قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلنت صراحة أنها تركز على تحرير مدينة الرمادي خلال المرحلة المقبلة من حربها ضد تنظيم “الدولة”، معتبرة ذلك تحولاً استراتيجياً.
وقال مسؤولون أمريكيون وعراقيون إنه وبعد سبعة أسابيع من سيطرة التنظيم على الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب العاصمة بغداد، فإن القوات العراقية تستعد لشن هجوم مضاد في محاولة منها لاستعادة المدينة المحورية.
وتمكن التنظيم بعد سيطرته على المدينة، من تعزيز صفوفه بنحو 2000 مقاتل، بالإضافة إلى بناء دفاعات أرضية تمثلت بتفخيخ المباني الفارغة.
وتريد إدارة أوباما للعراقيين استعادة الرمادي من قبضة التنظيم، مع أنها لن تكون عملية سريعة، كما عبر عن ذلك الرئيس الأمريكي، مؤكداً أن المعركة ضد تنظيم الدولة “طويلة الأمد” وأن الأمر سيستغرق وقتاً لاستئصال هذا التنظيم.
ولم يحدد أوباما عقب لقائه مسؤولين عسكريين بوزارة الدفاع الأمريكية جدولاً زمنياً لبدء الهجوم المضاد على معاقل التنظيم في الرمادي، كما لم يعلن عن أية خطوات ستقدمها القوات الأمريكية لدعم القوات العراقية في عمليتها، إلا أنه أصر على أن الخطط التي أعلن عنها الشهر الماضي بدأت تؤتي ثمارها، فالمزيد من المتطوعين السنة التحقوا بمعسكرات التدريب، وذلك يمكن أن يكون قوة جديدة ضد التنظيم.
ووفقاً للخطة العراقية المعدة للهجوم على الرمادي فإن عدد الجنود الذين سيتم إشراكهم يصل إلى 6 آلاف مقاتل تدعمهم قوة من المدربين والمستشارين الأمريكيين، الموجودين في قاعدة التقدم الأمريكية شرق الرمادي، كما سيشارك في المعركة نحو 5 آلاف مقاتل من مقاتلي العشائر السنية.
كما سيكون لقوة الحشد الشعبي، وهي المليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب الحكومة، دور في إحاطة المنافذ المؤدية للمدينة لمنع هروب عناصر التنظيم، حيث تسعى الحكومة لعدم إشراكهم في المعركة؛ لما قد يسببه ذلك من توترات طائفية.
نيويورك تايمز رأت أن قرار التركيز على الرمادي يمثل تحولاً استراتيجياً عسكرياً للولايات المتحدة الأمريكية التي سبق لها أن دعت الحكومة العراقية إلى تحرير مدينة الموصل شمال العراق خلال الربيع أو الصيف من قبضة التنظيم الذي استولى على المدينة قبل أكثر من عام.
إلا أن العراقيين أكدوا في أكثر من مناسبة عدم استعدادهم لمثل هذه المعركة، في حين تمثل معركة الرمادي أهمية قصوى لكونها على تماس مع حدود الأردن والمملكة العربية السعودية .
وترى الصحيفة أن الجهود الأمريكية الداعمة للحكومة العراقية في معركتها ضد تنظيم الدولة لغرض استعادة الرمادي، تبدو أبعد من حدود المدينة الواقعة غرب العراق.