شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

خريطة التحالفات الدولية بعد انقلاب تركيا!

خريطة التحالفات الدولية بعد انقلاب تركيا!
عودة أميركا لسياسة الانقلابات العسكرية ليس في أمريكا اللاتينية أو أفريقيا بل في تركيا، الدولة الحليفة في النيتو، دليل على إفلاس شديد

عودة أميركا لسياسة الانقلابات العسكرية ليس في أمريكا اللاتينية أو أفريقيا بل في تركيا، الدولة الحليفة في النيتو، دليل على إفلاس شديد، وجيل من القادة يتسم بالرعونة والحلول السهلة ولو على حساب المصالح الاستراتيجية على المدى البعيد!

الآن يمكننا أن نقول أن أميركا عادت لسياسة القيادة الأحادية للعالم بعيدا عن أوربا.. هي كزعيمة للعالم البروتستانتي، مع تابعتها بريطانيا، يكملان ذات الطريق الذي بدأوه منذ قرار حرب العراق منفردين، رغم معارضة فرنسا وألمانيا (الكاثوليك) وروسيا (الارثوذوكس)..بل أن الدول التي تقف في وجه المخططات الأميركية البريطانية الآن تواجه بأقصى عنف وبأقصى سرعة أيضا (عملية نيس في فرنسا، وانقلاب عسكري في تركيا)

العلاقة مع أميركا:

اهتزاز علاقة التحالف الاستراتيجي بين تركيا وأميركا سينتج عنها تراجع النفوذ الأميركي بشدة في الشرق الأوسط.. فتركيا الدولة السنية الأقوى، ولاعب أساسي في الملف السوري، وسد منيع تاريخيا أمام النفوذ الروسي الراغب في التمدد عبر المضايق التركية إلى المياه الدافئة.. وثبوت علاقة واشنطن بالانقلاب يعني خسارة أميركا في هذه الملفات جميعا.

شخص الرئيس الأميركي القادم سيكون له دور حاسم في مستقبل التحالفات في المنطقة! أميركا ترامب تعني مزيدا من التباعد مع تركيا، وتركيا أكثر ارتباطا بالبعد الإسلامي.. أما أميركا كلينتون المخضرمة سياسيا فيعني محاولات لإذابة الجليد، واتباع لسياسة عفا الله عما سلف..

سوريا:

في جميع الأحوال؛ ومن هنا وحتى الانتخابات الأميركية في نوفمبر، فإن استمرار الدعم الأميركي المعلن لأكراد سوريا قد يتبعه ردود فعل تركيا أكثر عنفا.. فيما عدا ذلك فستكون تركيا حريصة على انهاء الحرب السورية بأي ثمن ولو ببقاء بشار الأسد 6 أشهر كفترة انتقالية!

اللاجئون:

استخدام ورقة اللاجئين في وجه الغرب لن تكون مجدية! فأميركا في أقصى الغرب، وبريطانيا كانت حريصة على ألا تشترك في مثل هذه اللانقلابات الصبيانية إلا وهي خارج الاتحاد.. ألمانيا وفرنسا كانا من الدول الحريصة على تقارب (تركي روسي إسرائيلي) لإنهاء الحرب في سوريا عقب خروج بريطانيا، ولا أعتقد أنهما أيدتا الانقلاب..

العلاقة مع أوربا:

علاقة تركيا يجب أن تتوطد بفرنسا وألمانيا، وخاصة فرنسا المعارضة لانضمام تركيا للاتحاد الأوربي، وعدم ربط التقارب بين أنقرة وباريس بمسألة عضوية الاتحاد، فمستقبل تركيا في محبطها الإسلامي، ويكفي مؤقتا ان حصلت تركيا على قرار بإعفاء مواطنيها من تأشيرة دخول الاتحاد..

أما إذا تقدم اليمين المتطرف في فرنسا والنمسا وبقية دول القارة في انتخابات العالم المقبل، فذلك يعني خسارة تركيا محيطها الغربي تماما، ولن يكون أمامها إلا محيطها العربي والإسلامي ..

العلاقة مع روسيا:

سيكون على تركيا بذل مزيد من الجهد للتقارب مع روسيا، أحد الداعمين الرئيسيين للأكراد من جهة، وللضغط على واشنطن من جهة أخرى..

العلاقة مع الخليج:

ثقة تركيا في السعودية ستهتز كثيرا… أما الإمارات فيمكن أن تعتبر نفسها في مواجهة مكتومة مع تركيا وخاصة إذا ثبت تمويلها للانقلاب الفاشل.. مصر أيضا سيتم تأخير أي تحسن في العلاقات معها، وسيكون الثمن التركي المطلوب أعلى وبعد وقت ليس بالقصير!

الخلاصة:
تركيا ترقص على الحبال ومن أسفلها براكين، أو تسير في حقل ألغام يحيطها من كل جانب.. جميع الأطراف السابقين سيكونون أكثر ارتياحا لو حدث انقلاب جديد في تركيا يأتي بعسكر من عينة السيسي إلى السلطة .. على تركيا أن تعلم أن الخناق يضيق عليها!



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023