قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية، إنه في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات بين الولايات المتحدة والدول الغربية وإيران حول ملفها النووي، فإن واشنطن بدأت بتجهيز نوع نادر من الأسلحة غير التقليدية، وهو عبارة عن قنابل خارقة قوية قادرة على شل المجمعات النووية الإيرانية حتى تلك الأكثر تحصيناً تحت الأرض.
وأوضحت الصحيفة أن تلك القنابل هي بمثابة ذخائر أميركية تعد الأكثر تدميراً، وذات تأثير يفوق أسلحة ذرية، تزن إحداها نحو 15 طناً، بما يعادل خمسة أضعاف أي قنبلة أخرى موجودة في ترسانة الجيش الأميركي، كما تشير إلى تجربة جرت مؤخراً لاختبار هذه القنابل في منطقة نيو مكسيكو، على هدف مدفون عميقاً تحت الأرض، حيث نجحت هذه القنابل في تجاوز التشويش الموجه ضدها والوصول إلى هدفها.
كما أكد مسؤولون أميركيون أن مثل هذه القنابل لم يسبق استخدامها في القتال، وهي عنصر حاسم في استراتيجية الردع والتخطيط والطوارئ للبيت الأبيض، مؤكدين أن الدبلوماسية مع إيران تذهب سدى وأنها مصرة على تطوير قنبلة نووية.
ويبدو واضحاً، وفق الصحيفة، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، ليس لديه الرغبة في شن أي هجوم على إيران؛ لأنه يعتبر أن مثل هذا الهجوم سيكون شرارة حرب جديدة تزعزع استقرار الشرق الأوسط، ولن يؤدي إلا إلى تأخير إيران لعدة سنوات، من امتلاك السلاح النووي.
وأكد أوباما في مقابلة تليفزيونية أن الهجوم العسكري لن يؤدي للقضاء على البرنامج النووي الإيراني، بل سيقود فقط إلى إبطائه.
وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر قال، الخميس الماضي، للصحفيين إنه لا توجد خطة قيد البحث تخص شن أي هجوم على طهران، بما في ذلك استخدام القنابل الخارقة لتدمير التحصينات، مبيناً أنه يمكن بأي وقت توجيه ضربة قاضية دائمة للبنية التحتية الخاصة بالمحطات النووية الإيرانية، مشيرًا إلى أن مثل هذه الضربة ستمثل نكسة للبرنامج النووي الإيراني، وأن ذلك لا يمنع من إمكانية إعادته بمرور الوقت.
الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، قال في نفس المؤتمر الصحفي، إن الضربات الجوية لن تكون ضربة واحدة في حال ثبت أن إيران تحاول تصنيع قنبلة نووية، وإنما ستكون عدة ضربات، مؤكداً أن الخيار العسكري ما زال قائماً، وأنه سيكون لدى واشنطن خيارات عسكرية كثيرة بما فيها استخدام القنابل الخارقة.
يُشار إلى أن خطط الطوارئ التي أعدتها واشنطن لتوجيه ضربة عسكرية لإيران في حال فشل التوصل إلى اتفاق نووي، تشمل ضربات صاروخية بصواريخ كروز، وطلعات جوية بطائرات الشبح، تستهدف المنشآت النووية الإيرانية وخاصة منشأة “نطنز”، ومنشأة المفاعل الثقيل في “آراك”، وموقع تخصيب في “فوردو” الموجود داخل جبل والمحصن بالصلب والخرسانة.