أثار لقاء النائب توفيق عكاشة بمنزله بالمنصورة، السفير الإسرائيلي، موجة غضب عارمة داخل الأوساط السياسية والشبابية المصرية، في حين يرى آخرون أن هذا اللقاء يتسق مع سياسة مصر وتوجهاتها الجديدة.

دولة الرب

قال النائب توفيق عكاشة، إنّه التقى السفير الإسرائيلي المتخصص في علم مقارنة الأديان، أمس الأول، وتناقشا حول كتابه “دولة الرب والماسونية”، وتبادلا النكات.

وأضاف “عكاشة”، في تصريح صحفي، أنّ السفير أبلغه أنّه يفهم المصريين جيدًا ويرغب في الصداقة مع الجانب المصري، فرد عليه: لا بد أن تحل مشكلة سد النهضة وأن تسقط مديوينة التحكيم الدولي الخاصة بتصدير الغاز التي أقمتموها ضد مصر، وأن تعوضوا ما حدث في مذبحة مدرسة “بحر البقر” وتبنوا مكانها 10 مدارس، وتعويض زراعة القطن التي دمرتموها،” وتفضلوا معانا لحد ما نطلع ملابس داخلية”.

وتابع: “السفير تقبل كلامي وقال إحنا موافقين، وهنساعدكم وهبلغ بيه نتنياهو، وسآتي لزيارتك يوم الأحد وأبلغك بموقفه، فرديت عليه: لو حليتوا قصة أزمة سد النهضة هنديكم مليار متر مكعب من المياه”.

سياسة السيسي

يقول محمد عصمت سيف الدولة، المتخصص في الشأن القومي العربي: إن استقبال توفيق عكاشة للسفير الإسرائيلي ليس فعلًا غريبًا أو شاذًا عما يفعله عبدالفتاح السيسي منذ تولى مسؤولية الحكم؛ فالعلاقات المصرية الإسرائيلية في عصرها الذهبي؛ حيث انحاز السيسي لإسرائيل في عدوانها على غزة عام 2014، وأخلى الحدود الدولية من السكان ليقيم المنطقة العازلة التي كانت تطلبها إسرائيل منذ سنوات وكان مبارك يرفضها، وهدم المعابر وأغلق المعبر كما لم يفعل مبارك كنزهم الإستراتيجي.

وأضاف “السيسي يرى في إسرائيل بوابته لنيل الاعتراف والرضا والقبول الأميركي والدولي له ولنظامه، إلى الدرجة التي قامت إسرائيل واللوبي الصهيوني في أميركا بالضغط على الإدارة والكونجرس لاستئناف المساعدات العسكرية لمصر، والأمثلة كثيرة؛ آخرها ما أعلنه وفد اليهود الأميركان من أن السيسي أثنى على نتنياهو وقال عنه إنه قائد لديه قدرات جبارة تؤهله لتطوير المنطقة والعالم.

مؤيدو السيسي يروجون لإسرائيل

وتابع “سيف الدولة”: أنه في ظل هذا الرئيس وهذه العلاقات الذهبية، لم يأت عكاشة بجديد، كما أن عكاشة ليس سوى واحد من أنصار السيسي الذين يروّجون لإسرائيل ليل نهار، مثل عزمي مجاهد المتحدث باسم اتحاد الكرة الذي صرح أنهم لا يمانعون في اللعب في تل أبيب، ويوسف زيدان الذي يزور تاريخ القدس وينفي عروبتها، ويشيد بإسرائيل التي انتقمت للجنود المصريين من الإرهابيين الفلسطينيين، وأحمد موسى وعمرو أديب اللذين وجها التحيات لإسرائيل لضربها غزة، والمحامون من مخبري النظام الذين رفعوا دعاوى أمام القضاء المستعجل لتصنيف المقاومة الفلسطينية كمنظمات ارهابية… إلخ.

منصور بدأ بالتطبيع الكروي

ومن جانبه، قال الناشط الحقوقي، هيثم أبو خليل، إن هذا التصرف يتفق مع السياسة المصرية التي تتفق مع الكيان الصهيوني، وأن هناك محاولات لجعل التطبيع مع الكيان الصهيوني تطبيعًا شعبيًا.

وأضاف “أبو خليل” -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن “مرتضى منصور يبدأ بالتطبيع الكروي.. وابن المخابرات عكاشة يقابل سفير الصهاينة في بيته”، مؤكدًا أن نواب برلمان العار والدم يسيرون على خطى سيدهم السيسي.

عكاشة بوق النظام

وقالت حركة شباب “6 إبريل”: “لا نعتقد أننا رأينا أو سمعنا عن فرد (محسوب علينا مصري ومحسوب علينا إعلامي ومحسوب علينا برلماني) بلغ من الفجور الإعلان عن تطبيعه بهذا الشكل الوقح”.

وأضافت الحركة، في بيان لها، أن هذا العكش يعتبر بوقًا من أبواق النظام وأداة من أدوات أجهزته.. لم يجرؤ قبل ذلك فرد محسوب على أي نظام سابق على إتيان مثل هذا الفعل بهذه الوقاحة”.

وتابعت الحركة: أن رجال السيسي، بل السيسي نفسه، يؤكدون انحيازاتهم ويرسخون في الأذهان توجهاتهم..

واختتمت الحركة بيانها: “علموا أولادكم أن الكيان الصهيوني هو العدو.. أن فلسطين عربية.. أن العرب إخوة وإن كره الحاكمون”.

أعضاء البرلمان يرفضون الزيارة

واستنكر علاء عبدالمنعم، المتحدث الرسمي لائتلاف “دعم مصر” في مجلس النواب، لقاء توفيق عكاشة بالسفير الإسرائيلي، مؤكدًا أن هذا اللقاء لا يعبر عن مجلس النواب وأنه يمثل شخص توفيق عكاشة.

وأكد “عبدالمنعم” -في تصريح خاص لـ”رصد”- أنه أول المقاطعين له داخل البرلمان؛ بسبب موقفه المستهجن، والذي يستحق الازدراء، من كل وطني غيور على بلده وعلى قضايا أمته.

وحول رد فعل البرلمان، قال “عبدالمنعم” إنه على الرغم من رفض أعضاء البرلمان لهذا التصرف، فإن البرلمان المصري للأسف لا يستطيع أخذ إجراء قانوني مع “عكاشة” لأن هناك علاقات بين مصر وإسرائيل على مستوى الدولة، والسفارات، والموقف سيكون معنويًا فقط بانتقادنا له داخل البرلمان”.

وأضاف “بكري” أنّ ما فعله عكاشة يُعتبر خيانة للوطن لا تُغتفر، وفضيحة وعار سيلحق به أبد الآبدين، و”أريد أن أسمع رأي أهل دائرته في الدقهلية”.

وتابع: “عكاشة كنائب فقد الثقة والاعتبار، وعلى المجلس أن يكون له رأي فاصل فيما فعله، وأنا شخصيًا سأتبنى القضية وأطرحها للنقاش في الجلسة العامة يوم الأحد المقبل”.