شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ميدل إيست آي: بن سلمان يخطط لمصافحة نتنياهو قريبا لترويج أنه بطل «سلام»

كشف موقع «ميدل إيست آي»، البريطاني أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يخطط حاليا لقلب المشهد كاملا تجاهه في العالم، وذلك عبر مصافحة تاريخية علنية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجعله يروج لنفسه على أنه «بطل سلام»، فيما نقل الموقع عن مصادره الغربية قولها إن «ابن سلمان يخطط لمصافحة مع نتنياهو على غرار تلك التي نفذها الرئيس المصري في كامب ديفيد عام 1978».

وأضاف الموقع فى تقرير مثير للصحفي البريطاني المعروف والمتخصص بشؤون الشرق الأوسط دافيد هيرست، ترجمته «عربي21» إن «ابن سلمان يفكر جديا بعقد اجتماع قمة من شأنه تغيير قواعد اللعبة على نسق ما جرى من قبل في كامب دافيد، على أن القمة ستجمعه مع نتنياهو في ضيافة الرئيس الأميركي دونالد ترامب».

وبحسب التقرير، فإن ولي العهد، وهو الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، طلب من فريق المهمات الطارئة الذي شكله للتعامل مع تداعيات جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي البحث في الفكرة، وذلك بحسب ما صرحت به لموقع «ميدل إيست آي» مصادر داخل المملكة لديها معرفة وثيقة بما يجري من نقاشات بهذا الشأن.

وتقضي الخطة بتقديم ولي العهد، على أنه «صانع سلام عربي على نسق الزعيم المصري أنور السادات»، وذلك لمواجهة الاعتقاد السائد على نطاق واسع بأنه -أي ابن سلمان- متورط بشكل مباشر في قتل خاشقجي.

وكان السادات قد صافح رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن في عام 1978 في لقاء جرى بضيافة الرئيس الأميركي جيمي كارتر في كامب دافيد، المنتجع الريفي للرئيس.

وكان من نتائج ذلك اللقاء، أن أصبحت مصر أول دولة عربية تعترف بإسرائيل وتبرم معها معاهدة سلام. ويذكر أن السادات اغتيل في عام 1981.

ويعتقد محمد بن سلمان أن الصورة التي ستلتقط له مع نتنياهو ستكون كفيلة وحدها بالتأثير على الكونجرس الأميركي الجديد الذي سيبدأ أعماله في يناير، والذي يكن عداوة أكبر للمملكة، بحسب ما جاء في تقرير «ميدل إيست آي».

وفعلا، هيمن الديمقراطيون على مجلس النواب في الانتخابات النصفية التي جرت في شهر نوفمبر، وفي هذه الأثناء صرح عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الأسبوع الماضي أنه «بات واضحا أكثر من أي وقت مضى» أن ولي العهد محمد بن سلمان هو الذي أمر بقتل خاشقجي، وذلك بعد أن استمعوا إلى إفادة مديرة وكالة المخابرات الأميركية (السي آي إيه) جينا هاسبيل.

وصوت مجلس الشيوخ في ساعة مبكرة من فجر اليوم الجمعة على مشروع قرار يلقي باللوم على المملكة العربية السعودية حول جريمة قتل خاشقجي وعلى إدارتها للحرب في اليمن، إلا أن هذا الإجراء يعتبر رمزيا إلى حد كبير، ومازال الرئيس ترامب مستمرا في الدفاع عن التحالف الأميركي مع السعودية، وقد أشار في مقابلة له يوم الثلاثاء الماضي أنه عازم على الوقوف إلى جانب ولي العهد.

وفي إشارة إلى اللقاء المرتقب بين ولي العهد السعودي ونتنياهو، قال المصدر السعودي في حديثه لـ«ميدي إيست آي»: «طلب محمد بن سلمان من فريق المهمات دراسة هذا المقترح، مشيرا إلى أنه يحب الفكرة. ولقد وافق فريق المهمات على أنه دون حركة كبيرة مثيرة، فثمة تهديد حقيقي بأن يتخذ الكونجرس سلسلة من القرارات من شأنها أن تؤثر سلبا على العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة، وهي علاقة بالغة الأهمية بالنسبة لولي العهد».

وتدرك دائرة المقربين من ولي العهد السعودي أن ضررا بالغا يلحق بسمعته في واشنطن، بسبب التغطية شبه اليومية في وسائل الإعلام الأميركية وعلى الصفحات الأولى من الجرائد.

وثمة اتفاق بين أعضاء فريق المهمات على أن الضجة التي نجمت عن جريمة قتل خاشقجي ليست مجرد فقاعة إعلامية مآلها أن تختفي. وباتوا يخشون من أن الإحساس بالغضب والغدر الذي ينتاب الجمهوريين داخل الكونجرس، الذين دعموا ولي العهد لكونه إصلاحيا، آخذ في التنامي، بحسب ما صرح به المصدر.

ويذكر أن نيكي هايلي، سفيرة الولايات المتحدة المستقيلة لدى الأمم المتحدة هي آخر شخص يخالف البيت الأبيض ويشذه عن موقفه الرسمي، ومع ذلك فقد صرحت يوم الأربعاء الماضي بأن محمد بن سلمان «مسؤول» عن جريمة قتل خاشقجي. وقالت هايلي، التي من المتوقع أن تترك عملها في نهاية العام الحالي، إنه لا يجوز منح الحكومة السعودية «إذن عبور».

وقالت هايلي في مقابلة مع «إن بي سي نيوز» إن «الحكومة السعودية هي من ارتكب الجريمة، ومحمد بن سلمان هو رأس الحكومة السعودية. ولذلك فكلهم يتحملون المسؤولية، ولا ينبغي أن يحصلوا على إذن عبور، لا كأفراد ولا كحكومة – لا ينبغي أن يحصلوا على إذن عبور».

ويتابع تقرير «ميدل إيست آي»: فكرة ترتيب مصافحة مع نتنياهو قسمت فريق المهمات الذي يتكون من مسؤولين من المخابرات السعودية والجيش والإعلام ووزارة الخارجية، بالإضافة إلى مستشارين سياسيين.

ويقول المصدر: «بعضهم أعرب عن خشيته من عواقب ذلك داخل العالمين العربي والإسلامي».

ويلتزم الموقف الرسمي الحالي لجامعة الدول العربية بمبادرة السلام العربية التي أعلن عنها الراحل الملك عبد الله في عام 2002، والتي عرضت على إسرائيل الاعتراف والتطبيع من قبل الدول العربية، ولكن فقط بعد إبرام اتفاقية سلام بين إسرائيل وفلسطين.

إلا أن بعض أعضاء فريق المهمات كانوا أكثر تحمسا للفكرة. وبحسب ما صرح به المصدر، يعتقد هؤلاء أن الربيع العربي في غاية التشرذم ولذلك فإن الأمور تحت السيطرة، وذلك في إشارة إلى القوى السياسية التي ترتبط بحراك الربيع العربي، والتي يمكن أن تعترض بشدة على تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل.

وأشار فريق المهمات إلى غياب أي رد فعل حقيقي في الشارع العربي على الزيارات الأخيرة، التي قام بها نتنياهو ووزراء في الحكومة الإسرائيلية، وبعض الرياضيين الإسرائيليين إلى دول خليجية مثل سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر.

كما عبروا عن ثقتهم بأن بإمكانهم السيطرة على أي ردود فعل تصدر داخل المملكة، من خلال «استخدام المؤسسات الدينية لتبريرها»، كما قال المصدر.

وقال المصدر: «محمد بن سلمان متمسك بالفكرة وحريص عليها، فهو ينتسب إلى جيل جديد ولا يشعر بعبء التاريخ على كاهله، وقد عبر عن ذلك مرارا وتكرارا، بل لا يوجد لديه تعاطف خاص تجاه قضية فلسطين».

وكانت التوصية الأخيرة لفريق المهمات هي المطالبة بمزيد من الوقت لتجهيز الرأي العام، إلا أن المصدر أكد أن معظم أعضاء الفريق كانوا مع الفكرة.

كما أكد محلل سياسي مخضرم في واشنطن كان يعمل في مجال سياسة الشرق الأوسط في عهد إدارة أوباما، أنه سمع حديثا يقترح عقد لقاء يغير قواعد اللعبة بين محمد بن سلمان ونتنياهو.

وقال المحلل السياسي إن ولي العهد السعودي يواجه نقدا غير مسبوق داخل الكونجرس من داخل الحزبين، واستعرض عدة سيناريوهات متاحة أمامه للتخفيف من حدة الأزمة.

وتشتمل هذه السيناريوهات على وقف الحرب في اليمن، وذلك بهدف تخفيف حدة السخط داخل الكونجرس، وترتيب لقاء يغير قواعد اللعبة مع ترامب ونتنياهو. وقال إنه فهم أن ثمة حديثا حول هذا الأمر.

يذكر أن فكرة الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي كانت قد طرحت منذ زمن، بل طالب بها الإسرائيليون وجاريد كوشنر، صهر ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، لكن كان ذلك قبل تفجر أزمة خاشقجي، بحسب ما صرح به المصدر.

وفي إشارة إلى خطة السلام التي يدعمها ترامب والسعوديون حول فلسطين، قال المصدر، «إن الهدف من صفقة القرن هو تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، ولكن لم يتم تحديد يوم أو تاريخ بعينه».

وبعد أن حظيت جريمة قتل جمال خاشقجي بتغطية إعلامية عالمية، طلبت المملكة العربية السعودية من نتنياهو تدشين عملية ضد حماس في غزة، كجزء من السعي لتوجيه اهتمام واشنطن نحو الدور الذي تمارسه الرياض في تعزيز مصالح إسرائيل الاستراتيجية، كما كانت صحيفة ميدل إيست آي قد نشرت من قبل.

وفعلا، نشر الإسرائيليون قواتهم على الحدود مع غزة، إلا أن الأمور لم تسر على ما يرام بسبب اكتشاف عملية رقابة سرية. وقد أسفر تبادل إطلاق النار بين الطرفين عن مقتل سبعة فلسطينيين وضابط كبير في القوات الخاصة الإسرائيلية.

وقال المصدر: «كانت لإسرائيل حساباتها الخاصة ومصالحها القومية الخاصة. وحتى عندما بدأوا الهجوم، فرضت عليهم حماس دفع ثمن باهظ».

وبدلا من ذلك عرض نتنياهو على المملكة العربية السعودية مساعدتها في واشنطن.

وأضاف المصدر قائلا: «لقد بعثوا برسائل مختلفة إلى السعوديين تفيد بأنهم على استعداد لمساعدتهم في واشنطن، وبأننا نتحدث مع ترامب. إن جماعات الضغط السياسي التابعة لنا في واشنطن تقف معكم بحزم، وهم الذين جاؤوا بفكرة أن بإمكانهم تغيير المزاج في واشنطن».

وما لبثت عروض إسرائيل بمساعدة المملكة العربي السعودية أن تكثفت خلال الأسبوعين الأخيرين، بعد الإفادة التي تقدمت بها مديرة السي آي إيه هاسبل أمام عدد من الأعضاء المهمين في مجلس الشيوخ. وبعد اللقاء، خرج السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام ليصف ولي العهد بأنه «كرة هدم»، وبأنه مجنون وخطير.

وحينها طلب محمد بن سلمان من فريق المهمات دراسة فكرة عقد اجتماع خارق للعادة.

وتتسارع الاستعدادات لنشر تفاصيل صفقة القرن التي يشرف عليها ترامب.

وبحسب ما علم موقع «ميدل إيست آي»، فإن جايسون غرينبلات، مستشار ترامب حول إسرائيل، والفريق الذي يعمل معه، يعكفون الآن على إعداد نسخة نهائية من الوثيقة، التي سترسم معالم خارطة طريق للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وتشكل تطبيعا بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل بغض النظر عن النتيجة.

من جانبهم، ندد الزعماء الفلسطينيون بشدة بما تم تسريبه من نقاط أساسية في الخطة، ومنها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، واقتراح أن تكون قرية أبو ديس هي العاصمة المستقبلية للدولة الفلسطينية، وسحب حق عودة اللاجئين من طاولة المفاوضات، واختزال عدد اللاجئين المسجلين بشكل كبير جدا.

ففي تصريح لـ«ميدل إيست آي» في شهر يونيو قال صائب عريقات، المفاوض الفلسطيني المخضرم، إن صفقة القرن لم تكن صفقة على الإطلاق، وأن بنودها بدأ تطبيقها فعلا على الأرض.

وأضاف عريقات: «لو كانت هناك أي خطة، فإنه يجري الآن تطبيقها على الأرض، ومن أوجه ذلك التطبيق نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، وسحب الدعم لحل الدولتين، وتقليص التمويل المقدم لوكالة غوث اللاجئين (الأونروا)، وأخيرا محاولة تطبيع الأبارتيد (النظام العنصري) الإسرائيلي في فلسطين».

وقال مسؤول كبير في حركة فتح، اشترط عدم الإفصاح عن هويته لحساسية العلاقات بين السلطة الفلسطينية والمملكة العربية السعودية، إن الملك سلمان أكد للرئيس محمود عباس ولمبعوثيه في عدة مناسبات، أنه لن يحصل تطبيع قبل إنهاء الاحتلال، وأن المملكة لن تقبل أبدا بأي شيء لا يقبل به الفلسطينيون أنفسهم.

ولكن تحوم الشبهات حول الوضع الصحي للملك البالغ من العمر اثنين وثمانين عاما، وإلى أي مدى يحكم قبضته على السلطة.

وقال المسؤول الفتحاوي: «نصدق الملك، ونحن متأكدون أنه لن يتقابل مسؤول سعودي واحد مع نتنياهو قبل إنهاء الاحتلال، ولو حصل شيء من ذلك قبل إنهاء الاحتلال فسيكون غريبا ولن نقبل به. نعتقد بأن إسرائيل تسعى لتعزيز علاقاتها مع العرب، ولكن لو حصل ذلك، فإنه سيكون على حساب القضية الفلسطينية؛ لأن إسرائيل حينها لن تنهي الاحتلال أبدا. ندعو جميع العرب إلى غلق الأبواب في وجه إسرائيل إلى أن تنهي احتلالها».

وفي شهر أكتوبر الماضي، أصبح نتنياهو أول زعيم إسرائيلي منذ شمعون بيريز في عام 1996 يزور سلطنة عمان، حيث التقى بالسلطان قابوس بن سعيد، كما أنه حريص جدا، حسبما فهمنا، على الاجتماع بولي العهد السعودي.

وبثت قناة التلفزيون الإسرائيلية «حاداشوت» تقريرا يوم السبت جاء فيه أن نتنياهو يسعى إلى تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية قبل الانتخابات العامة التي من المقرر أن تجري العام المقبل. ويقول التقرير إن الولايات المتحدة ورئيس الموساد يوسي كوهين كليهما يشاركان في الجهود الدبلوماسية المبذولة لتحقيق هذه الغاية.

وورد في تقرير إسرائيلي أمني حديث، أن اندلاع حرب مع حزب الله على الحدود مع لبنان بات ممكنا بسبب العمليات المستمرة ضد الأنفاق، ويقول المحللون في إسرائيل إن نتنياهو سيحتاج إلى أن توفر له دول الخليج غطاء فيما لو نشبت الحرب في لبنان.

ويقول موقع «ميدل إيست آي» إن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يتجاوب مع طلبات تقدمت بها «ميدل إيست آي» للتعليق على الأمر، كما رفض البيت الأبيض التعليق أيضا على هذه المعلومات.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023