتخابات المقبلة يشوبها بطلان دستوري، وإذا تناولها القضاء بشكل حيادي ومستقل فستتعرض إلى خطر الإبطال. ولأنّ السيسي كان في حاجة إلى خصم، فقبل دقائق من إغلاق الموعد النهائي للتقدم للانتخابات تقدّم موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، بأوراق ترشحه؛ لحفظ ماء وجه السيسي.

ودعمت السلطة المصرية قدوم «موسى»، وهو ما يعرفه الجميع جيدًا. وقبل إعلان ترشحه، تبرع السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، لأداء هذه المهمة؛ لكنّ الهيئة العليا لحزبه رفضت القرار. وما فعله «الوفد» و«الغد» يسلّط الضوء على نظام الأحزاب حاليًا في مصر، وكيف أنّها هشّة للغاية ولا تحمل أيّ معارضة حقيقية.

ويعد «الوفد» أقدم الأحزاب السياسية في مصر، ومن المقرر أن يؤيد السيسي في إعادة انتخابه. وبجانب ذلك، وقّع 33 برلمانيًا تابعًا له على عريضة تزكية السيسي، أثناء انسحاب باقي المرشحين واحدًا تلو الآخر؛ ومنذ حينها بدأت الشائعات بأنّ الحزب سيقدم مرشحه الخاص قبل أن يعلن السيد البدوي ذلك بشكل رسمي، وبعدها أعلن الحزب رفضه لذلك بشكل رسمي أيضًا.

ووفقًا للأوضاع السياسية الدائرة في مصر الآن، من المستحيل معرفة هل ستقاطع باقي الأحزاب والحركات السياسية الانتخابات أم لا؛ لكن من المحتمل أن تقطاعها حركات ردًا على ديكتاتورية السيسي ووضاعته؛ غير أنّ «الوفد» معروف بموقفه الذي أعلن عنه بأنه سيدعمه.

ويتميّز «الوفد» بتاريخ طويل من الخلافات الداخلية، سواء في المعارك على مستقبل مصر أو أوضاع المؤسسات داخل الدولة. وبينما يسيطر موالون للسيسي على الحزب حاليًا من داخله، فهناك نزاع دائر الآن بشأن هذه السياسة، ومثل أيّ قائد حكم مصر سابقًا؛ فالسيسي حريص على وجود انقسامات داخل الأحزاب كتلك الموجودة داخل الوفد.

ترأس «البدوي» حزب الوفد في 2012 بانتخابات غير ديمقراطية. وقبل توليه، كان صيدلانيًا ثريًا، تمتع بسلطة كبرى مكّنته من تسلق أعلى منصب داخل الحزب. لكن، منذ توليه وهناك آخرون معارضون لوجوده بشكل أساسي، كما إنه يعدّ سليل عائلة قوية موالية للسلطة طوال تاريخها، وتنمتد جذوره إلى فؤاد سراج الدين.

وأثناء اجتماع الهيئة العليا للحزب الأسبوع الماضي، ردّد المناوئون لترشح البدوي هتافات أبرزها: «إحنا مش أراجوزات». وحدث احتجاج ممثال في 2010، أثناء الانتخابات البرلمانية التي طالب فيها وفديون بمقاطعتها، ووصفها بأنها مسرحية، وفي 2014 شهد الحزب أيضًا اعتصامات؛ احتجاجًا على انضمام مؤيدين لمبارك إلى الحزب.

وطوال تاريخه، دأب «البدوي» على الانحياز إلى جانب السلطة، سواء أكان رئيسها عسكريًا إو إسلاميًا؛ ومن المقرر أن يُجري الحزب انتخابات في القريب العاجل، ومن المحتمل إزاحة البدوي منها. وبغض النظر عن استمراره أم لا، فمعركة الحزب ستظل مستمرة.

وبشكل عام، طوال تاريخه، انحاز «الوفد» إلى حكام وعارض آخرين؛ لكنه موسوم بالنفاق، على حد تعبير معارضين له.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023