شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كيف ضاعت ثورة الشباب بأيدي الكهول؟

كيف ضاعت ثورة الشباب بأيدي الكهول؟

يعتقد كثير من المحللين أن الإنقلاب علي ثورة يناير التي قام بها الشباب تم بعد إنقلاب الثالث من يونيو بعد الإحتجاجات التي تم تصويرها علي أنها ثورة تستحق تنحية الرئيس المنتخب ديمقراطيا لأول مرة في تاريخ مصر الحديث، هذا الكلام من وجهة نظري المتواضعة يفتقد إلي الدقة التاريخية والواقعية…لماذا؟

يتذكر الجميع خطاب مبارك العاطفي الذي كتبه له أحمد المسلماني والذي خاطب فيه مشاعر البسطاء وبالأخص كبار السن منهم وبالمناسبة هذا ليس عيب من تعاطفوا ولكنه جريمة من عزف علي العاطفة لإستغلالها في غير محلها، الأهم أن الإنقلاب علي ثورة يناير بدأ في هذا الحين ، تذكر أن عمر سليمان وأحمد شفيق وغيرهم من كبار كبار السن من كانوا بدائل مقترحة وبالفعل تم تعيينهما نائب لمبارك ورئيس للحكومة علي الترتيب، المهم لما كانت الدماء مازالت ساخنة والشباب في قمة ثورتهم لم ينجح الإستعطاف في إخماد الثورة وإن أحدث إنقسام من حيث السن بين متعاطف وهم الكهول وبين رافض لإستمرار مبارك وهم الشباب.

 منذ تلك اللحظة بدأ الإنقلاب علي الثورة ولكن الثورة المضادة وشبكات المصالحة الفاسدة والتي بالمناسبة مازالت هي المتحكمة اقول المتحكمة وليست حاكمة فقط كل هؤلاء غيروا في السيناريو وامتصوا الصدمات مستغلين درايتهم ببعضهم البعض كشبكات مصالح بجانب براءة الشباب وقلة خبرتهم واعتقادهم الخاطيء بأن النظام سقط مع تنحي مبارك.

بدأ الانقلاب منذ تُرك زكريا عزمي رئيسا لديوان رئيس الجمهورية في مكانه لأكثر فترة ممكنة للتخلص من كل ما يدين النظام، تابع مسلسل البراءات لأحمد سرور وحسني مبارك والعادلي وباقي العصابة بكل بساطة مع تكامل كل ذلك مع وجود قضاء أبعد ما يكون عن النزاهة، وأعتقد أننا لو قمنا بمد خط مستقيم بداية من خطابة مبارك العاطفي إلي الإستفتاء علي تعديل الدستور ثم إعلان دستوري ليس له علاقة بما تم الإستفتاء عليه وأيضا مرورا بأحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود وماسبيرو ثم إنتخابات برلمانية والإنتظار حتي إجراء الإنتخابات الرئاسية وحل البرلمان المنتخب بإيماء من المحكمة الدستورية ثم المؤامرة الكبري علي الرئيس المنتخب ديمقراطيا بالإشتراك بين الدولة العميقة المتمثلة في المخابرات والجيش والفلول والإعلام الفاسد والضغط علي متاعب الناس ورعاية ما تسمي تمرد رعاية كاملة مع التمثيل العاطفي من السيسي وما مقوله أم الدنيا وأد الدنيا ببعيد عن الجميع.

أضف إلي ذلك قلة الخبرة السياسية التي وصلت إلي درجة من الغباء السياسي من الإخوان قد تكون غير مقصودة ولكنها جهزت الأرضية التي إنطلقت منها سهام الهدم من فرقة الإنقلابيين  وصولا إلي ما نحن فيه الأن، وتأمل معي هل يوجد بين شلة المتعاونين في الإنقلاب أي مسؤول شاب؟!.. بالطبع لا أقصد من استخدمتهم الدولة العميقة مرحليا وهم أبعد ما يكون عن النقاء الثوري او حتي نقاء الضمير الإنساني.

الرأس المدبر طنطاوي والمجلس العسكري الكل يعلم أعمارهم، الإعلاميين الجميع يعرف أعمارهم وأدوارهم حتي من كان يمثل دور المعارضة ، الشرطة الجميع يعرف أعمار لواءات الشرطة وكيف جعلوا هذه المؤسسة ملك للفساد وليس ملكا للشعب، القضاة تأمل أعمارهم جيدا لتعرف توجهاتهم والفترة التي تربوا وتعلموا وتشربوا قيمها فضلا عن كونهم لم يدخلوا هذا الكيان إلا بالمحسوبية والوساطة والرشي

دولة العواجيز والفاسدين لم تسمح وأعتقد أنها لن تسمح الا علي رقابهم أن تسلم البلاد إلي شباب ثوري ثورته من أجل الوطن أول ما سيفعلونه هو فضح فساد العواجيز ومحاسبتهم علي ما اقترفوه في حق أجيالهم والأجيال القادمة وجعلهم عبرة لمن يفكر في تكوين شبكات فساد آخري ، عرفنا وعرف الجميع كل ما سبق ما هو الحل وكيف الجروح من هذه الكارثة؟ …هذا ما سأكتبه في مقال اخر بإذن الله تعالي 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023