شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

خبير عسكري لـ«رصد»: 6 أطراف تتحكم في معركة «غصن الزيتون»

مقاتل كردي في عفرين

قال الخبير الأمني والعسكري عميد ركن خليل الطائي، مستشار مركز الأمة للدراسات والتطوير، إن جميع الأطراف في سوريا، لديهم مصالح تتحكم في سير معركة غصن الزيتون، منها المعلن ومنها الخفي.

وأوضح الطائي، في تصريح لـ«رصد»، أن الأطراف المعنية بالوضع في عفرين حيث انطلاق معركة غصن الزيتون، هم: تركيا، وإيران، وروسيا، وأميركا، والنظام السوري، إضافة إلى الفصائل الكردية.

1- مصالح تركيا في عفرين

وأشار الخبير العسكري، إلى أن تركيا تحاول من خلال المعركة التي انطلقت في 20 يناير المنصرم، إقامة منطقة آمنة لها في الأراضي السورية بعمق 30 كلم، وهي تسعى من خلال عملية (غصن الزيتون) لإظهار القوة العسكرية التركية كقوة رئيسية في المنطقة في ظل الصراع العسكري الدولي في المنطقة وتأثيراته على دول المنطقة بشكل عام.

أما عسكريا؛ فمنطقة عفرين ذات أهمية إستراتيجية لتركيا؛ فهي تعتبر رأس جسر لربط منطقة درع الفرات والتي تشمل مثلث «أعزاز- الباب- جرابلس» مع منطقة إدلب مما يسهّل للقوات التركية والمتجحفلة معها «الجيش الحر» للسيطرة على منطقة منبج، وبسيطرتها على عفرين ستمنع التواصل الجغرافي بين المناطق الكردية بعد أن تسكن فيها النازحين العرب الموجودين في تركيا.

2- روسيا تعيد خارطة التحالف

تسعى روسيا إلى توريط تركيا مع أميركا، من خلال التقدم التركي إلى «منبج»؛ حيث ستكون على مقربة من خطوط التماس الأميركي لمعرفة واختبار جدية الموقف التركي والأميركي، وفي الوقت ذاته تحاول إضعاف أميركا في المنطقة وسحب البساط من تحتها، من خلال «جلب تركيا لصفها، وإعادة التحالفات من جديد وفق المواقف الميدانية العسكرية الجديدة»، بحسب الطائي.

كما تسعى روسيا، إلى تفكيك حلف الناتو، والذي تشكل فيه تركيا قوة لا يستهان بها عسكريا وجغرافيا، وفي الوقت ذاته تحاول كسب ود تركيا، لضمان موقفها في مباحثات المعارضة السورية.

وأضاف الطائي، أن روسيا، من جانب آخر هي ترغب بمعاقبة (قسد) على رفضها العرض الروسي بتسليم عفرين ومنبج إلى قوات النظام السوري مقابل منع تركيا من تنفيذ عمليتها العسكرية.

3- أميركا تستنزاف الأطراف

يرصد مستشار مركز الأمة للدراسات والتطوير، الواقع الأميركي في سوريا، والذي يختلف كليا عن الوضع في العراق؛ حيث الهيمنة الروسية الشبه تامة.

وأوضح الطائي، أن غاية الولايات المتحدة هو إنشاء «مناطق غير مستقرة امنيا يمكن توظيفها مستقبلا من جهة، وفحص الامكانيات القتالية لبقية الأطراف (تركيا) واستنزافها من جهة أخرى».

4- إيران وعدوها المشترك «تركيا والأكراد»

تقف إيران على بعد متساوٍ بين الموقف التركي والكردي في المعارك المندلعة؛ حيث تعتبر الطرفين عدوين لها.

ولفت الخبير العسكري، إلى أن هدف إيران الأول هو إنهاء الحلم الكردي بانشاء دولة لهم في سوريا والعراق لأن هذا سينعكس سلبا على أكراد إيران الذين سعوا لهذا مسبقا، وأيضا هي تعتبر تركيا العدو المستقبلي لها وتحاول جرها في عمليات استنزافية، قد لا تتوقف عند عفرين ومنبج وقد تنعكس سلبا على الموقف الداخلي التركي وهذا يصب في مصلحة إيران مستقبلا.

5- النظام السوري واقتتال الأعداء

يعتمد النظام السوري في إستراتيجيته، على «اقتتال الأعداء فيما بينهم»؛ حيث «سمح للأكراد السوريين بالتوجه من مناطق أخرى هي تحت سيطرته إلى (عفرين) لإدامة المعركة وإنهاك طرفي القتال، لكن النظام السوري حاليا لا يملك سيادة القرار فالقرار السوري اليوم مناصفة بين إيران وروسيا»، بحسب تحليل الطائي.

6- الفصائل الكردية وأزمة وجود

أما الفصائل الكردية بجميع مسمياتها العسكرية، فتعتبر منطقة (عفرين) تمثل إحدى المقاطعات الكردية الثلاث في سوريا، والمحافظة عليها مسألة تهم الوجود الكردي ودولتهم المستقبلية؛ وهي نقطة الوصل بين مناطق نفوذهم جغرافيا.

وتقع عفرين في منطقة على ضفتي نهر عفرين في أقصى شمال غربي سوريا في ريف حلب الشمالي، وهي محاذية لمدينة أعزاز من جهة الشرق، ولمدينة حلب التي تتبع لها من الناحية الإدارية من جهة الجنوب، وإلى الجنوب الغربي من محافضة إدلب، وتحاذي الحدود التركية من جهة الغرب والشمال، والتي تبلغ مساحتها 3850 كلم وما يعادل تقريبا 2% من المساحة الكلية، لذلك هي بمثابة نقطة الشروع للتلاحم الجغرافي مع أكراد تركيا مستقبلا.

وانطلقت معركة «غصن الزيتون»، في 20 يناير المنصرم، بإعلان من القوات التركية، تهدف لإقامة منطقة آمنة، وحماية الحدود التركية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023