شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الرجل الآخر: توفيق عكاشة

الرجل الآخر: توفيق عكاشة
بدا توفيق عكاشة في حديثه مع خالد صلاح على قناة النهار شخصاً آخر، يتحدث بهدوء وروية، مرتب الأفكار، واضح المنطق، يتحدث عن مجال دراسته في الإعلام و عن رأيه في الإعلام العربي وعن افتقاده لوجود مدرسه إعلامية رائدة.

بدا توفيق عكاشة في حديثه مع خالد صلاح على قناة النهار شخصاً آخر، يتحدث بهدوء وروية، مرتب الأفكار، واضح المنطق، يتحدث عن مجال دراسته في الإعلام و عن رأيه في الإعلام العربي وعن افتقاده لوجود مدرسه إعلامية رائدة. 

ثمة اختلاف واضح بين الرجل الذى ظهر مع خالد صلاح وبين مقدم البرامج الشهير على قناة الفراعين، استدعى ذلك سؤالاً من خالد صلاح حول لغته المتدنية في برنامجه، لتأتى اجابة الرجل صادمة وصادقة. 

أوضح توفيق عكاشة أن ذلك ببساطة ما طُلب منه، لم يوضح من الذى طلب ذلك ولم يسأله خالد صلاح، لكنه استمر في حديثة عن تأديته لهذا الدور بفخر واعتزاز، ولو طلب منه وقتها أن يمنحهم دمائهم لفعل على حد تعبيره.

لكن لماذا طلب ( هذا المجهول ) من عكاشة أن يلعب هذا الدور، نستطيع أن نجد الاجابة في حديثة بوضوح، كان الهدف هو التأثير على الناس، وتوجيه الرأي العام لوجهة محددة ثم اعادة بنائه على نحو جديد. 

ورغم أن الرجل أدلى في هذه الدقائق المعدودة بالكثير نجد خالد صلاح يتفادى هذه الاعترافات الحساسة ليكتفي بالتركيز على نقطة استخدامه لهذه الألفاظ غير المناسبة. 

تمثيلية عكاشة وتمثيليات أخرى:

ربما يبدو الاعتراف صادماً للبعض، وقد يبدو متوقعاً للبعض الآخر، لكن الأهم من الاعتراف ذاته هو ما يتضمنه من اشارات حول الطريقة التي فكرت بها الدولة العميقة للتعامل مع ظاهرة الرئيس المنتخب. 

يبدو واضحاً أن ثمة تقسيم ما لشرائح المجتمع المصري، يحدد هذا التقسيم طبيعة الشريحة وحدود معرفتها واللغة التي ستستخدم في خطابها، كان من الواضح أن عكاشة اختص بفئة يمكن اعتبارها ” أقل وعياً أو إدراكاً “، وهى الفئة التي يمكنها تصديق أن المرشح الرئاسي يجب أن يعرف طريقة إطعام البط ” تزغيطه”. 

لعل قليلاً من التعمق في هذا التصور يوضح لنا دور البرادعي نفسه و الذى تولى فئة ما يمكن اعتبارهم الشباب الليبرالي، وربما وائل غنيم كذلك الذى اختص بخطاب قطاع عريض ممن يمكن وصفهم بشباب التحرير … وغيرهم. 

لا توجد دلائل على أن تلك الشخصيات وغيرها لعبت أدوراها وهي على علم بذلك مثل عكاشة، لكنهم في النهاية لعبوا نفس الدور الوطني الذى لعبه عكاشة في تزييف وعى الناس والكذب عليهم، وعقب انتهاء أدوارهم وانتفاء حاجة الدولة العميقة لوجودهم فإن هذه الدولة لا تجد حرجاً في التخلص منهم بوسائل متعددة حتى لو وصلت للسجن. 

ربما يكون من السهل على شخص متعلم ومثقف على نحو ما أن يتقمص دوراً آخر لشخص أقل ثقافة وتعليماً، لكن المذهل حقاً أن يحدث العكس، ويبدو أنه حدث بالفعل، فالسيسي نفسه يؤدى دوراً هو في الحقيقة غير مؤهل له على الإطلاق. 

توفيق عكاشة / أرض الخوف

يبدو عكاشة وكأنه يريد أن يثبت كفاءته لتولى رئاسة البرلمان، ليثبت في سبيل ذلك أنه كان يؤدى دوراً وطنياً، وأنه مهذباً وليس سليط اللسان، وإن كل ذلك كان بمعرفة الدولة، في مشهد عبثي يذكرني بأحمد ذكى في أرض الخوف حين طال به الزمن في عالم تجارة المخدرات حتى نسيت الدولة حقيقته ومهمته. 

لا أدرى إن كان عكاشة وزملائه من الممثلين سينجحون في تحقيق بقية أهدافهم أم لا، لكنى على يقين أن أجهزة الأمن حين تفضح أحد عملائها، أو تسمح له بالكشف عن نفسه، فإن ذلك يعنى انتهاء الحاجة إليه، ربما كلياً أو جزئياً، فقد يتم التعاقد معه لتأدية دور جديد.

 

رابط جزء من الحلقة



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023