شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

دراما رمضان بنكهة «السيناريست عبدالفتاح السيسي».. تعرف على التفاصيل

فيما يبدو أنّه تجاوز نغمة «المفكِّر الملهم»، تشهد «الدراما الرمضانية» هذا العام أعمالًا وكأنّ «السيناريست عبدالفتاح السيسي» خطّها بيده، وتخدم سياسة النظام العسكري؛ خاصة الترويج لمزاعمه بـ«الحرب على الإرهاب» و«انتشار الفكر المتطرف»، ثمّ تشويه النزعة الدينية؛ بينما ترصد المنظمات الصحفية والحقوقية العالمية تردي الأوضاع الإنسانية في مصر بسبب هجمات الجيش وأفراد الشرطة وحملاتهما وتغوّلاتهما.

كما تروّج هذه الأعمال لفكرة عبدالفتاح السيسي منذ يوليو 2013 بأنّ  المعارضة «إرهاب»، وضباط الشرطة والجيش «حماة الوطن منهم». وفي هذا التقرير نستعرض أبرز هذه الأعمال:

1- نسر الصعيد

مسلسل يؤدي فيه دول البطولة «محمد رمضان»، مجسّدًا شخصية ضابط من الصعيد يقدّم طلبًا للانتقال إلى شمال سيناء ليكون ضمن «قوات مكافحة الإرهاب»، بعد مقتل ابن عمه المجند في سيناء.

الجيش المصري يشرف على تهجير أهالي سيناء

كل هذا على الرغم من وصف مراقبين للحرب في سيناء بأنّها «أكثر من قاسية أو ظالمة»، أو تسمّى «الحرب القذرة»؛ فالنظام استخدمها مبررًا للقبض على الصحفيين وأعضاء المعارضة والكوميديين ومرشحي الرئاسة والمثليين، بجانب الاستمرار في الحدّ من الحريات وإغلاق المجال العام، ومطاردة منظمات حقوق الإنسان واعتقال موظفيها ومنهم من السفر.

وعلى الرغم من وعود السيسي طوال السنوات الماضية بأنّه «سيقضي على الإرهاب في سيناء» و«سيجلب الأمن والاستقرار للمنطقة»؛ أكّدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أنّ سكان شمال سيناء يعانون الآن من ظروف قاسية، وأنّ 420 ألفًا منهم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة.

2- «أبو عمر المصري»

مسلسل يؤدي فيه دور البطولة «أحمد عز»، ويعرض العمل تحوّل المواطن السويّ إلى إرهابي بسبب الفقر؛ بل ويظهر الدولة بريئة مما يُفعل ولا ذنب لها، وأنّ الجماعات المسحلة والجهادية تستغل الظروف الاقتصادية في مصر لتجنيد الشباب لتهديد المجتمعات.

وتتناول أحداث العمل قصة محامٍ يشكّل فريق دفاع من أصدقائه المحامين لحلّ مشاكل المواطنين وقضايا الفقراء والمظلومين، وبعد تعرضه لظروف وأزمات يضطر للهروب إلى بلاد كالسودان وأفغانستان؛ ثم ينضم إلى معسكر الجماعات المسلحة.

مواطن مصري فوق أنقاض منزله الذي هدمه الجيش في سيناء

لكنّ صحيفة «فويس أوف أميركا» نقلت، في تقرير لها ترجمته «شبكة رصد»، عن «أماندا كاديك»، محللة السياسات الأمنية في مؤسسة راند البحثية بواشنطن، أنّ انتهاك حقوق الإنسان في مصر سائد عبر الاعتقالات التعسفية والاحتجاز وسوء معاملة المعارضة السياسية، سواء كانت علمانية أو غيرها؛ وجميعها تؤدي حتمًا إلى التطرف.

وأضافت: هذا لا يعني أنه بسبب وجود شخص في السجن يقضي وقتًا عصيبًا أنّه سينضم إلى تنظيم الدولة أو أي جماعة جهادية أخرى؛ لكنّ الفوضى والظورف العصيبة والمعاملة القاسية والتعذيب يمكن القول إنّها مجرد نقطة انطلاق تستغلها الجماعات الإرهابية لاجتذاب أفراد وتدريبهم، ويستهدفون هؤلاء الأشخاص تحديدًا بعد خروجهم من السجن؛ فمن المؤكد أنهم يريدون الانتقام، وهذه الجماعات توفّر لهم المَنْفَذ.

3- «كلبش 2»

يؤدي دور البطولة فيه «أمير كرارة»، وهو جزء ثانٍ من «كلبش » المُبثّ العام الماضي. وتظهر أحداث المسلسل أنّ ضباط الشرطة يقفون مع المظلومين ولا يعذّبون في السجون، ومهمتهم الدفاع عن الوطن فقط ضد «الإرهابيين».

وفي الجزء الثاني، يواصل كاتب السيناريو استمرار تصوير الضابط بأنه «منقذ الشعب» من الإرهاب؛ بعدما تبدأ الأحداث بالهجوم على جماعات مسلحة، ويتعرض بعدها إلى هجوم في منزله تُقتل فيه زوجته وأخته.

بينما ذكر تقرير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» في سبتمبر الماضي أنّ ضباطًا من الشرطة وأفرادها وقطاع الأمن الوطني في عهد السيسي يعذّبون المعتقلين السياسيين بشكل روتيني، وبأساليب تشمل الضرب والصعق بالكهرباء ووضعيات مجهدة، وأحيانًا الاغتصاب؛ بينما تتجاهل النيابة العامة عادة شكاوى المحتجزين بشأن سوء المعاملة، وتهدّدهم أحيانًا بالتعذيب؛ ما يشيع بيئة من الإفلات شبه التام من العقاب.

4- السهام المارقة

مسلسل من فكرة الداعية معز مسعود، يقترب من فكرة المسلسل السعودي «غرابيب سود» الذي أذيع العام الماضي، ويصب نحو فكرة تنظيم «الدولة»؛ وتدور الأحداث داخل قرية احتلها التنظيم وأطلق عليها «أرض الخلافة».

5- أمر واقع!

ولم بسلم النقاب من الانتقاد وتصويره أداة للإرهاب؛ ففي هذا المسلسل تدور أحداثه ضمن «أكشن» تكليف ضابط في مكافحة الإرهاب بمهمّة «إحباط عمل إرهابي» قبل تنفيذه.

ومن جانبه، انتقد وليد إسماعيل، رئيس «ائتلاف محبي الصحب وآل البيت»، تشويه صورة المنتقبات؛ قائلًا إنّ «المنتقبات والملتحين جزء من المجتمع، وإظهار المنتقبات في الدراما الرمضانية على أنهن إرهابيات أمر لا يصح»، و«المسلسلات زي ما بتجيب الإرهابيات منتقبات لازم تجيب المنتقبات الصالحات».

وأضاف، في حواره ببرنامج «العاشرة مساءً» على فضائية «دريم» مساء الثلاثاء، أنّ «كل شريحة فيها الصالح والطالح، وما ينفعش المسلسلات تتناول الطالح بس من المنتقبات».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023