اهتمت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بالمقارنة بين عبدالناصر و قائد الإنقلاب وقالت أن المقارنة بين الإثنين تلقي الضوء على التحديات التي تواجه الأخير .
و أشارت الصحيفة إلى أن عبدالناصر صاحب الكاريزما صعد إلى أعلى الهرم و أصبح القائد الفعلي للبلاد، ونتيجة لقدراته الخطابية ألهب حماس الجماهير ، و أعاد تشكيل الخط القومي العربي ، وقاد مصر إلى حقبة جديدة ، لكن بالرغم من ذلك فشل هو و رفاقه في قيادة البلاد نحو الديمقراطية و العدالة الإجتماعية التي وعد بها وبدلا من ذلك صعدت نخبة جديدة و تولت السيطرة على مراكز القوى .
و رأت الصحيفة أنه منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في انقلاب عسكري يرى بعض المصريين خطوط واضحة بين ناصر والسيسي لكن بالرغم من الخلفية العسكرية المشتركة و الصدام مع الإخوان فإنه ليس هناك نقاط واضحة للمقارنة بين الرجلين فالجبهات التي يحارب فيها الجيش المصري اليوم مختلفة تماما عن حقبة عبدالناصر فلقد تغير النظام العالمي ولم تعد مصر في مواجهة مع إسرائيل او الإستعمار ، لكنها أصبحت في مواجهة مع الجماعات الإرهابية التي ظهرت في سيناء والمناطق الفقيرة نتيجة لأجيال من الإهمال .
وتابعت الصحيفة :يعاني المصريون الذين نزلوا إلى الشوارع مرتين متطلعين إلى الديمقراطية و العدالة الإجتماعية من الظروف الإقتصادية الصعبة و القيود الصارمة على حرية التعبير والإنقسام المجتمعي العميق.
و أشارت الصحيفة إلى الوعود التي يطلقها قائد الإنقلاب مثل مشروع قناة السويس و تنمية سيناء و اعتبرت تلك الوعود هي التي تدفع المصريين للتضحية.
و ختمت الصحيفة بالقول بأن السيسي و المواطنين يدركون أن هذه الثقة لن تدوم إلى الأبد و أن تحويل وعوده و كلماته إلى أفعال هو الذي سيمكنه من أن يكون على قدم المساواة مع عبدالناصر .