شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

غزل متبادل بين الكوريتين يثير «غيرة» واشنطن

رئيس كوريا الجنوبية وترامب

تشهد الجارتان كوريا الشمالية والجنوبية تقاربا هذه الأيام، في ظل أزمة سياسية كبرى جمدت العلاقات بين البلدين، وجعلتهما في تحالفات متضادة، بعد توترات تشهدها المنطقة الكورية؛ بسبب التجارب النووية التي تجريها بيونج يانج، وتصر على استكمالها رغم العقوبات التي تفرضها واشنطن عليها.

التقارب الكوري، لم يرق للولايات المتحدة، واعتبرته محاولة إثارة خلاف بين كوريا الجنوبية وواشنطن، لافتا إلى أنه لن يجدي نفعا في إزالة الاحتقال بين سيول وبيونج يانج.

غزل بين الكوريتين

بدأت كوريا الشمالية في ملاطفة جارتها الجنوبية، بالتزامن مع انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونج تشانج، بكوريا الشمالية؛ حيث قررت إرسال وفد يضم 22 مسؤولا برئاسة رئيس مجلس الشعب الأعلى كيم يونج-نام، كما يضم كيم يو جونج شقيقة كيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية، لحضور حفل الافتتاح.

وبرز أول لقاء بين الوفد والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن ورئيس دولة كوريا الشمالية كيم يونغ نام الجمعة، وتصافحا خلال حفل استقبال للقادة، إضافة إلى استقبال وزوجته أعضاء الوفد فردا فردا وابتسم الرجلان خلال مصافحة بعيدة عن التوتر.

اللافت في اللقاء إصرار كوريا الشمالية على إرسال شقيقة كيم كونج أون، والتي تبعث رسالة للولايات المتحدة بأن تقاربا وشيكا وحلا للأزمة سيكون قريبا بين الدولتين، بعيدا عن «واشنطن» الحليف الإستراتيجي لكوريا الجنوبية.

شقيقة كيم كونج أون في الأولمبياد

وقال مسؤولون في كوريا الجنوبية، إن مون تلقى دعوة لزيارة بيونج يانج عبر رسالة من شقيقة كيم، لإجراء محادثات معه، خلال محادثات ومأدبة غداء استضافها مون في القصر الأزرق الرئاسي في سول.

يذكر أنه في حال عقدت القمة الكورية، فستكون الأولى التي تجمع زعيمي الكوريتين منذ 2007.

شقيقة الزعيم لم تكتفِ بتمثيل دولتها خلال دورة الألعاب فقط، بل تصرفت بحميمية، وخلال زيارتها للمكتب الرئاسي في سيول، حرصت على تسجيل أمنياتها في سجل الزوار بالمكتب الرئاسي في سيول.

بينما كتب رئيس الوفد الأولمبي الكوري الشمالي رفيع المستوى، رئيس مجلس الشعب الأعلى كيم يونج نام في المذكرة «إن تطلعات الأمة (الكورية) هي التضامن نحو الوحدة والسعي لتحقيقها بالثقة التامة».

رسالة شقيقة كيم كونج أون في سجل زوار كوريا الجنوبية
وفي حفل موسيقي جمع الوفد الشمالي برئيس كوريا الجنوبية، قال رئيس الوفد الشمالي إنه سيعود إلى كوريا الشمالية على أمل تجديد هذا اللقاء، فيما رد الرئيس «مون» عن أمله في بذل جهود مشتركة من قبل الكوريتين لجعل زيارة الوفد الكوري الشمالي لكوريا الجنوبية فرصة لإيقاد شعلة الحوار بين الجانبين.
التودد الذي ظهرت بيه كوريا الجنوبية للوفد الشمالي، وجه لها انتقادات من واشنطن والمجتمع المدني، الذي يرفض التعامل مع بيونج يانج، وبررت سيول موقفها بأن على المجتمع الدولي أن «يتفهّم خرقها العقوبات الأممية المفروضة على كوريا الشمالية»، على خلفية استضافتها مسؤولين من بيونغ يانغ خلال دورة الألعاب الأولمبية. وقال المتحدث باسم الخارجية، نوه كيو دوك، إنّ بلاده «اتخذت الحد الأدنى من الإجراءات التي وجدتها ضرورية لإنجاح استضافتها دورة الألعاب».
واشنطن قلقة
ردود الفعل الأميركية، تعكس مدى القلق إزاء تلك الملاطفات بين الدولتين، والتي تتخذ من أحدهما حليفا إستراتيجيا في مواجهة الشمالية، لصد التجارب النووية التي تعتبرها واشنطن تمثل تهديدا مبائرة لها ولمصالحها.
وتعتبر واشنطن أية تفاهمات قد تجري بين الطرفين، تمثل انكسارا لذلك التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في مواجهة بيونج يانج، وتمخض عن قرارات بفرض عقوبات شديدة على كوريا الشمالية.

وعلق وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، الأحد، على ما اعتبره «سياسة المغازلة» التي تعتمدها كوريا الشمالية في دورة الألعاب الأولمبية، ستفشل في إثارة خلاف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

وقال ماتيس، خلال رحلته إلى روما، التي تشكل أول محطة له في جولة أوروبية ستقوده أيضا إلى بروكسل وميونيخ، إن هناك من «يبحث عن إيجاد خلاف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. لكن ليس ثمة خلاف»، لافتا إلى أنه «من المبكر القول ما إذا كان استغلال الأولمبياد لتخفيف التوتر سيُثمر بعد انتهاء الألعاب. لا يمكن قول ذلك الآن».

بنس أيضا حرص على التأكيد بأن التحالف مع كوريا الجنوبية، ما زال مستمرا، وأوضح أنه أكّد مع الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي-إن، خلال لقاء جمعهما، أن واشنطن وسيول ستواصلان «الوقوف بثبات»، وستُنسّقان جهودهما في مواجهة برنامجَي كوريا الشمالية الباليستي والنووي.


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023