شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مدير «مؤسسة عمار» لـ«الجارديان»: منظمات الإغاثة بالشرق الأوسط تعاني الأزمات

قوافل إغاثية للصليب الأحمر

أكدت مدير «مؤسسة عمار»، المنظمة الخيرية البريطانية، «إيما نيكلسون»، أن موظفيها في العراق أو في أي مكان آخر، أحيانا ما يتصرفون بطرق مروعة، ليس موظفي مؤسستاها فقط، بل جميع موظفي المؤسسات والمنظمات الخيرية والإنمائية، مضيفة أنها أسست مؤسسة «عمار الدولية»؛ لمساعدة الآلاف من العراقيين الذين شوهتهم الأسلحة الكيميائية وعرب الأهوار الذين أجبروا على النفي من إيران، وضحايا آخرون لنظام صدام حسين لا يحصى عددهم.
وتابعت في مقال لها بصحيفة الجارديان البريطانية، أنه في سبيل مساعدة هؤلاء اللاجئين، شرعنا في بناء مدارس وعيادات صحية ومراكز تدريب، زودناها بالعديد من الموظفين العراقيين، سواء كانوا عربا أم أكراد ام مسلمين أو مسيحيين واليزيديين، ويتكون فريقنا المحلي من 2000 شخص، معظمهم من ضحايا الحروب والغزوات والصراعات بين المجتمعات المختلفة.
وأضافت أنه تم تصميم المؤسسة، بطريقة تضمن عملها بطريقة شفافة ومستدامة، وتتلقى معونات، لكنها معونات ليست كافية بما فيه الكفاية، يُذكر أن الحكومة البريطانية منذ سنوات أمدتنا بـ15 ألف جنيه استرليني فقط، «ياله من رقم فاحش!»، وفق تعبيرها.
وأشارت إلى وهو أن «موظفينا العراقيين، يعتقدون أن عدم وجود موظفين وافدين أجانب، هو أمر جيد بالنسبة إليهم، لكن مقترحهم على أي حال، يعني إبقائنا في الخارج بينما هم يعلمون في الداخل».
وأوضحت أنه وعلى مدى عقدين من الزمان، عكس الظهور الضخم للمؤسسات الغير حكومية العالمية، حجم المأساة التي تواجهها تلك المنظمات وغيرها، فأين تكمن المشكلة الأكبر والأكثر أهمية؟
تتابع نيكلسون: يقدر حجم التمويل الذي تتلقاه معظم المنظمات الخيرية والإنمائية، بـ13 مليار سنويا، لكن المشكلة في أن تلك المنظمات أصبحت مدمنة على أموال المساعدات.
وينبغي الإشارة إلى أن مصطلح «خيري» يعني في اللغة اللاتينية، الحب وخدمة ورعاية الآخرين والإسراع في مساعدتهم، وهو مصطلح مختلف تماما عن صناعة المساعدات الذاتية الدائمة وضمان رفاه تلك المنظمات والمؤسسات، بجانب مهنييها وموظفيها الذين يتقاضون أجورا عالية، ويتصرفون كجيش احتلال تقريبا، أما في مؤسسة عمار «أظهرنا مدى فاعلية المنظمات الصغيرة وقدرتها على القيام بدورها كما ينبغي، ورغم ذلك تتجاهلها الحكومة وتتجاهل مثلها من المنظمات والمؤسسات الصغيرة».
وتدعي وزارة التنمية الدولية البريطانية، انها تلبي اهداف الحكومة البريطانية وتعمل وفقا لها، وتوزع المساعدات على جميع المنظمات الخيرية بالعدل، إلا أنه وفقا لمدير «عمار»، لا تساعد الحكومة البريطانية، سوى المنظمات الكبيرة والمشهورة عالميا، أما المنظمات الصغيرة، كعمار وغيرها لا تلقى اهتماما منها.
وأشارت إيما، إلى أنها اقترحت العام الماضي، أن يتم تقديم العطاءات لمشاريع المساعدات التي تقل قيمتها عن 10 مليون جنيه استرليني، لأن الأصول التي هي أقل من 10 مليون، لا تستطيع بأي شكل من الأشكال تقديم أنواع المساعدات التي تدعيها.
ووفقا لمدير عمار، فإن معدل العائد السنوي لمؤسستها، هو نصف ذلك الرقم، رغم أن المؤسسة تعمل بجد وبشكل لا يصدق، وتضمن أن معظم الأموال بنسبة 92% تذهب لأماكنها المخطط لها كالمساعدات المعونات، إلا أنه رغم ذلك، تم استبعادها من خطة الحكومة البريطانية لتمويل المنظمات والمؤسسات الخيرية.
وأشارت أيضا إلى أن المنظمات الأكثر فاعلية، هي الأكثر تطهيرا لنفسها من الفساد، وتعترف به بشكل أقفضل من المنظمات والمؤسسات الكبيرة، كما ان تكلفة عملها أقل مقارنة بنظيراتها المشهورة عالميا، مؤكدة في الوقت نفسه أنه من الجيد المنافسة وإعطاء فرص واسعة لجميع المنظمات والمؤسسات كي تظهر كلا منها قدراتها.
وأضافت انه من المثير الاهتمام بدراسة تبادل كبار المسؤولين التنفيذيين في تلك المنظمات، وتعيين ممثلين لوزارة التنمية الدولية في كل منظمة، ومراجعة مستمرة لأعداد الموظفين لضمان عدم التعامل مع المعونات باعتبارها منح للموظفين والمديريين.
وأشارت إلى أن مؤسستها تركز من البداية على تدريب النازحين داخليا وخارجيا، لضمان قدرتهم على العمل بشكل أكثر فاعلية وفهما، باعتبارهم من السكان ومطلعين بشكل جيد على احوال مناطقهم وما يدور فيها، مضيفة «مؤسستنا عملت على ذلك، واستخدمنا المساعدات في تدريب وتطوير المهارات وريادة الأعمال، واستثمرنا في الشركات المحلية، التي ينمكن أن تساعد على بناء البنى التحتية المدمرة».
ودعت نيكلسون، وزارة التنمية المحلية، بضرورة تركيز مواردها أيضا بعيدا عن المنح الطويلة الأجل للنازحين واللاجئين، والبعد عن تشجيع الاتكال والتبعية، والاستثمار في إصقالهم ليكونوا قادرين على تعليم غيرهم وإفادة مجتمعاتهم، بالإضافة إلى ضرورة التركيز علىمشكلة الفقر باعتبارها أساس للكثير من المشكلات، مضيفة «الحل يكمن في تمكين جهود السكان المحللين، بدلا من إبقائهم رهائن للمنظمات الإغاثية».
على مدار العقد الماضي ، قدمت «عمار» أكثر من 4 ملايين استشارة طبية، و662 ألف لقاح ، ونظمت أكثر من مليوني زيارة لسيدات تدربن على العمل كمتطوعات في الصحة، مضيفة «تشمل منشآتنا مستشفى للولادة ، ومدرستين ، وستة مراكز للرعاية الصحية الأولية – خمسة منها داخل المخيمات للنازحين داخلياً و10 رياض أطفال، وملاعب كرة القدم».
كما لدينا موافقة ملكية من الأمير تشارلز، لكن في نفس الوقت لا يتم تقديم لنا سوى القليل من المساعدات.
https://www.theguardian.com/global-development/2018/apr/02/solve-aid-sector-crisis-dont-employ-expats-dfid-amar-international



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023