التي يراها البعض ثورية، ربما أفادت النظام، الذي استطاع توظيفها على أقل تقدير!
فنظام السيسي الانقلابي قد استبق 25 يناير بتوظيف مثالي للحادث! هو يدرك أن الظرف لا يسمح بمواجهة الموجة الثورية القادمة بالقوة الخشنة كخيار أساسي، التي لم يعد مرحبا بها شعبيا، كما كان الحال قبل عامين! ومن المنتظر ان يكون من أهم وسائل النظام في مواجهة هذه الموجة تشويه الثورة بشتى الوسائل، ابتداء من وصفها بالدعشنة، وانتهاء بعمليات سلب ونهب منظمة يلصقها بالثوار! أما القوة الخشنة فمن المنتظر أن يعتمد على الشرطة أكبر من الجيش!
إعلان العقاب الثوري وولاية سيناء معا تبنيهما العملية نجاح للسيسي، لأنه يعني ضمنا أنهما أصحاب منهج فكري واحد، بدليل تبني كليهما للعملية، وهو ما دأب السيسي على التصريح به مرارا وتكرارا، من أنه لا يوجد إسلاميين معتدلين وآخرين متطرفين، مبررا المجازر التي يقوم بها..
أحد الاحتمالات بخصوص عملية الهرم أن يكون العقاب الثوري هو من قام بها فعلا، وأحد تفريعات هذا السيناريو أن يكون النظام أخرج بيان داعش خصيصا، ” أي فبركه”،ليثبت وجهة نظره تلك..
بيان الإخوان الذي شجب العملية (على اخوان سايت) أحد البيانات القليلة التي أثارت إعجابي، فقد وضع حدا فاصلا بين فكر الإخوان وفكر داعش، التي تكفر الإخوان وتتوعد حماس بالمناسبة، رغم تكرار البيان اللعب على وتر “شرفاء الجيش والشرطة”، وهم شرفاء لا أعتقدد أنهم موجودون ولم أرهم..
لكن البيان يستحق الإشادة، لأنه يمنع النظام من دعشنة الثورة، ويضع حدا فاصلا بين استخدام القوة من باب حماية المتظاهرين والدفاع عن النفس “العنف الدفاعي كما وصفته مجلة نيوزويك” إلى المبادرة بالعنف، من خلال تبني سياسة العمليات الانتحارية/الاستشهادية (سمها ما شئت)، وهو ما يفهم من بيان العقاب الثوري الذي تحدث عن سلسلة عمليات “فدائيون قادمون”، وهو التطور الذي كان يحتاج إلى بيان مماثل من قيادة الإخوان.
لا أشكك في نوايا العقاب الثوري، وفريق محمد كمال ومحمد منتصر، وقد اساءتني الأزمة فآثرت عدم الخوض فيها أو التحيز لأحد الفريقين دون علم، لكن عليهم التوقف ومراجعة ما جرى وتقييم الأمر.. لقد سقط مدنيون أبرياء في هذه العملية، وهو ما نبرأ من الله منه، بالضبط كما نبرأ إلى الله من كل المجازر التي قام بها السيسي!
لقد دفع خصوم الإخوان قيادة الإخوان إلى نوع من التحالف غير المتعمد مع السلفيين في 2011، واقترب الإخوان من السلفيين رغم أننا حذرنا من ذلك، والآن خصوم الإخوان يدفعونهم دفعا للوقوف مع داعش في خندق واحد، بتصويرهم وداعش في خندق واحد، يقومون بنفس العمليات، ويقومون بذات الممارسات، وهو خطر كبير، وجب تحذير الثوار منه.. والله الموفق والمستعان..
الثورة مستمرة .. والقوة المنضبطة التي تحمي الثوار ضرورة.. وأكثر من ذلك خطأ أو فخ أو اختراق!