شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«ذا نيشن»: التعاون بين حماس ومصر يفشل في التوفيق بين الخصوم الفلسطينيين

إسماعيل هنية، الرئيس الجديد للمكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس

قالت صحيفة «ذا نيشن» إنّ أشخاصًا مقربين من السياسة الفلسطينية أكّدوا أنّ تجديد العلاقات بين حماس ومصر غير كافٍ لإعادة توحيد الجماعة، التي تتخذ من غزة مقرًا لها، مع منافسيها في الضفة الغربية؛ بالرغم من أنّ هذه العلاقات تحقق لمصر وحماس الأمن المشترك والمنافع السياسية المتبادلة.

وبحسب ما ترجمت «شبكة رصد»، زار إسماعيل هنية، زعيم حماس، القاهرة يوم السبت؛ في إشارة واضحة إلى حدوث تراجع في التدهور الذي أصاب العلاقات عقب الانقلاب على الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013. ومنذ حينها، رأت القيادة المصرية الجديدة وإعلامها أنّ حماس جماعة إرهابية تستمد تكتيكاتها وأيديولوجيتها من جماعة الإخوان المسلمين، التي حظرتها القاهرة في نوفمبر 2013.

وشمل جدول أعمال إسماعيل هنية رفع الحصار عن غزة من الجانب المصري، والسيطرة على الهجمات المسلحة وتهريب الأسلحة في شبه جزيرة سيناء، وآفاق تشكيل حكومة وحدة وطنية مع السلطة الفلسطينية، وأجريت المحادثات مع مدير المخابرات المصرية خالد فوزي ومسؤولين عسكريين آخرين.

علاقات استراتيجية

وقال غازي حمد، نائب وزير الخارجية في حركة حماس: «لم نتوقف أبدًا عن التعامل مع مصر؛ بالرغم من مرورنا بمدة صعبة في علاقتنا، والسبب الرئيس لزيارتنا الآن تعزيز علاقاتنا الاستراتيجية»، مضيفًا أن مصر أظهرت أنها تدعم الحوار الوطني بين حماس وفتح.

وتقول الصحيفة إنّ مصر أبقت معبر رفح مع قطاع غزة المكتظة بالسكان مغلقًا في غالبية الأوقات، منذ أن فرضت «إسرائيل» حصارًا بريًا وبحريًا وجويًا على الأراضي في عام 2007. وأدى الحصار إلى شلّ اقتصاد غزة والخدمات الأساسية وخلق ما وصفته منظمات حقوق الإنسان «أكبر سجن في الهواء الطلق».

وزاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس من معاناة سكان غزة، البالغ عددهم مليوني نسمة، في الأشهر الأخيرة؛ عبر خفض إمدادات الكهرباء من «إسرائيل»، التي تعتبر حماس إرهابية ولا تتعامل معها مباشرة.

مستقبل قاتم

وأصدرت حماس يوم الاثنين بيانًا قالت فيه إنها مستعدة للتفاوض مع منافستها فتح، التي يقودها محمود عباس، في حين قال مسؤولو الجماعة إنها ستكون مستعدة لحل اللجنة الإدارية في غزة، التي شكلتها في وقت سابق من هذا العام تحديًا لسلطة الرئيس.

ومع ذلك، فإن آفاق الاتفاق على حكومة وحدة وطنية «قاتم»، ويضيف غازي حمد: «نحن متفقون على النقاط الرئيسة مع فتح؛ مثل أمر الانتخابات البرلمانية لتشكيل حكومة، لكنّ المشكلة الرئيسة هي فقدان الثقة بين الجانبين، ومن المؤسف أن فتح حتى الآن لا تظهر أي جدية في قبول عرضنا»، موضحًا أن موقفهم متناقض وغير مبشر.

كما ترى «لاميس أندوني»، المحللة السياسية في عمان وحضرت المحادثات بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، أنّ أيّ حديث عن المصالحة هو مجرد «كلام»، مضيفة: «وُضِعتْ عديد من الخطط في الماضي؛ وسقطت الآن، ومحمود عباس خائف من حماس، وحماس ترغب في تعزيز دورها في غزة».

لاعب رئيس

وأضافت أنّ «محمد دحلان»، المسؤول الأمني السابق لحركة فتح ويعيش في المنفى في الإمارات العربية المتحدة وتوسّط في ذوبان العلاقات بين حماس والقاهرة، سيكون لاعبًا رئيسًا؛ فهو يمثّل غزة، ولديه قاعدة للسلطة هناك، وله دور كبير في هذه العلاقة؛ بسبب قدرته على الوصول إلى السيسي وجهاز مخابراته. وإلى جانب ذلك، لديه قناة تواصل بالقيادة الإماراتية، ووصفته بأنه القيادة الأكثر برجماتية في حماس.

وشكك فادي السلامين، وهو زميل في معهد السياسة الخارجية بجامعة جونز هوبكنز والذي عمل بشكل وثيق مع دحلان، في أنّ علاقات حماس المتجددة مع القاهرة ستغيّر كثيرًا في المشهد السياسي الفلسطيني. وقال: «أعتقد أنّ حماس تقول إنهم مستعدون للانضمام إلى حكومة وحدة وطنية؛ لكنني أعتقد أنّ أيّ طرف لن ينضم إلى حكومة وحدة ما لم يعد محمود عباس بتسديد الفواتير. ويمكن لحماس تشكيل حكومة مع آخرين، حتى مع أشخاص مثل دحلان؛ لأنهم تعبوا من تحقيق الأمر نفسه مع عباس».

وأضاف أنّ «محمود عباس لديه كثير من الأعداء، إضافة إلى المعارك مع مختلف الفصائل، وحماس اكتفت منه؛ ولن أستغرب إذا ذهبوا إلى دحلان القادر على اتخاذ جانبهم بدعم من الإمارات، وتحقيق ما لم يستطع عباس تحقيقه»، مضيفًا أن تعاون حماس مع مصر قد لا يحقق مكاسب سياسية فورية؛ لكنه أتى بنتيجة في حرب القاهرة مع المتشددين.

وهدد تنظيم ولاية سيناء، التابة لتنظيم الدولة وقتل مئات من رجال الأمن في السنوات الأخيرة، بالهجوم على حماس لتعاونها مع الجيش المصري.

وأضاف أيضًا: «نحن ضد تنظيم الدولة، الذي يريد اتخاذ أيّ خطوات لتدمير سمعة حماس، ونحن لسنا خائفين منه؛ وأمن غزة آمن نسبيًا ضد أي هجمات إرهابية».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023