منذ بداية العام الحالي، تشهد محافظة الفيوم تردي كامل في البنية التحتية من الكهرباء والماء وشبكة الطرق والصرف الصحي وشبكات الري والخدمات الصحية، ما أوحى لبعض الأهالي أن الدولة تنتقم منهم دون أن توضح أسباب ذلك.

وتأتي تلك الأزمات المتلاحقة التي يعيشها أهالي الفيوم، وسط تجاهل من المحافظة ومؤسسات الدولة التي لا تقوم سوى بحلول مؤقتة لتلك المشاكل التي لا تلبس تعود ثانية للظهور بعد وقت قصير مع غياب خطط التنمية الشاملة للمحافظة، وإعادة تجديد وإصلاح البنية التحتية للمحافظة.

انقطاع الكهرباء

الكهرباء معاناة للعشرات من القرى والمناطق في الفيوم والتي تغيب الكهرباء عنها لأكثر من أربع ساعات، وسط ارتفاع درجات حرارة الجو، إذ أن مدينة الفيوم المدينة الرئيسية تعاني مناطق متفرقة منها؛ كـ”دلة والحواتم والحادقة” من انقطاع الكهرباء لأكثر من ثلاث ساعات في اليوم,

وفي هذا السياق يعاني أهالي مدينة سنورس بالفيوم من مشاكل عدة،   منها؛ انقطاع الكهرباء لفترات زمنية طويلة، في الوقت الذي تظل فيه أعمدة الإنارة تعمل في النهار والظلام الدامس يخيم علي منازل المواطنين في المساء ووقت الظهيرة ومعظم الأوقات .

شكاوى الأهالي لـ “رصد”

وفي تصريحات خاصة لـ “شبكة رصد”أبدى الأهالي استياءهم من تتابع الأزمات عليهم، مشيرين إلى شعورهم بإن الدولة تنتقم منهم دون أن يرتبكوا جرما أو يقترفوا اسما.

وفي حديثه للرصد قال “ح.م ـ أحد المواطنين بالمحافظة” والذي فضل عدم ذكر اسمه “الفيوم باتت تعاني من ازمات ضخمه كانقطاع المياة والكهرباء فضلا عن تهالك شبكات الصرف الصحفي وتردي مستوى المعيشة بالمحافظة .. حتى بتنا نشعر أن الدولة تنتقم منا ولا نعرف السبب وراء ذلك”.

أما محسن عادل ققال في تصريحاته للرصد “أنا دلوقتي مش عارف اشتغل من الكهرباء اللي بتقطع ليل ونهار،  ودول مشغلين أعمدة الانارة طول النهار”.

وقال محمد إسماعيل، صاحب مشغل ملابس، “أنا بناشد المسؤولين يهتموا بينا شوية، أنا حالي وقف ومش عارف اشغل المشغل بسبب الكهرباء اللي مبتاجيش أصلاً، والمشغل ده مصدر رزقي الوحيد، بدل ما يشغلوا الأعمدة دي بالنهار يشغلولنا الكهرباء بالليل” .

وأوضحت  هبه محمود  “كل يوم الكهرباء تقطع والأكل اللي في الثلاجة يبوظ، والثلاجة باظت قبل كده برضو وصلحتها، الخسائر دي ترضي مين من المسؤولين ؟؟  ورغم كله ده مشغلين اعمدة الإنارة في وضح النهار لمين طيب ؟!“.

الصرف الصحي

يأتي ذلك بالإضافة إلى عشرات القرى التي تغرق في مياه الصرف الصحي بسبب وصول العديد من محطات الصرف الصحي إلى سعتها القصوى، وحاجاتها إلى الصيانة والتجديد، وقرى أخرى تحتاج إلى توصيلها إلى محطات الصرف الصحي التي لم يكتمل إنشاؤها بعد.

 وبحسب تصريحات خاصة لرصد، أكد مصدر في محافظة الفيوم، أن أكثر من 30 فى المائة من مناطق المحافظة بدون صرف صحي، وأن معظم المحطات الموجودة لم يتم صيانتها منذ 5 سنوات على الأقل، وأنها تحتاج إلى توسعة لاستيعاب الزيادة السكانية.

شبكات الطرق

وتعد شبكات الطرق في الفيوم ليست أحسن حالا من الكهرباء والصرف الصحي، فأكثر من 90 في المائة من شبكة الطريق بين مدن الفيوم ومراكزها تشهد حالة سيئة من تكسير الأسفلت وغيرها، وذلك دون الطرق الداخلية في المدن التي تعاني كلها من التكسير بسبب إصلاحات الغاز الطبيعي والتليفونات وغيرها، والتي انتهت منذ أشهر وحتى الآن لم يتم إصلاح الطرق.

يأتي ذلك على الرغم من أن المحافظ وعد أكثر من مرة، وقال إنه اعتمد خطة منذ شهرين لإعادة رصف الطرق الداخلية في المدن ولم تظهر من هذه الوعود شيئا حتى الآن .

انقطاع المياه

وتعاني عشرات القرى فى الفيوم  من انقطاع المياه منذ أشهر منها؛ قرى يوسف الصديق قارون وقوته، والقرية الأولى وقرى الغرق، وغيرها في إطسا، لم تدخلها المياه منذ أشهر، وانقطاع المياه المتكرر عن مناطق واسعة في المحافظة الفيوم لعدة ساعات في اليوم.

 شركة المياه التى أكدت أنها انتهت مسبقا من عمليات الصيانة، لم تعلق على انقطاع المياه عن القرى، مما دفع أهالي بعض القرى لتقديم بلاغ للنيابة العامة في شركة المياه، وقام أهالي قرية شكشوك التابعة لمركز إطسا بطرد محصل الفواتير التابع للشركة من القرية .

وبحسب تصريحات خاصة لشبكة رصد من المحافظة، فأن العديد من الخطط التنموية للمحافظة ينقصها الإعتمادات المالية، وهي غير متوفرة حاليا، مضيفا أن الخطط التي وضعتها المحافظة لإعادة صيانة البنية التحتيه لم يتم اعتمادها ماليا من الحكومة لصالح الخطط الأمنية.

 وأضاف المصدر أن الميزانية الأمنية في المحافظة أصبحت تتضاعف بسبب رغبة السلطات بسط السيطرة الأمنية ووقف التحركات المعارضة لسلطة النظام في الفيوم، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية استقدمت قوات أمنية وقوات خاصة من القاهرة لمساندة مديرية أمن الفيوم منذ أسبوع .