شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

7 سنوات على الثورة الليبية.. حرية مفقودة وانتخابات مرتقبة مشكوك بنجاحها

ثورة ليبيا

في مثل هذا اليوم، من عام 2017، اندلعت في ليبيا ثورة شعبية، نجحت في الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي الذي حاول وأدها في مهدها بالسلاح، لكنها نجحت في التصدي لتلك المحاولات.

مشوار الديمقراطية، واكتساب الحريات، لم يكن ممهدا في أي دولة، إلا أنه في ليبيا فاقت قسوته كل التوقعات، وتقول فيديريكا سايني فاسانوتي من معهد «بروكينغز اينستيتيوت» في واشنطن، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «عمليات إحلال الديمقراطية هي -كما يعلمنا التاريخ- دائما طويلة وقاسية وصعبة… وبناء أمة يمكن أن يكون مسألة عقود، بل حتى قرون في بعض الأحيان».

احتفال دون إنجاز

وقرر الثوار في ليبيا الاحتفال بذكرى الثورة السابعة على الرغم من الصراعات المستمرة، وتهاوي كيان الدولة، بين فريقين يتنازعان على السلطة في البلاد، هما حكومة الوفاق الوطني في طرابلس المعترف بها دوليا، والحكومة المؤقتة في شرق ليبيا غير المعترف بها دوليا والمرتبطة باللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وخرجت مسيرات شعبية في عدد من الشوارع والميادين احتفاء بالذكرى، التي تحل هذا العام وسط شعور بالإحباط، وفي ظل تحديات كبيرة على المستويات الشعبية والسياسية والأمنية.

ويستعد ميدان الشهداء (وسط العاصمة طرابلس)، السبت، احتفالات وعروضا فنية تنظمها اللجنة العليا للاحتفالات، تحت شعار «كرنفال السلام.. مع بعض نبنوها».

وبعد مرور عامين على فشل اتفاق الصخيرات الذي كاد يصل إلى اتفاق شامل لتقاسم السلطة وإدارة الدولة الليبية، لولا تدخل أطراف إقليمية لتفرغ الاتفاق من مضمونه وتعود بالحالة الليبية إلى نقطة الصفر.

صراعات مستمرة

الصراعات في ليبيا لم تتوقف منذ 2011، وعلى الرغم من إطاحة الثوار بنظام القذافي، إلا أن الصراع على السلطة، جعل دماء شباب ليبيا تسيل في طرقاتها، حمل السلاح منذ الساعات الاولى للثورة الليبية كل الأطراف والقبائل التي تشكل المكون الرئيسي للمجتمع الليبي.

اشتدت الأزمة الليبية بدخول تنظيم الدولة الإسلامية، فيعاني اليمن فوق معاناته من تدخلات دولية عبر التحالف الدولي، الذي تدخل بحجة محاربة التنظيم في البلاد.

الحرب الأهلية الليبية أسقطت شباب، وهجرت الآلاف، وشردت مئات الآلاف، إضافة إلى استهلاك 4 وسطاء منذ عام 2012 من دون أدنى نجحات هم: طارق متري، برناردينو ليون، ومارتن كوبلر، وأخيرا غسان سلامة.

حكومة الوفاق الوطني، التي انبثقت في نهاية 2015 عن اتفاق رعته الأمم المتحدة، تتخذ من طرابلس مقرا لها، لم تستطع إحكام سيطرتها على كل أنحاء البلاد؛ حيث تسيطر القوات الموالية للمشير خليفة حفتر، على أجزاء واسعة من شرق البلاد.

حرية إعلام مفقودة

وانتقدت منظمة مراسلون بلا حدود، ما آلت إليه الحريات في ليبيا بعد مرور 7 سنوات، على الثورة التي رفعت شعار الحرية في مقدمة المطالب الليبية.

وقالت المنظمة، إن حرية الإعلام تعيش أزمة غير مسبوقة في البلاد، في ظل الصراع المحتدم بين الحكومتين المتنافستين على السلطة.

واعتبرت المنظمة أن ممارسة الصحافة في ليبيا أصبحت مغامرة محفوفة بالمخاطر، مدينة الانتهاكات ضد الصحفيين، وسط تراجع الأمن بالبلاد.

وأضافت المنظمة، في بيانها، أن حرية الصحافة والتي ولدت بميلاد الثورة الليبية، تترنح، بسبب الوضع الأمني الذي تعيشه البلاد وما يصاحبه من أزمة سياسية خانقة.

وتابعت، أنه «في ظل الصراع الدائر على السلطة بين المعسكرين الغربي والشرقي، يُلاحظ تفكك واضح في هياكل الدولة، علما أن هذه الحرب السياسية المحتدمة تقوض استقلالية الصحافة بقدر ما تجعل من الصحفيين مستهدفين بشكل رئيسي».

وأشارت إلى أنه ما لا يقل عن 18 صحفيا منذ ثورة 2011، في حين لجأ ما لا يقل عن 67 صحفيا إلى المنفى بينما اضطرت 8 منابر إعلامية ليبية إلى التواصل مع جمهورها من مختلف بلدان منطقة الشرق الأوسط، موضحة أن الأوضاع تسببت في إفراغ البلاد تدريجيا من الصحفيين والمنابر الإعلامية.

الأمم المتحدة تحذر

جددت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا الدعوة لتقديم المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار.

وحثت البعثة، في رسالة لها بمناسبة ذكرى 17 فبراير، على إعلاء «قيم التسامح وتوحيد الصفوف والإسهام الفاعل في مسيرة البناء والتنمية في ليبيا».

وأضافت البعثة أنها «تجدد حرصها على العمل مع كل الفرقاء في أرجاء البلاد لإنجاح العملية السياسية والانتقال إلى مرحلة اليقين من خلال إطار دستوري واجراء انتخابات حرة ونزيهة تتسم بالصدقية والسعي الحثيث نحو تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة».

انتخابات مشكوك في نجاحها

وفي ضوء الضبابية الذي تشهده ليبيا، تعول الأمم المتحدة حل الأزمة على انتخابات تشريعية مرتقبة في ليبيا بنهاية العام الجاري؛ حيث يرى مبعوث الأمم المتحدة لليبيا غسان سلامة أن إعادة النظام في ليبيا «يتطلب مسبقا تأسيس دولة شرعية يعترف بها الجميع».

وأعلنت دول غربية عدة رغبة ملحة في ضرورة إجراء الانتخابات، وقامت بتقديم دعم مالي للعملية الانتخابية المقبلة لكن بدون وجود خريطة واضحة.

ولكن مؤخرا أقر سلامة، بصعوبة الطريق إلى الديمقراطية في ليبيا؛ بعد شكوك من خبراء في إمكانية نجاح انتخابات من هذا النوع؛ حيث يعتبر بعضهم أنها ستزيد الوضع تعقيدا.

وعبرت فيديريكا سايني فاسانوتي عن عدم تفاؤلها إزاء نجاح تلك الانتخابات، وقالت: «حين تكون هناك 20 مليون قطعة سلاح بأيدي الليبيين وعددهم 6 ملايين نسمة كيف يمكن تصور نجاح الانتخابات» في ليبيا. وتضيف «الانتخابات هي ذروة الديمقراطية وليست البداية».

وعلى الرغم من كل التعثرات، يرى نشطاء في المستقبل تفاؤلا من أجل ثورتهم، مؤكدين استكمالها حتى تحقيق أهدافها.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023