قال الكاتب والمحلل السياسي حكيم خطيب “تهز النخب الحاكمة الشعب تنظيميًا؛ وبالتالي يصبح تمرد الشعوب ضد الاستبداد أكثر عرضة لخدمة الطغاة مما يفعل المجتمع”.
وأضاف في مقاله المنشور على موقع أوراسيا ريفيو، قائلا:”نسمع في أغلب الأحيان أسئلة من قبيل: لماذا يمتثل الناس للاستغلال السلطوي؟ لماذا لا يتمردون، يُصلِحون، أو يغيرون الوضع القائم؟ ألا يحبون العيش في نظام ديمقراطي؟ وأسئلة أخرى كثيرة ،مؤكدًا أن الشعب يميل أكثر لتمني نهاية الاستغلال السلطوي، لكنه يفتقر إلى التنظيم الجماعي للقيام بذلك.
وضرب المقال مثلا بمصر، حيث “يسيطر السيسي على وسائل الإقناع (وسائل إضفاء الطابع المؤسسي): القانون ورجال الدين الموالين للحكومة ووسائل الإعلام- ووسائل الإكراه: الجيش والشرطة وقوات الأمن”.
مردفًا: “وهكذا يمتثل الناس لأنهم لا يعرفون كيفية، أو يمتلكون وسائل، تغيير شبكات السلطة. بل هم جزء لا يتجزأ من هياكل السلطة التنظيمية، التي لا يسيطرون عليها. ويقوم الأشخاص المتواجدون في أعلى هرم السلطة بتجاوزهم وإضعافهم فلا يستطيعون تحقيق تغيير كبير”.
ورأى “خطيب” أن “هذا النمط لا ينطبق فقط على مصر، وإنما على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كلها. فالأمور لا تسير على ما يرام بالنسبة للسوريين ولا اليمنيين ولا الليبيين. والثورات في كثير من الأحيان لا تخدم تطلعات الشعب، ويبدو أنه من الصعب جدًا تحويل عجز الناس إلى طاقة جماعية لفترة طويلة”.
وختم تحليله بمقولة جورج أورويل في رائعته 1984: “لا يؤسس المرء ديكتاتورية من أجل حماية الثورة، ولكنه يقوم بالثورة من أجل إقامة الدكتاتورية”.
