دعا وزير خارجية بريطانيا، فيليب هاموند، كل الأطراف السورية لفعل كل ما يجب من أجل تسريع عملية التقدم بوقف الأعمال القتالية، مشيرًا إلى أن العملية الروسية في سوريا تصعّب أكثر جهود التسوية السلمية ومحاربة “تنظيم الدولة”.
واعتبر هاموند في تصريحات صحفية، اليوم الثلاثاء، أن فض النزاع السوري لا يتطلب سوى مكالمة هاتفية واحدة تصدر عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلًا: “هناك شخص واحد في العالم قادر على وضع حد للحرب الأهلية في سوريا، وباتصال هاتفي واحد، هذا الشخص هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
وأضاف: “رحيل بشار الأسد أو بقاؤه في منصبه يعتمد في نهاية المطاف على مدى استعداد روسيا لاستغلال نفوذها في إزاحته عن السلطة”، مضيفًا: “أن العملية الروسية في سوريا تصعّب تأمين وصول المساعدات الإنسانية، وبدء المحادثات الموجهة إلى التسوية السياسية في إطار الاتفاقية التي تم التوصل إليها خلال محادثات مجموعة دعم سوريا بميونخ”.
وأوضح أنه “من أجل تحويل هذه الاتفاقيات إلى واقع يجب إحداث تغييرات ملموسة في تصرفات النظام السوري وحلفائه، فالتصرفات الروسية تجعل من التسوية السياسية، وبالتالي القضاء على تنظيم الدولة مهمة صعبة أكثر”.
وبدأ الطيران الروسي يوم 30 سبتمبر الماضي تنفيذ ضربات في سوريا دعما لحليف موسكو، رئيس النظام السوري بشار الأسد، وتقول موسكو إن هذا التدخل يستهدف مراكز “تنظيم الدولة”، وهو أمر تنكره واشنطن وعواصم غربية وتقول إن أكثر من 90% من الأهداف التي تضربها روسيا لا يتمركز بها التنظيم، وإنما تعود للمعارضة السورية المسلحة.
وبرَّرت موسكو تدخلها العسكري بحصولها على طلب رسمي من دمشق للمساعدة في محاربة “الإرهاب”، وقرَّرت العمل بعيدًا عن التحالف الدولي، الذي تراه غير شرعي ولا يمكن أن ينجح في مهمة القضاء على “تنظيم الدولة”، لأنه لا ينسق مع “الحكومة السورية الشرعية” على الأرض.
وساق الكرملين جملة من الأسباب والدوافع لتدخله في سوريا، أهمها المحافظة على مؤسسات الدولة السورية، تجنبا لتكرار سيناريو العراق وأفغانستان أو الصومال، حيث أدى انهيار الدولة في هذه البلدان إلى حروب أهلية، وتحولها إلى بؤر إرهاب أو دول فاشلة، تمثل تهديدًا لمواطنيها وبلدان الجوار.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد أعلن قبل يومين، أن أنقرة والرياض قد تطلقان عملية برية ضد “تنظيم الدولة” في سوريا، مؤكدًا إرسال السعودية مقاتلات إلى قاعدة إنجرليك التركية، وأشار الوزير إلى أن السعودية أرسلت مختصيها إلى قاعدة إنجرليك لاستكشاف المكان، ودراسة ما يمكن فعله، لافتًا إلى أن المساعي السعودية تأتي من أجل الاستقرار في سوريا ومحاربة الإرهاب.
وفي نفس الوقت أعلن المتحدث باسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية، العميد أحمد العسيري، أن الرياض جاهزة لإرسال قوات برية إلى سوريا بمجرد اتخاذ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة قرارا بذلك، مؤكدًا على أن “قرار السعودية بالمشاركة البرية ضد “تنظيم الدولة” في سوريا نهائي، ولا رجعة عنه”.
وأشار عسيري إلى أن القوة السعودية المتواجدة في تركيا لا تضم قوات برية، بل طائرات تابعة للقوات الجوية السعودية بطواقمها لتكثيف العمل الجوي، وأكد عسيري أن تلك المشاركة لا تأتي ضمن اتفاقات ثنائية، بل ضمن عمليات التحالف.
وعند سؤاله عن مدى ارتباط تلك الخطوة بنتائج اجتماعات الأطلسي في بروكسيل قبل يومين، أكد أنها بالفعل تأتي ضمن مخرجات هذا الاجتماع، الذي خلص المشاركون فيه وهم يمثلون معظم القوى المشاركة في التحالف الدولي ضد “تنظيم الدولة”، إلى ضرورة تكثيف الضربات الجوية.