شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد زيارة مدير الـ (CIA).. هل تبدأ انفراجة تاريخية في العلاقة بين أميركا و كيم جونغ؟

زعيم كوريا الشمالية كيم كونج أون

جاء إعلان البيت الأبيض أن الولايات المتحدة وكوريا الشمالية أجرتا «محادثات على أعلى المستويات»، ولكنها لم تشمل حوارا مباشرا بين دونالد ترامب وكيم جونغ أون، لتفتح باب التساؤلات والتكهنات عن انفراجة وشيكة بين الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الشمالية، وأيضا تساؤلات آخرى عن احتمالية دور جارتها كوريا الجنوبية بلعب دور الوسيط.

وقال البيت الأبيض، في بيان، اليوم الأربعاء، إن تصريحات أدلى به الرئيس الأميركي قبيل دقائق من ذلك، وفُهم منه أنه سبق وأن تحادث مباشرة مع الزعيم الكوري الشمالي.

وكان ترامب بدا وكأنه يقول «نعم»، ردا على صحافي طرح عليه سؤالا من بعيد يستوضحه فيه إذا كان تحادث مباشرة مع كيم، لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أكدت أن «الرئيس قال إن الادارة أجرت محادثات على أعلى المستويات، وأضاف أنها لم تكن معه مباشرة».

ترامب – أرشيفية

لقاء كيم جونغ

فيما أكدت مصادر أميركية مسؤولة، في تصريحات لـCNN، أن مايك بومبيو مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) والمرشح لتولي وزارة الخارجية، سافر قبل أكثر من أسبوعين إلى كوريا الشمالية، حيث عقد اجتماعا سريا مع زعيمها كيم جونغ أون.

وقال أحد المصادر، إن «بومبيو» لم يصطحب معه أي مسؤول من البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأميريية خلال زيارته إلى كوريا الشمالية وكان برفقته مسؤولين من الاستخبارات فقط. وجرى اللقاء خلال مطلع أبريل  الجاري.

ويأتي لقاء بومبيو في كوريا الشمالية قبل قمة تاريخية مرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، من المتوقع حدوثها في نهاية مايو المقبل أو بداية يونيو.

ورفض البيت الأبيض التعليق على زيارة بومبيو إلى كوريا الشمالية، فيما قال متحدث باسم رئاسة كوريا الجنوبية إنه من «غير اللائق» بالنسبة لحكومة بلاده أن تعلق على زيارة بومبيو.

ما وراء اللقاء

في هذا الصدد قال السفير معصوم مرزوق، المحلل السياسي، أن الزيارة السرية و من ثم  الإعلان عنها يعتبر علامة على جدية اللقاء بين الرئيسين الأميركي والكوري الشمالي، وأن هذه ستكون أول مرة يلتقى فيها أي رئيس أمريكي بزعيم كوري شمالي.

وأضاف مرزوق في تصرح لـ«رصد»:«كذلك تعد انفراجة في حدوث تهدئة في شبه الجزيرة الكورية إن لم يكن حلا للنزاع أخيرا.، وكذلك ربما يشهد اللقاء إعلانا رسميا عن نهاية الحرب بين أمريكا وكوريا الشمالية خاصة وأن البلدين لم يوقعا معاهدة سلام بعد منذ عام 1953».

وأشار إلى أن توقيت الإعلان عن الزيارة يشير إلى أن اللقاء قد يتم في أواخر مايو أو أوائل شهر يونيو حيث سيكون الوقت متاحا بحسب «نيويورك تايمز» من أجل التشاور بين أمريكا وحلفاءها في جنوب شرق أسيا وبالأخص اليابان وكوريا الجنوبية.

كيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية

تاريخ العلاقة

و اتسمت العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأميركية، على مدار ما يزيد عن 70 عامًا بتوتر شديد تخلله بعض الانفراج لفترات قصيرة منذ انتهاء الحرب الكورية، إلا أن المرحلة الأخيرة من الخلافات بين البلدين وصلت إلى ذروتها بما جعل العالم يترقب حرب نووية وشيكة، وذلك على خلفية الحرب الكلامية الحادة بين الزعيم الكورى الشمالى، والرئيس الـ45 للولايات المتحدة.

جاءت بداية دخول واشنطن على خط المواجهة مع الشطر الشمالى خلال العام 1945 عندما انتهى الاحتلال اليابانى لشبه الجزيرة الكورية بهزيمة طوكيو فى نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث قسمت كوريا على طول خط العرض 38، إلى شمال يدعمه الاتحاد السوفيتى فى عهد كيم إيل سونج، وشطر جنوبى، تحت حماية الولايات المتحدة.

وفى يونيو 1950 اجتاحت كوريا الشمالية، الجنوب، بدعم من الصين والاتحاد السوفيتى، لكن تحالفًا بقيادة الولايات المتحدة استعاد سول، ووقعت فى يوليو 1953 هدنة لم تتحول إلى اتفاق سلام، وفرضت واشنطن عقوبات على كوريا الشمالية.

و في يناير 1968، أسرت كوريا الشمالية، «يو اس اس بويبلو»، مؤكدة أنها «سفينة تجسس» أمريكية، وبعد احتجاز دام 11 شهرًا، أفرج عن أفراد الطاقم الأمريكيين البالغ عددهم 83 شخصًا، وأكدت بيونج يانج، أن السفينة انتهكت مياهها الأقليمية، لكن الولايات المتحدة نفت ذلك.

 

وفى أغسطس 2004، أعلنت كوريا الشمالية، أنه من المستحيل المشاركة فى مفاوضات جديدة حول برنامجها النووى مع الولايات المتحدة، ووصفت بوش، بأنه «طاغية اسوأ» من هتلر و«غبى سياسى»، وأعقب ذلك فى فى العام 2006، إجراء بيونج يانج، تجربتها النووية الأولى.

نتيجة الخلاف
وكان للخلافات بين واشنطن وبيونج يانج، تأثير سلبي على حياة الأمريكيين المقيمين فى كوريا الشمالية بشكل كبيرة، ففى يناير 2016، أوقفت السلطات الكورية الشمالية، طالب أمريكى يدعى «أوتو وارمبييه»، وحكم عليه بالسجن مع الأشغال الشاقة 15 عامًا بتهم سرقة إعلان دعائى، والذى توفى فى يونيو 2017 بعد أسبوع على إعادته إلى بلده وهو فى حالة غيبوبة، كما سبق وسجن عدد من الأمريكيين لسنوات قبل أن يتم الإفراج عنهم، ومازال 3 أمريكيين معتقلين فى كوريا الشمالية.

مرحلة صعبة

و دخلت العلاقات الأمريكية – الكورية الشمالية، مرحلة صعبة من الصراع عقب وصول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إلى الحكم، حيث شهد العام الماضى توترات شديدة بين البلدين إثر حرب كلامية شعواء بين ترامب والزعيم الكورى الشمالى، ففى الثانى من يناير 2017، أكد دونالد ترامب، أن كوريا الشمالية لن تكون أبدًا قادرة على تطوير سلاح ذرى قادر على بلوغ الأراضى الأمريكية.

وكرد سريع، فى يوليو من العام ذاته، أطلقت كوريا الشمالية صاروخين عابرين للقارات، وأكد «كيم جونج أون»، أن كل الأراضى الأمريكية باتت فى مرمى صواريخه، وهو ما قابله ترامب، فى الثامن من أغسطس، بتوعد الشطر الكورى الشمالى “بالنار والغضب».

وفى 28 أغسطس، أطلقت بيونج يانج، صاروخًا باليستيًا عبر أجواء اليابان، ما دفع «ترامب»، ليؤكد أن التفاوض مع كوريا الشمالية ليس الحل، وفى الثالث من سبتمبر، أجرى الكوريون الشماليون تجربة نووية سادسة، مؤكدين أنهم اختبروا قنبلة هيدروجينية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023