شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مؤرخ عسكري لـ«ناشيونال إنتريست»: لبنان موقع روسيا الجديد في الشرق الأوسط

أكدت صحيفة «ناشيونال إنتريست»، أن روسيا حاليا تسعى إلى توطيد علاقتها مع لبنان بعد سوريا، في إطار مساعيها نحو تعميق مشاركتها مع دول الشرق الأوسط ومنافسة النفوذ الأميركي في تلك العلاقات، موضحة في تحليل لـ«مايكل بيك» المؤرخ العسكري الأميركي، أنه منذ الحرب الباردة وأدركت روسيا أهمية الشرق الأوسط، إلا أن سياساتها المتبعة داخليا خلال الفترات الماضية، أعطت لأميركا النفوذ، وحاليا تحاول استعادته أو منافسة واشنطن عليه، خاصة في الوقت الذي أبدت فيه الإدارة الأميركية خاصة إبان ولاية أوباما، الانسحاب تدريجيا من الشرق الأوسط.

ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أكد بيك، أن لبنان يعد مهما للغاية بالنسبة لموسكو خاصة أنه يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط تماما كسوريا، وهو موطئ تريد اكتساب فيه قدما سواء لأغراض عسكرية أو تجارية، ما يمكنها من اكتساب نفوذ أعمق وأطول مدى في تلك المنطقة، متوقعا أن تسارع موسكو إلى إعادة إصلاح علاقتها مع كل الدول في تلك المنطقة، مبشرا بعهد جديد تكون فيه روسيا هي اللاعب الأساسي.

وأشار المؤرخ العسكري، إلى أن موسكو وواشنطن حاليا تتنافسان على لبنان، ويمتلك الجيش اللبناني أسلحة من كلتا الدولتين، سواء في إطار صفقات أو مساعدات عسكرية وغيرها، مشيرا إلى أن روسيا بعد اكتسابها قواعد بحرية وجوية جديدة في سوريا، تسعى الآن إلى وضع بصماتها داخل لبنان؛ حيث أكد رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف، أن بلاده تتطلع إلى توقيع اتفاقيات تعاون عسكري معها، وتريد موسكو في ذلك التعاون أن تفتح الموانئ اللبنانية موانئها ومطاراتها للسفن والطائرات الروسية، وأن تكون نقطة عبور إليها، وسيشمل الاتفاق مجموعة متنوعة من الأنشطة بما فيها التدريبات المشتركة والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتدريب الجيش اللبناني على مكافحته، حسبما أفادت وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك».

ووفقا للكاتب، فالمثير للاهتمام هو أن النسخة العربية من سبوتنيك، أدلت بتفاصيل الخطة الروسية، وبعد البحث عنها على الموقع باللغة الإنجليزية، لم تنشر، ولا حتى في قنوات إعلام عربية مؤثرة كالجزيرة أو صحيفة «ديلي ستار» اللبنانية، إلا أن وسائل الإعلام الموالية لإيران مثل قناة الميادين، وقناة المنار، نشروها، فماذا يحدث هنا؟

أكد الكاتب أن الاتفاق العسكري الروسي اللبناني ملحوظ للغاية، خلافا لسوريا المجاورة، في الوقت الذي تستخدم فيه القوات المسلحة اللبنانية أسلحة وبنادق روسية الصنع بجانب الأسلحة الأميركية والغربية، وفي 2008 رفض الجيش اللبناني عرضا من موسكوا بشراء 10 مقاتلات من طراز ميج 29، وبالنسبة للأسلحة الأميركية، يوجد بالجيش اللبناني دبابات إم 60 وإم 48 وناقلات جنود مدرعة وصواريخ مضادة للدبابات، ووفقا لـ«ناشيونال انتريست» أرسلت إدارتا أوباما وترامب مساعدات بقيمة 357 مليون دولار في هيئة أسلحة إلى لبنان منذ 2008، رغم التوتر بين حزب الله والولايات المتحدة، والتي اتهمت الجيش اللبناني من قبل بأنه أصبح طرفا مساعدا لحزب الله، وهو ما يعني فعليا «أن واشنطن تسلح أعداءها».

إلا أن السؤال الأكثر إلحاحا، هو ما إذا كان لبنان سيصبح حليفا لروسيا مثل سوريا أم لا، وخلال الحرب الباردة مكنت دمشق موسكو من استخدام قاعدة طرطوس البحرية ما أعطى روسيا حبالا ودية على ساحل البحر المتوسط، والآن تطورت الأمور إلى أن أصبحت سوريا مقرا للقوات الروسية وطائراتها حتى لو كانت دعما للأسد.

ووفقا لـ«أولجا أوليكر»، مدير برنامج روسيا في مركز أوراسيا، فإن الاتفاق المرتقب مع لبنان لا يشير سوى للزيارات المتبادلة بين الموانئ الروسية ولبنان، وليس السفن الروسية التي تتخذ من لبنان مقرا لها، مضيفا أنه لا يشبه بتاتا تلك الاتفاقات مع سوريا.

وأضاف أوليكر، أن الاتفاق يوفر إطارا واسعا، وليس معلما بل خطوة في جهود روسيا لتوسيع مشاركتها وعلاقاتها في الشرق الأوسط ورغبة لبنان في الحصول على المزيد من الشركاء والخيارات، أما عما يحدث في لبنان تحديدا، قال «طوني بدران»، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن لبنان ورسيا تريدان مظلة واقية ضد إسرائيل وعلى  القدر نفسه من الأهمية يمكن لبيروت أن تستخدم فكرة المعاهدات والاتفاقات مع روسيا من أجل إجبار الولايات المتحدة على تقديم المزيد من التنازلات وتقديم المزيد من المساعدات.

ويعتقد «بدران»، أنه يجب على واشنطن تجنب حرب العطاءات مع روسيا بخصوص لبنان، ومضيفا بالتوفيق لها مع روسيا وإسرائيل.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023