قال الكاتب الصحفي عبدالباري عطوان، إنه التقى الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل في بيروت عام 2014؛ حيث أكد هيكل أنه التقى السيسي قبل أربعة أيام من حضوره لبيروت، لأكثر من خمس ساعات، وأكد -أي السيسي- أنه لن يخلع البزة العسكرية، ولن يترشح للرئاسة، وهو ما يؤكد أن السيسي لم يكن يثق به ويطلعه على أسراره مثلما يعتقد الكثيرون.

وأضاف “عطوان”، في مقال له نشر بصحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية، والتي يتولى رئاسة تحريرها، أن هيكل لم يكن مطلقًا من المؤيدين لأي تقارب بين مصر والسعودية، وأثناء زيارة أخرى لبيروت التقى حسن نصر الله، زعيم “حزب الله” اللبناني، وحمل رسائل من القيادة المصرية إلى القيادة الإيرانية وبالعكس، بتكليف من السيد نصر الله، وحقق هذا الدور نجاحًا ملموسًا.

وتابع “عطوان” حديثه عن هيكل واصفًا إياه بأنه كان “أرستقراطيًا ليس في الصحافة فقط، وإنما في حياته الخاصة”؛ “كان يتردد على مصايف الأمراء والأثرياء في جزيرة سردينيا الإيطالية رغم ميوله الاشتراكية، وكان يحرص على أن تكون جميع لقاءته واجتماعاته في لندن في فندق كلاريدجز، أكثر فنادقها عراقة وفخامة، ولم يشاركه هذا العشق إلا العاهل الأردني الملك حسين، وربما ملوك وأمراء آخرون لا أعرفهم”.

ويستطرد عطوان: “في أحد لقاءاتنا في أحد مطاعم لندن أثناء حادثة الغبار البركاني، تناولنا أحداث المنطقة، فاجأنا جميعًا -أي هيكل- بالقول بأنه يتوقع زلزالًا كبيرًا في مصر، وأن أيام الرئيس مبارك باتت معدودة، وأكد أن المشير محمد حسين طنطاوي سيلعب دورًا كبيرًا في هذا الزلزال، تمامًا مثلما تولى الحكم عندما انهار الرئيس مبارك وهو يلقي خطابه أمام مجلس الشعب، وأكد مرة أخرى أن المؤسسة العسكرية لن تسمح مطلقًا بالتوريث، وتولي جمال مبارك الحكم، وقد صدقت كل أو معظم توقعاته”.

ويكمل عطوان: “من حرصي عليه، ولسذاجتي، كان يشعر بالملل لتأخره في العودة إلى مصر بسبب ذلك الغبار الذي عطل حركة الطيران لأكثر من أسبوع، عرضت عليه خدماتي في حجز مكان له في اليوم الأول لعودة الطيران، وبعد تمنع منه، وإصرار مني، قال لي إن أولاده سيرسلون له طائرة خاصة”.