شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تحليل بـ«جيروزاليم بوست»: روسيا سترفض الضغط على إيران لوقف التصعيد مع «إسرائيل»

قصف الغوطة - أرشيفية

من المتوقّع أن تؤدي الدبلوماسية الروسية دورًا في وقف التصعيد بين الجانبين الإسرائيلي والإيراني في سوريا، وألا يتطوّر إلى حرب شاملة؛ وهذا لن يحدث إلا بوضع شروط وقواعد، لن ترغب فيها إيران، تشمل تقليل وجودها العسكري بالقرب من مرتفعات الجولان، ووقف إمدادات الأسلحة للمليشيات التي تقاتل هناك. كما لا تريد روسيا ذلك؛ فليس من مصلحتها إنهاء الوجود الإيراني على الأراضي السورية.

هذا ما يراه «بن لينفيلد» في تحليله بصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية وترجمته «شبكة رصد»، ويؤكّد أنّ إرسال إيران طائرة من دون طيار إلى المجال الجوي «الإسرائيلي»، وما أعقبها من غارات إسرائيلية على أهداف إيرانية داخل العمق السوري؛ مثّل تصعيدًا ملموسًا في المواجهة الإيرانية الإسرائيلية. لكن، يبدو أنّ الجانبين لا يريدان حربًا واسعة النطاق الآن، وقد تساعد الدبلوماسية الروسية في نزع فتيل الوضع.

وضع «خط أحمر»

وقال «مير ليتفاك»، المتخصص في الشأن الإيراني بجامعة تل أبيب، إنّ إيران أرسلت طائرة من دون طيار إلى المجال الجوي الإسرائيلي يوم السبت؛ لتبعث رسالة إلى «إسرائيل» بأنّها لن تقبل ضرباتها ضد أهداف إيرانية في سوريا، مضيفًا أنّهم يحاولون وضع خط أحمر لـ«إسرائيل» وأننا نستطيع الوصول إلى إقليمكم والهجوم عليكم.

ويرى «مير» أنّ الإيرانيين يعتزمون الاستمرار في إنشاء قواعد عسكرية في سوريا، مبديًا ملاحظته أنّ الجنرالات الإيرانيين يشيرون إلى البحر الأبيض المتوسط ​​على أنه الحدود الاستراتيجية الغربية لإيران، مضيفًا أنّها مسألة ما إذا كان الإيرانيون مهتمين بردع «إسرائيل» فقط، أو أنّ أفرادًا إيرانيين يبحثون عن توريط وكلاء في حربها مع «إسرائيل»، وتحويل مرتفعات الجولان إلى جبهة حرب أخرى.

وأضاف «جابرييل بن دور»، من جامعة حيفا، أنه أيّا كانت الحالة، فالتقييمات الإسرائيلية ترى الطائرات من دون طيار على أنها تمتلكها قبل أن تنشئ طهران قواعد في سوريا، وأبقت على نشر المليشيات هناك، وأنشأت منشآت لتصنيع الأسلحة الرئيسة، مضيفًا أنّه في كل مرة يفعلون تضرب «إسرائيل» قواعد على نحو خفيّ، ولا يعترف الجانبان بأيّ شيء منها، لكن إيران الآن تتحدى «إسرائيل» علنًا بإرسال الطائرة من دون طيار؛ لذلك عادت «إسرائيل» بقوة.

مخاوف روسية

ويرى «مير» أنّ الإيرانيين لا يريدون حربًا واسعة النطاق في سوريا الآن؛ لأنّ الحرب الأهلية لم تنته بعد، ولا يزال حليفها «حزب الله» متورطًا في القتال. كما أنّ النزاع الخفيف أو المنخفض الكثافة الذي يُستخدم فيه المليشيات على مرتفعات الجولان أفضل بكثير لهم من الحرب على نطاق واسع.

وتوقّع «جابرييل» تحريك عجلة الدبلوماسية الروسية لإيجاد صيغة مناسبة للوجود الإيراني في سوريا، تكون مقبولة نوعًا ما لدى «إسرائيل»، ويرى أنه لا ينبغي النظر إلى روسيا على أنها تتماشى بشكل وثيق مع طهران؛ خاصة بعد أنّ أصبحت مخاوفها بشأن إيران قوية جدًا في سوريا، وأيضًا القصف المكثف لـ«إسرائيل» لم يكن ليتم دون موافقة روسية، كما لم يعلن بيان وزارة الخارجية الروسية عن تصعيد يوم السبت إدانة «إسرائيل».

وقال البيان: «نحث جميع الأطراف المعنية على ممارسة ضبط النفس، وتجنّب أيّ أعمال يمكن أن تؤدي إلى تعقيد أكبر للوضع، ونشدّد على ضرورة احترام سيادة وسلامة أراضي سوريا وبلدان المنطقة الأخرى دون قيد أو شرط».

وقال «جابرييل» إنّ الروس وجدوا أنّ إيران مفيدة كحليف في القتال، ولكنهم لا يريدون رؤيتهم قوة إقليمية ضخمة تسيطر على سوريا، والإيرانيين أكثر عداءً وأعلى ميلًا للعنف، وهو ما يكرهه الروس في هذه المرحلة؛ مطالبًا الدبلوماسية الروسية بمعاجلة المخاوف الإسرائيلية من رفض بناء أسلحة دمار شامل في لبنان وسوريا، ونقل القواعد الإيرانية إلى أقصى حد ممكن من مرتفعات الجولان. ومن جانبها، ستحصل إيران على شرعية لوجودها في سوريا؛ باعتبارها أحد صانعي السلام الرئيسين ويجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في الخطط المستقبيلة.

وأضاف أنّ «إسرائيل» ستقبل وجودًا إيرانيًا في سوريا، لكن ذلك يعتمد على قواعد؛ لأنها لن تتمكن من إخراج إيران من سوريا، لأن إيران تقاتل على الجانب الفائز، ولا يمكن إنكار ثمار نصرها؛ لكنّ مستوى معداتها وقدراتها الهجومية في سوريا سيتعين السيطرة عليهما إلى حد ما، وإلا فإنها ستكون مهددة جدًا لـ«إسرائيل».

وقال إنّ السؤال هو: كم عدد الإيرانيين الذين سيكونون معهم؟ وما هي قدراتهم؟ وتسعى «إسرائيل» إلى التأكد من أنّ القدرة محدودة جدًا، وأنّ الإيرانيين يقاومون الحد من قدراتهم في سوريا ولبنان. ويوافق «مير» على أنّ الروس قد يساعدون على توفير وسيلة للخروج من الأزمة حتى الآن، مضيفًا: «لست متأكدًا من أنّ الإيرانيين يريدون تصعيدًا كاملًا؛ وربما يجد الجانبان أنه من الأسهل أن توفّر الضغوط الروسية الهدوء».

وأوضح: «لكني لا أعتقد أنّ إيران ستتراجع عن وجودها العسكري بسبب الضربات الإسرائيلية منذ عام ولن توقفها»، وقال مير: «في نهاية الأمر قد نجد أنفسنا في حرب؛ لأننا نريد وقفها وهي لا تريد وقفها».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023