إعلامي سعودي محذرا بلاده من السيسي: سيسلم المنطقة للشيعة
حذَّر الاعلامي السعودي المقرب من دوائر الحكم بالرياض ومدير قناة العربية السابق، عبد الرحمن الراشد، النظام في بلاده من سماع نصائح السيسي وغيره، الداعية لمصالحة مع نظام بشار الأسد في سوريا، لأن ذلك معناه تسليم الهلال الخصيب “سوريا والعراق ولبنان” لإيران، علي حد قوله.
واعتبر الراشد دعوات قادة مصر وغيرها بإعادة النظر في العلاقات مع نظام الأسد بسوريا، بأنه أسوأ قرار لأي حكومة عربية يمكن أن تتخذه وبخاصة دول الخليج.
وقال الراشد في مقال نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، اليوم إنه، مع تولي الإيرانيين قيادة حروب القوات العراقية في تكريت وصلاح الدين، يدعو البعض إلى إعادة النظر في السياسة الحالية، والقبول بالتصالح مع نظام بشار الأسد، معتبرا أن العكس صحيح تماما.
وأضاف الراشد في مقالته التي جاءت بعنوان”هل علينا التصالح مع الأسد؟”، أن المشكلة ليست مع شخص الأسد بل مع ترِكتِه، وتوأمته مع النظام الإيراني، والدماء التي أسالها، مشيرا إلى أن مثل هذه الدعوات كان من الممكن أن تكون صادقة لو تمت في بداية الأزمة، وعملت على منحه فرصة الخروج، وحمايته من “طالبي الثأر، وفتح صفحة جديدة مع بعض قيادات النظام وتشكيل حكومة انتقالية تجمع كل السوريين بطوائفهم وأعراقهم”.
ووجه الراشد نصيحة ضمنية إلى دول الخليج وبالأخص “السعودية”، بعدم الإلتفات لنصائح “المصريين، أو دعوات المحللين”، الداعية لإيجاد حل سياسي مع بقاء الأسد، معتبرا أنها بقبولها بهذا الأمر فإنها تكون قد سلمت كامل الهلال، العراق وسوريا ولبنان إلى إيران!.
وتساءل الراشد، “هل يمكن لأي دارس علوم سياسية أن تفوته النتيجة الحتمية، وهي الهيمنة الإيرانية على شمال الخليج والسعودية؟!”.
ونوه الراشد إلى أن الإنزعاج من تركيا والإخوان، لا يمكن ان تكون سببا لتسليم الإيرانيين سوريا والعراق، موضحا أن الحروب متعددة وخطورتها درجات وأن الخطر الإيراني هو الأعظم خاصة مع قرب التوصل لاتفاق نووي بين ايران والقوى الغربية.
وطالب الراشد بدعم المعارضة السورية المعتدلة سياسيا وعسكريا باعتباره ضرورة قصوى لعرب الخليج، باعتباره الأمل الوحيد لكي لا تسقط سوريا في يد الإيرانيين.
وشدد الراشد على أنه لا يفترض أن نقبل بنظرية “مصالحة” الأسد، متسائلا: “هل يمكن للسعودية مصالحة الأسد الذي قتل ربع مليون إنسان من أجل محاربة عصابات داعش؟، وكيف لنا إقناع العشرة ملايين مشرد الذين دكت طائرات الأسد بيوتهم وأحياءهم بالتخلي عنهم؟”.
واختتم الراشد مقالته بأنه يجب التركيز على حلين متوازيين، “دعم المعارضة المسلحة المعتدلة، الجيش السوري الحر، والثاني دعم أي حل سلمي يقوم على مصالحة كل السوريين، والمحافظة على النظام السوري دون قياداته العليا”، مؤكدا أنه بدون دعم الجيش الحر، فإن الحل السياسي لا يمكن فرضه بشكل عادل.
يذكر أن عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب في حواره مع صحيفة “الشرق الأوسط”، التي شغل عبد الرحمن الراشد رئاسة تحريرها سابقا، مجيبا على سؤال حول رؤيته للحل السياسي في سوريا قائلا :”ومعنى حل سياسي سلمي لن يكون الحل لمصلحة طرف واحد وإنما لمصلحة الجميع، وأعني المعارضة والنظام في ظل البحث عن مخرج حقيقي، ثم نبدأ في معالجة الملفات الأخطر التي تؤثر في الأمن القومي العربي”.