شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كاتب أميركي: السعودية تعلن استقلالها عن السياسة الخارجية الأميركية

كاتب أميركي: السعودية تعلن استقلالها عن السياسة الخارجية الأميركية
اعتبر الكاتب والمؤرخ الأميركي "جوزف ميكالف"، في مقال له نشرته صحيفة "هفنجتون بوست" في نسختها الأميركية، الخطوات السعودية الأخيرة وخاصة تكوين التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب، بمثابة استقلال سعودي عن السياسة الخارجية الأميركية

اعتبر الكاتب والمؤرخ الأميركي “جوزيف ميكالف”، في مقال له نشرته صحيفة “هفنجتون بوست” في نسختها الأميركية، الخطوات السعودية الأخيرة وخاصة تكوين التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب، بمثابة استقلال سعودي عن السياسة الخارجية الأميركية.

وقال الكاتب، إنه في الخامس عشر من ديسمبر، أعلن الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع السعودي، تشكيل التحالف الإسلامي المكون من 34 دولة لمواجهة الإرهاب وخاصة في مصر والعراق وأفغانستان، وذهب الأمير محمد بن سلمان إلى التصريح بأن “التحالف سينسق جهوده مع القوى الكبرى والمنظمات الدولية”.

ووفقاً لبيان صدر لاحقًا نشرته وكالة الأنباء الرسمية السعودية، فإن التحالف سيكون له مركز عمليات مشتركة مقره الرياض لتنسيق ودعم العمليات العسكرية، مضيفًا “إن هدف التحالف هو حماية الأمة الإسلامية من شر جميع الجماعات والمنظمات الإرهابية بغض النظر عن مذهبها واسمها”.

واعتبر الكاتب، أن الإعلان بمثابة خطوة في سياسة خارجية مستقلة عن الولايات المتحدة، ويؤكد على التغير الكبير في السياسة الخارجية السعودية.

وتابع الكاتب قائلًا: “في الثامن عشر من أكتوبر عام 2013، وبعد يوم واحد من فوزها بمقعد في مجلس الأمن، رفضت المملكة العضوية وتخلت عنها، وكان السبب المعلن هو فشل المجلس في التعامل مع الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد ضد السوريين السنة، وكذلك عدم جدوى المجلس في إحداث أي تقدم في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وهذه هي المرة الأولى التي يتم انتخاب السعودية فيها في مجلس الأمن، وأول مرة يرفض عضو جديد عضوية المجلس”.

وأشار الكاتب، إلى تحالف سني آخر أنشأته السعودية  قبل 17 شهرًا من تأسيس التحالف الإسلامي الأخير، والذي تكون من تركيا والإمارات ومصر والكويت، وتضمن الإعلان المبدئي باكستان، لكن حكومتها لاحقًا نأت بنفسها عن أي دور فعال وكان الهدف من هذا التحالف هو إعادة تنصيب الرئيس اليمني عبد ربه منصور بعد أن أطاح به المتمردون الحوثيون.

وأضاف الكاتب، أنه على الرغم من أن التخطيط الفعلي لعملية “عاصفة الحزم” بدأ فقط في أوائل مارس، وادعاء وزير الخارجية السعودي التشاور الوثيق مع الولايات المتحدة على مدار أشهر، إلا أن مصادر داخل البيت الأبيض تؤكد على عدم قيام السعوديين بمناقشات على مستوى رفيع مع مسؤولي الأمن القومي بالبيت الأبيض، وفي شهادته أمام البيت الأبيض كشف الجنرال “لويد أستن”، قائد المنطقة المركزية الأميركية، أن الجيش السعودي أخبره بالعملية قبل ساعة واحدة من بدئها.

ورفض الكاتب وصف تحالف مواجهة الإرهاب بأنه “ناتو عربي”؛ إذ يرجح أنه ليس هناك معاهدة رسمية بين الدول الأعضاء، ومبينًا أن السعودية أوضحت أن “المشاركة” في أي عملية للتحالف هو أمر اختياري، وفيما يبدو أنه لا يوجد ما يشبه المادة الخامسة في اتفاقية الناتو التي تنص على الدفاع المشترك.

واستطرد الكاتب: “ليس هناك توحيد للأسلحة أو المعدات بين الأعضاء، ولا تاريخ من التدريب أو التنسيق في العمليات المشتركة، ونتيجة لذلك فإن العمليات الجوية المشتركة ستكون أكثر سهولة وكفاءة من نشر قوات أرضية مشتركة، كما أن الدول التي تمتلك جيوش قوية مثل تركيا ومصر، ونيجيريا، وباكستان ستواجه حكوماتها معارضة داخلية كبيرة لنشر قوات على أراض اجنبية، قد يتطور التحالف إلى ما يشبه “الناتو” أي معاهدة دفاع مشترك لكنه الآن هو مجرد التزام بالتعاون أكثر من تحالف دفاعي ملزم”.

ومع ذلك فإن إنشاء هذا التحالف له دلالة كبيرة، فهو على الأقل يمثل تمدد لعقيدة “سلمان” التي ترتكز على الدفاع عن دول سنية على امتداد العالم الإسلامي وعدم الاقتصار فقط على دول الخليج، وإضافة دول إفريقية وإسلامية يسلط الضوء على “الشخصية السنية” للتحالف.

واستدرك الكاتب قائلًا: “تتأكد هذه النقطة في غياب أي حكومة شيعية في التحالف، وعلى الرغم من أن الهدف المعلن للتحالف هو مكافحة الإرهاب فإن دورة المحتمل كتحالف لمواجهة إيران والشيعة جلي وواضح”.

وأضاف “كما أن الإعلان عن التحالف المقترح يؤكد على السياسة الخارجية الجديدة للسعودية الأكثر حزمًا والأكثر ميلًا لاستخدام القوة العسكرية، والاستعداد السعودي للعمل بشكل مفرد، والأقل اعتمادًا على الضمانات الأمنية للولايات المتحدة، والعمل بشكل أقل تحت المظلة الأمنية للولايات المتحدة”.

ورأى الكاتب أن انخفاض أسعار البترول ربما كان أحد العوامل في تشكيل النهج الجديد للسياسة الخارجية السعودية؛ إذ وصل العجز في الميزانية إلى 21% من إجمالي الناتج المحلي، وربما يكون اتجاه السعودية الجديد في القيام بعمليات عسكرية موسعة هو انعكاس للأزمة المالية التي تمر بها وهو ما يخالف نهجها القديم القائم على دفع مبالغ مالية طائلة لحل النزاعات.

وفي النهاية، فإن التحالف الجديد يؤكد على نية المملكة لوضع نفسها كقائد للعالم السني، والأهم من ذلك ما يبدو من رغبة تركية في الوقوف بجانب السعودية في تحقيق طموحها لقيادة العالم السني ودعم المبادرات السعودية.

وختم الكاتب بقوله: “مكانة السعودية المميزة النابعة من رعايتها  للأماكن المقدسة وثروتها البترولية الضخمة أعطتها دائمًا تأثيرًا كبيرًا في العالم العربي والإسلامي، وتاريخيًا فضلت عمل ذلك في هدوء عن طريق القنوات الخلفية، في ظل حكم الملك سلمان بدت هذه القيادة أكثر وضوحًا وتأكيدًا، وفي حال الضرورة ستقوم المملكة بالخيارات العسكرية سواءً بالولايات المتحدة أو دونها؛ إذ يشكل التحالف الإسلامي إعلان السعودية الاستقلال عن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، ودليل واضح عن أنه في حال غياب قيادة الولايات المتحدة فإن الرياض مستعدة لأن تمضي وحدها”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023