شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

سعيد الحاج لـ”رصد”: انتخابات تركيا استفتاء شعبي على مستقبلها

سعيد الحاج لـ”رصد”: انتخابات تركيا استفتاء شعبي على مستقبلها
أسدل الستار مساء اليوم الأحد على المشهد الانتخابي في تركيا؛ إذ أغلقت مراكز الاقتراع في تمام الخامسة مساءً، بعد إقبال كثيف شهدت اللجان الانتخابية منذ السابعة صباحا في كل مدن وبلديات تركيا.

أسدل الستار مساء اليوم الأحد على المشهد الانتخابي في تركيا؛ إذ أغلقت مراكز الاقتراع في تمام الخامسة مساءً، بعد إقبال كثيف شهدت اللجان الانتخابية منذ السابعة صباحا في كل مدن وبلديات تركيا.

وتأتي إعادة الانتخابات البرلمانية التركية بعد فشل حزب العدالة والتنمية في الفوز بأغلبية في الجولة الأولى في يونيو الماضي، وسط تكهنات بارتفاع نسب التصويت له في الجولة الثانية وقدرته من الفوز بنسب مرتفعة عن الجولة السابقة؛ إذ يأمل الحزب في تحقيق نسبة الأغلبية لتشكيل حكومة جديدة.

وما بين إغلاق الصناديق وارتفاع بورصة وأسهم التوقعات حول النتائج، أجرت شبكة “رصد” حوارا صحفيًا عبر الهاتف مع الدكتور سعيد الحاج، الباحث المتخصص في الشأن التركي، فإلى التفاصيل في السطور التالية:

– في البداية.. ما تعليقك على المشهد الانتخابي الذي جرى اليوم في تركيا؟ وكيف ترى الإقبال وحجم المشاركة؟

** لا شك أن الانتخابات البرلمانية اليوم في تركيا لها أهميتها كونها لها دور أساسي في صناعة المستقبل التركي، فهي تعد استفتاءً على سياسات تركيا ومستقبلها القادم، لا سيما في ظل حالة الاستقطاب السياسي والتذبذب الأمني وكذلك الوضع الإقليمي.

وحول الإقبال وحجم المشاركة، أرى أن هناك كثافة كبيرة وإقبالاً واسعًا شوهد اليوم بلجان الاقتراع، وهو ما يعني إصرار الناخب التركي على المشاركة في صنع القرار، سواء من خلال موافقتها على تشكيل حزب واحد حكومة بمفرده أو أن تكون ائتلافية.

– وهل سجلت أي انتهاكات خلال عملية التزوير كشأن الانتخابات في دول أخرى مثل مصر؟

** لم تشهد أي عمليات تزوير ولم يتم تسجيل أي تجاوزات على مدار اليوم، وهو ما تتميز به تركيا خلال انتخاباتها.

– وما هو السبب في ذلك؟

** رغم أن الحياة السياسية في تركيا تعرضت لعدة اهتزازات وانتكاسات منها 4 انقلابات عسكرية، لكنها لم تتعرض لعمليات تزوير وذلك لسبيين:

أولهما: أن القادة العسكريين الذين قاموا بالانقلابات على الحكومات التي يرون أنها انتهكت مبادئ الجمهورية لا سيما مبدأ علمانية الدولة، لم يلجأوا لتزوير الانتخابات للسيطرة التامة على الحياة السياسية.

ثانيهما: أن القيادات السياسية لم تكن تواجه الانقلابات بالعنف أو باللجوء للشارع، بل عبر الصناديق مجددًا.

وهكذا أصبحت المنافسات الانتخابية محط ثقة المواطن التركي من جهة، وطريقة اعتراضه على الانقلابات ومحاولة تغييره الواقع من جهة أخرى.

– وما هي الضمانات المتوافرة الآن خلال العملية الانتخابية؟

هناك الكثير من الضمانات التي تسطِّر مشهد الانتخابات التركية، أولها أن هناك لجنة عليا للانتخابات مستقلة تتابع الانتخابات، فضلاً عن أعمال الفرز في المراكز الفرعية وإمكانية المتابعة والمراقبة من قبل منظمات المجتمع المدني، وذلك وجود درجات ومستويات لمن أراد أن يطعن في صحة نتائج الانتخابات.

– والآن مع ظهور بعض المؤشرات المبدئية بشأن نتيجة الاقتراع اليوم.. ما هي توقعاتك وأثرها على نسب حزب العدالة والتنمية؟

** استطلاعات الرأي المتداولة منحت حزب العدالة والتنمية نسب أكبر من الانتخابات الماضية، ولكن هناك الكثير من الاستطلاعات تكون غير دقيقة ولا يمكن البناء عليها حتى إعلانها بشكل رسمي؛ فالاستطلاعات ليست احترافية صعب أن نحكم أو نجزم.

ولكن نحن أما سيناريوهين: إما أن يشكلها بمفرده بفارق بسيط أو يخسرها بفارق بسيط.

وحول الدور الذي قام به حزب العدالة والتنمية خلال خلال الحملة الانتخابية، نرى أنه استطاع جذب 3 أطياف: أولهم الممتنعون الذين امتنعوا عن التصويت في جولة يونيو الماضي، أما ثانيهم الأحزاب القومية من خلال معاملته لحزب العمال الكردستاني وبدا جليًا للجميع مغازلة للحزب للقوميين، وهو ما دفع بعضهم مؤخرًا لتقديم استقالات والانضمام للحزب، وثالثهما العمل على جذب بعض أصوات المحافظين.

– وإزاء المشهد الحالي.. ما هي السيناريوهات المتوقعة في حال عدم تمكن حزب العدالة والتنمية من الفوز بالأغلبية لتشكيل حكومة؟

** لو فشل العدالة والتنمية في تشكيل حكومة بمفرده سنكون أمام معضلة كبيرة، لا بد إما أن تجتمع الأحزاب وتتفق على حكومة ائتلافية أو نعود لانتخابات ثالثة ورابعة وخامسة، وستكون معضلة.

كما أن فترة 5 شهور التي سبقت الجولة الثانية ليست كافية، ولكن في حال إذا ما رفضت الأحزاب تقديم تنازلات وتمسكوا باشتراطاتهم سيكون الموقف محرجًا لهم، في ظل ضغط مجتمعي وسياسي؛ إذ ستصل رسالة للناخب التركي إلى أن رأيه غير محترم من قبل قادة الأحزاب، وقد يدفعه للعزوف عن المشاركة في أي انتخابات مقبلة، وهو ما سيدفع الأحزاب إلى الوصول لنقطة حل وسط في الحوارات.

** أخيرًا.. لماذا يتهم أردوغان بالديكتاتورية والسلطوية رغم مساحة الحرية التي يمنحها للمعارضة؟

** إن أردوغان هو محايد وله قبضة مركزية وصاحب إنجازات، وتأتي الاتهامات الموجهة له في سياق المنافسة السياسية؛ إذ تلجأ بعض الأحزاب السياسية إلى إلقاء الإتهامات جزافًا لبعضها البعض.

وتجدر الإشارة إلى أن مراكز الاقتراع في تركيا فتحت أبوابها صباح اليوم الأحد أمام 54 مليون ناخب يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات، وهي السادسة والعشرون في تاريخ تركيا الحديث.

وتنافست في هذه الانتخابات أربعة احزاب، من بينها حزب العدالة والتنمية الحاكم، للفوز بمقاعد البرلمان التركي الذي يضم 550 مقعدًا.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023