شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«رايتس ووتش»: النظام السوري استخدم أسلحة محظورة دوليًا في الغوطة بدعم روسي

ضحايا قصف النظام السوري للغوطة الشرقية

أكّدت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، في تقرير لها اليوم الأحد، أنّ النظام السوري يستخدم أسلحة محظورة دوليًا في هجومه على الغوطة الشرقية بريف دمشق، بما في ذلك الذخائر العنقودية والأسلحة الحارقة والأسلحة الكيميائية؛ مستفيدًا من استمرار الدعم الروسي.

وطالبت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، مقرّها مدينة نيويورك، مجلس الأمن الدولي بمنح «فريق مراقبة أممي إمكانية الوصول الفوري إلى مناطق الغوطة الشرقية، الخاضعة الآن لسيطرة النظام».

وقالت إنّ «على الفريق توثيق أي جرائم ارتُكبت بالفعل، كما إنّ وجوده قد يردع أي انتهاكات أخرى. على الفريق أيضًا زيارة المواقع التي تنقل إليها الحكومة سكان الغوطة الشرقية؛ نظرًا لوجود مخاوف كبرى حيال معاملتهم»، مشددة على ضروة أن تدعو الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى النشر الفوري للمراقبين إذا استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ثانية ضد عمل المجلس.

كما أعربت المنظمة عن «مخاوف كبرى من تعامل القوات الحكومية مع السكان في المناطق التي خضعت لسيطرتها، بعد تقارير سابقة عن الإعدامات الانتقامية».

دعوة لمجلس الأمن 

بدورها، قالت لما فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «هيومن رايتس ووتش»، إنّه «بدلًا من مجرد مشاهدة التحالف العسكري السوري الروسي وهو يفتك بالغوطة الشرقية؛ على مجلس الأمن الدولي العمل على إنهاء هذه الهجمات غير القانونية. وإذا حاولت روسيا ثانية حماية الحكومة السورية، عبر عرقلة قرارات المجلس؛ فعلى الجمعية العامة طلب إرسال مراقبين إلى سكان الغوطة، الذين تعرضوا للتجويع والقصف لأسابيع، والآن يواجهون خطر الاعتقال وحتى الإعدام».

وحذّرت «لما» من أنّه «مع كل ساعة يحول فيها فيتو روسي محتمل دون أي إجراء حاسم من جانب مجلس الأمن الدولي، فالمدنيون على الأرض في الغوطة الشرقية يواجهون خطرًا حقيقيًا يتمثل في الانتقام».

قصف غاشم 

وقالت «هيومن رايتس ووتش» إنّ «التحالف السوري الروسي قصف الغوطة الشرقية ولم يميز بين أهداف مدنية وعسكرية، ودمّر المناطق السكنية والمستشفيات والمدارس والأسواق».

وأوردت توثيق «المكتب الإغاثي الموحد في الغوطة الشرقية» مقتل ما لا يقل عن 1699 شخصًا في الغوطة الشرقية منذ 19 فبراير، وأضافت أنّ «هناك أدلة على استخدام الهجوم السوري الروسي في الغوطة الشرقية أسلحة محظورة دوليًا؛ منها الذخائر العنقودية والأسلحة الحارقة والأسلحة الكيميائية».

وقال تقرير المنظمة إنّ ثلاث شهود ذكروا أنّه في 7 مارس 2018 هاجم النظام السوري، بدعم من روسيا، مناطق سكنية في حمورية، بذخائر عنقودية أرض أرض وجو أرض، وذخائر أخرى.

ذخائر محرمة دوليًا

ويقول مسعف لـ«رايتس ووتش» إنّ هجمات متتالية بالذخائر العنقودية وقعت يومها، وأيضًا في حمورية؛ لكنّه لم يستطع تذكّر تفاصيل دقيقة عن موقعها؛ نظرًا لإسعاف إثر هجمات عديدة مشابهة، موضحًا أنّ الدفاع المدني السوري أنقذ أكثر من 40 شخصًا يومها، كما لفتت المنظمة إلى أنّ «هناك أدلة على استخدام الذخائر العنقودية في هجمات على الغوطة الشرقية في مارس».

ونقلت المنظمة عن تقرير الدفاع المدني السوري أنّ استخدام الذخائر الحارقة الملقاة جوًا في منطقة كفر بطنا بالغوطة الشرقية أسفر عن مقتل 61 شخصًا على الأقل، وجرح أكثر من مائتي آخرين في 16 مارس الحالي.

وأظهرت الصور الفوتوغرافية والفيديوهات التي قدمها أطباء للمنظمة الحقوقية 15 جثة على الأقل مصابة بحروق بالغة، وذكر التقرير أنّ الصور التي قدّمها الدفاع المدني السوري، والتقطت فور وقوع الهجوم، أظهرت حرائق صغيرة متوهجة؛ ما يوضح إمكانية استخدام الذخائر الصغيرة زاب (ZAB) الملقاة من قنابل سوفياتية أو روسية الصنع من طراز «آر بي كي 500».

وقال أطباء لـ«هيومن رايتس ووتش» إأنّهم عالجوا أعراض استخدام الكلور من هجمات متعددة، بما في ذلك في 25 فبراير في الشيفونية، و7 مارس في حمورية، و11 مارس في عربين.

وأنهت المنظمة تقريرها بالقول إنّ «أقل ما يمكن أن يفعله مجلس الأمن الآن نشر مراقبين لتقديم بعض الحماية للمدنيين. وإذا لم يتمكن من ذلك، فعلى الجمعية العامة أن تتصرف كما فعلت في حالة حلب».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023