رأى الكاتب البريطاني “ديفيد بلير”، في مقال له نشرته صحيفة “تليجراف” البريطانية، أن روسيا فشلت في فرض رؤيتها الإستراتيجية في سوريا، وبدلًا من أن يكون المحرك لبشار الأسد أصبح عرضة لتلاعب بشار الأسد.
وقال الكاتب إنه بينما يعود الطيارون الروس إلى بلدهم، ربما يتطلعون إلى استقبال الفاتحين، وقائدهم “فلاديمير بوتين” هو محور للتملق الشديد حتى من وسائل الإعلام الغربي المفترض أنها معادية له؛ فمرة أخرى يصور بوتين كالعبقري الإستراتيجي البارع في وضع أوروبا وأميركا في المواقف الصعبة.
ورأى الكاتب أن بوتين اضطر إلى نشر قواته في سوريا من أجل إنقاذ حليفه العاجز، ولم تحقق حملته أي من أهدافها المقررة، والأسوأ من أن روسيا استثمرت في إنقاذ بشار هو أن “بوتين” عرضة للتلاعب من قبل “مخادع في دمشق”.
وخلص الكاتب إلى أنه لولا التدخل الروسي في سوريا لسقط الأسد، لكن هذا التدخل ليس نتيجة النجاح بل نتيجة فشل جهوده الأولى في الحفاظ على قبضة الأسد على السلطة.
ولفت الكاتب إلى أن الهدف الذي وضعه “الكرملين” عند بداية الحرب كان الحرب ضد إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية، ومع ذلك فإن معظم الضربات الجوية تركزت على كل المجموعات المتمردة ما عدا تنظيم الدولة الإسلامية، ووفقًا لمركز “آي.اتش.جي” المتخصص في الشأن العسكري، فإن كل المناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في 2015 كانت أيضًا مناطق تعرضت للقصف من قبل الطائرات الروسية، وهو ما مكن تنظيم الدولة من التمدد، وكانت المحصلة الختامية مساعدة تنظيم الدولة.
وأشار الكاتب إلى ما يردده المدافعون عن “بوتين” بأن الهدف كان إنقاذ بشار الأسد وهو ما قد كان، لكن “بوتين” نفسه رفض بشكل مستمر أن يكون مهتمًا بإنقاذ الأسد، وعلى الرغم من تصريح “بوتين” عند بداية الحملة “نأمل أن يتفهم بشار بأنه يجب أن يكون مرنًا، ومستعدًا للتسوية”؛ إذًا فالهدف الروسي هو تسليم بشار “المرن” إلى عملية السلام القابلة للحياة، لكن كيف يحدث ذلك فحتى الآن يرفض ممثلو الأسد مقابلة ممثلي المعارضة، ولا يلقون بالًا بأن يتمتعوا بالمرونة، ومستعدون للتسوية”.
وختم الكاتب بالقول: “من وجهة نظر الديكتاتور فإن ذلك يبدو منطقيًا بشكل كامل؛ فالآن تضمن القوة العسكرية الروسية بقاء الأسد في السلطة، وبدلًا من الانضمام إلى عملية السلام التي من المحتمل أن تنتهي برحيله عن السلطة، فإنه يفضل أن يدمر المسعى برمته، بسبب تأكده من أن روسيا ستحافظ على وجوده في السبلطة مهما فعل، والآن الأسد يستغل السيد بوتين وليس العكس”.