شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مستشرق: قادة عرب يلتفون على الفلسطينيين للتقرب لإسرائيل

تحدث مستشرق وخبير إسرائيلي الاثنين، عما أسماه “التفاف” بعض زعماء الدول العربية على الشعب الفلسطيني وقيادته، من أجل التقدم في العلاقات وتطبيعها مع إسرائيل.

وقال الخبير إيال زيسر أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب في مقال له بصحيفة “إسرائيل اليوم”، إنه “في ضوء قائمة الإخفاقات لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني المدوية، ومع وقوف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلف مبادر السلام الأمريكية، دفن المحللون والخبراء المبادرة قبل أن تولد وتنطلق، كما أنهم لا يعطونها ذرة أمل”.

وأضاف أن “هناك سببا آخر للامتعاض من الخطة؛ يكمن في حقيقة أن الإدارة الأمريكية لا تخفي أن فرضيتها الأساسية، ليست أن على إسرائيل أن تستقيم تحت ضغط أمريكي ودولي، وفق إرادات وتطلعات الفلسطينيين”.

وذكر أن “نقطة انطلاق ترامب في صفقة القرن هي الواقع على الأرض، ومحاولة الوصول لتسوية حقيقية يمكن التعايش معها، ليس اتفاقا يقوم على أساس العدالة المطلقة وفقا للتفسير الفلسطيني”، معتقدا أن “اقتراح ترامب للسلام، يلقى قبولا في أوساط عربية كأساس لتسوية سلمية إسرائيلية فلسطينية”.

وتابع قائلا إن “زعماء الدول العربية قرروا التوقف عن أن يكونوا رهائن لمواقف الفلسطينيين وعدم قدرتهم على اتخاذ القرارات التاريخية، التي تنقذ قضيتهم من المأزق منذ عقود عديدة، وتسمح للدول العربية بالتقدم في علاقاتها مع إسرائيل وخدمة مصالحها”، وفق قوله.

ورأى المستشرق الإسرائيلي أن “هذا تطور ذو مغزى، لأنه كان في الماضي دارجا الافتراض؛ أنه لا يوجد طريق التفافي على القيادة الفلسطينية، وأن اتفاق السلام يجب عقده مع الفلسطينيين، وذلك لأنه لن يحاول أو يستطيع أي زعيم عربي، أن يفرض على الفلسطينيين اتفاقا لا يستجيب لمطالبهم”، موضحا أنه “تبين أن هذا ليس هو الوضع اليوم”.

وأضاف أن “العرب ملوا انتظار الفلسطينيين، ويبدو أنهم يفهمون بأن المأزق الذي توجد فيه المسيرة السلمية لا يخدمهم بل ويضر بمصالحهم”، لافتا إلى أنه “يدور الحديث عن زعماء من نوع آخر، شبان ومصممين أكثر، لا يخافون النقد والأعداء من الداخل”.

وأشار زيسر إلى إعلان ملك المغرب محمد السادس الأسبوع الماضي في مؤتمر القدس الذي يترأسه، الذي قال فيه: “إن كان يجب الحفاظ على الطابع الروحي، الديني والثقافي للمدينة، إلا أنه يجب التوصل إلى اتفاق سياسي يقوم على أساس الواقع السائد في القدس”.

وتضاف تصريحات الملك المغربي، وفق الخبير الإسرائيلي إلى التقارير التي تفيد بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان طلب من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، “الموافقة أن تكون أبو ديس عاصمته والاكتفاء ببضع قرى في هوامش القدس، والموافقة أيضا على أن تبقى معظم المستوطنات في مكانها”.

أما من القاهرة، فقد “أفيد بأن محافل أمن في العاصمة المصرية، انتقدوا مؤخرا الممثلين الفلسطينيين الذين التقوا بهم وقالوا لهم إنه لا يوجد أي ضر من أن تكون رام الله هي العاصمة الفلسطينية”، وفق ما ذكره زيسر الذي قال: “لقد اعتقد كثيرون في إسرائيل في الماضي، بمن فيهم أنا، أن العلاقات الإسرائيلية العربية، لن تتغير قبل أن يحصل تقدم في المسيرة السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين”.

وتابع: “تماما، مثلما افترض كثيرون في بداية التسعينيات، بأن ملك الأردن حسين لن يوقع أبدا على اتفاق سلام منفصل مع إسرائيل قبل أن تتوصل لتسوية مع الفلسطينيين والسوريين، غير أنه في لحظة معينة قرر الحسين بأن مصلحته ومصلحة مملكته تفترض مثل هذه الخطوة، ولاستياء المحللين قام بغير المتوقع والمصدق”.

وأكد أن “الزعماء العرب يتقدمون اليوم، وإن كان ببطء، في هذا الطريق، فالسعودية باتت منذ الآن تسمح للطائرات الإسرائيلية بالمرور في سمائها، والسودان يبدي استعدادا لعمل ذلك، في حين التقى ملك الأردن عبدالله الثاني قبل نحو أسبوع في عمان برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومع مصر تتوثق العلاقة السياسية والأمنية”.

واعتبر المستشرق الإسرائيلي، أن “المصلحة العربية اليوم هي توحيد القوى ضد إيران، التي تعتبر الخطر الوجودي على الأنظمة والدول في قسم كبير من العالم العربي”، وفق قوله.

وأضاف أن هناك “مصلحة أخرى تتمثل في التقدم الاقتصادي في العالم العربي، الذي يجثم تحت عبء مشاكل اجتماعية واقتصادية تتفجر المرة تلو الأخرى، وتهدد بزرع الراديكالية الإسلامية في كل مكان، ولهذا الغرض يجب العمل على تسوية سياسية مع إسرائيل”.

وتوقع أن “الزعماء العرب مصممون على ألا يسمحوا للزعماء الفلسطينيين بالتخريب أو بعرقلة خطوة صفقة القرن، مثلما فعلوا في الماضي”، بحسب زعمه.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023