شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«ميدل إيست مونيتور»: الغوطة الشرقية تنتظر الموت وسط جحيم قصف النظام السوري

من آثار دمار الغوطة

قالت صحيفة «ميدل إيست مونيتور» إنّ سكان الغوطة الشرقية ينتظرون الموت وسط استمرار أشد هجمات قصف أطلقتها القوات الموالية لحكومة بشار الأسد على المنطقة المحاصرة، التي يسيطر عليها المعارضون؛ وقتل حتى الآن ما لا يقل عن 38 شخصًا.

وأضافت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إنّ ما لا يقل عن 310 أشخاص قتلوا منذ يوم الأحد، وأصيب أكثر من 1550 بجروح. وتعتبر الغوطة الشرقية منطقة زراعية مكتظة بالسكان تقع على أطراف دمشق، وهي آخر منطقة رئيسة بالقرب من العاصمة ولا تزال تحت سيطرة المعارضين، وتعد موطنًا لـ400 ألف نسمة.

وشمل التصعيد الكبير في القصف إطلاق الصواريخ والقصف والغارات الجوية والبراميل المتفجرة التي أطلقتها مروحيات، وأصبح من أشد المعارك التي شهدتها الحرب السورية ودخلت عامها الثامن، بينما تنكر الحكومة السورية استهداف المدنيين، مدعية أنّ قذائف منها تطلق على دمشق.

ننتظر دورنا

وقال بلال أبو صلاح (22 عامًا) إننا ننتظر دورنا في الموت، هذا الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله، مضيفًا أنّ زوجته حامل في شهرها الخامس في طفلهما الأول؛ معبرًا عن خوفه من أن يؤدي القصف إلى وفاة الطفل في وقت مبكّر.

وأضاف أنّ الجميع في الغوطة الشرقية يعيشون في ملاجئ، وهناك بالخمس والست عائلات يعيشون في منزل واحد، ولا يوجد طعام أو أسواق.

فيما أظهرت صور لـ«رويترز» من الغوطة الشرقية رجالًا يبحثون بين أنقاض المباني المحطمة عن مصابين ووفيات، بينما يحمل بعضهم الآخر مصابين مغطيين بالدم لنقلهم إلى المستشفيات، بجانب التحذيرات الدائمة للدفاع المدني السوري، وهو خدمة إنقاذ في مناطق المعارضة، من الضربات الجوية.

جحيم على الأرض

وكان «عبدالله كحالة»، عامل بناء، يتناول وجبة الإفطار مع زوجته وأطفاله الستة عندما تسبب انفجار ضخم في تحطيم الجدار، وقال في رسالة صوتية لـ«ميدل إيست مونيتور»: «رأيتُ هالة وسارة ملقتين في بركة من الدم بجانب أمهما، وأصيب باقي أطفالي بالصدمة والهيسترية».

وندّدت الأمم المتحدة بالقصف الذي طال المستشفيات والبنية التحتية المدنية الأخرى، قائلة إنّ مثل هذه الهجمات يمكن أن توصف بأنها جرائم حرب، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريس» إلى الوقف الفوري لجميع الأنشطة الحربية في الغوطة الشرقية، مضيفًا أمام مجلس الأمن الدولي أنّ السكان يعيشون في «جحيم على الأرض».

وأعرب جوتيريس عن تأييده لمطالبة 15 عضوًا بمجلس الأمن بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا في سوريا، وقال دبلوماسيون إن المجلس يمكن أن يصوّت على مشروع قرار في الأيام القادمة؛ لكنّ حليف الأسد الذي يستخدم حق النقض «روسيا» وصفت الاقتراح بـ«الخيالي»، مضيفة: «ببساطة، لا يمكننا أن نقرر وقف إطلاق النار»، وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة «فاسيلي نيبنزيا» عن مشروع قرار وقف إطلاق النار إنّ «الأمر طويل ومعقّد لتحقيقه؛ لكننا نعمل عليه».

ودعت موسكو مجلس الأمن إلى الاجتماع علنًا ال​​يوم الخميس لبحث الوضع في الغوطة، وقال المرصد السوري إنّ وتيرة الغارات تباطأت بين عشية وضحاها، ولم تتكثف مرة أخرى في وقت آخر ليوم الأربعاء، وأطلقت القوات الموالية للحكومة مئات الصواريخ وأسقطت البراميل المتفجرة من طائرات الهليكوبتر على مدن المنطقة وقراها.

ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى وصول المساعدات الإنسانية إلى الغوطة، خصوصًا إلى الجرحى الذين هم في حاجة ماسة إلى العلاج. وقالت «ماريان جاسر»، رئيسة بعثة اللجنة الدولية في سوريا: «يبدو أن القتال سيسبب معاناة كبرى في الأيام والأسابيع المقبلة»؛ واصفة الوضع بالجنون الذي يجب أن يتوقف.

وقالت منظمة «أطباء بلا حدود الخيرية الطبية» إنّ 13 مستشفى أصيب بأضرار أو دمر في الأيام الثلاثة الماضية، وقال الجيش الروسي إن المحادثات لحل الأزمة في الغوطة الشرقية بشكل سلمي انهارت، والمعارضين هناك تجاهلوا الدعوات لوقف المقاومة ووضع أسلحتهم، كما اتهم بيان صادر عن مركز مراقبة وقف إطلاق النار الروسي الذي يديره الجيش الروسي المتمردين بمنع المدنيين من مغادرة منطقة النزاع.

وقال محمد علوش، المسؤول السياسي في جيش الإسلام، لوكالة «فرانس برس»، إنّ هناك محاولات للتوسط لوقف إطلاق النار؛ لكنّه استبعد إمكانية التوصل إلى اتفاق لإخلاء سكان الغوطة الشرقية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023