شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عسكر مصر وترسيخ الفساد والإنحلال – شريف منصور

عسكر مصر وترسيخ الفساد والإنحلال – شريف منصور
لاشك في أن الذي يقتل ويعتقل ويُعذب وينتهك الحرمات ويُصادر إرادة الشعب من السهل عليه وبكل بساطة أن يسرق ويرتكب الفواحش والمنكرات والموبقات دون رادع من دين أو ضمير أو أخلاق أو عُرف.

لاشك في أن الذي يقتل ويعتقل ويُعذب وينتهك الحرمات ويُصادر إرادة الشعب من السهل عليه وبكل بساطة أن يسرق ويرتكب الفواحش والمنكرات والموبقات دون رادع من دين أو ضمير أو أخلاق أو عُرف.

نواصل تفكيك الاساطير المؤسسة لحكم العسكر في مصر، تلك الأساطير التي حاول الإعلام المضلل طوال أكثر من 60 عاما أن يرسخها فى عقل ووجدان الشعب المصري عن بطولات العسكر الزائفة رغم أنهم هم السبب الرئيسي فى تخلف مصر وتراجعها وتقهقرها وتضييع أرضها ومقدرات شعبها كما أسلفنا فى مقالات سابقة.

يقول الرئيس “محمد نجيب” فى كتابه (كنت رئيسا لمصر) ذات صباح كنت أنا وجمال عبد الناصر نركب سيارة ونتجه إلي نادي الضباط فى الزمالك نهنئ الضباط بعيد الأضحي ,فهمس لي عبد الناصر وقال “لقد اتخذنا قرارا وأرجو أن توافقنا عليه وهو أن يأخذ كل عضو من اعضاء مجلس القيادة 10 آلاف جنيه وتأخذ أنت 14 ألف جنيه فيكون المجموع 134 ألف جنيه وقد طلبت من زكريا محيي الدين أن يحجزهم لنا من النقود الجديدة, فصرخت فيه (أسكت) وأخذت أهاجمه علي إستباحة أموال الشعب، فضحك ضحكة عجيبة وعصبية وبعد ان تمالك نفسه قال صدقني أنا كنت بامتحنك, ويواصل محمد نجيب ويقول ذات مرة ذهبت لزيارة احد أعضاء مجلس القيادة فى منزله فوجدت عنده فنانا يصنع له تمثالا يكلفه 200 ألف جنيه وكنت أعرف أن حالته المالية لاتسمح بذلك, وفى مرة عرفت ان ضابطا خسر علي مائدة القمار مئات الجنيهات فى ليلة واحدة، كانوا لايرون أمامهم إلا الحكم والنفوذ والسيطرة واللعب باقدار البلد ومصائر أهلها.

يقول محمد نجيب أيضا فى كتابه (كنت رئيسا لمصر) , كان ضباط المدفعية قد بداوا فى رصد إنحرافات ضباط القيادة فقد ترك أحدهم شقته وإستولي علي احد قصور الأمراء بدون وجه حق حتي يكون قريبا من إحدي الأميرات وكان لايتورع أن يهجم علي قصرها بعد منتصف الليل وكثيرا ماطلبتني الأميرة لإنقاذها من ذلك الضابط الذي تصور أنه ملك جديد!! وعندما حاولت أن أُثنيه كان يقول إننا نسترد جزء مما دفعناه لسنوات طويلة “مهزلة” بحسب وصف محمد نجيب.

يقول اللواء جمال حماد في شهادته علي العصر ,عندما كنت مسؤولا عن القيادة المشتركة أثناء الوحدة مع سوريا كان بعض ضباط القيادة يأتون إلي سوريا ويُغادرون بسرعة وإكتشفت بعد ذلك أنهم يقومون بالإتجار في المخدرات عبر لبنان تحت سمع وبصر جمال عبد الناصر ومن معه ,بل الأدهي أنه تمت ترقيتهم بعد ذلك بدلا من محاكمتهم ومنهم من أصبح سفيرا وآخر ملحقا عسكريا.

ننتقل إلي كتاب إعتماد خورشيد “إنحرافات صلاح نصر” الذي لخص جانبا من الإنحلال والفساد الاخلاقي لصلاح نصر رئيس جهاز المخابرات العامة والمشير عبد الحكيم عامر وزير الدفاع وغيرهم من ضباط القيادة ,تتحدث إعتماد خورشيد في كتابها عما فعله معها صلاح نصر عندما أجبر زوجها علي تطليقها وإغتصبها ,وتحدثت أيضا عن كيفية تجنيد الفنانات عن طريق تصويرهن في أوضاع مخلة وعن دور صفوت الشريف “القواد الكبير” في هذه الاعمال القذرة وكان إسمه الحركي(الرائد موافي).

وكانت الراقصات تدخل إلي معسكرات الجيش قبيل نكبة 5 يونيو 1967 فكانت الهزيمة المذلة علي أيدي الصهاينة والتي إحتُلت علي إثرها أربع بلدان عربية في ساعات معدودة، وعلي نفس النهج سار عسكر مصر قبل وبعد الإنقلاب العسكري المشؤوم في 3 يوليو 2013 علي الرئيس المنتخب محمد مرسي حيث إستخدم العسكر الفنانات والراقصات فى التمهيد لهذا الإنقلاب من خلال إعلامهم المضلل ورأينا مرة أخري الراقصات والفنانات داخل معسكرات الجيش يلتقطن الصور مع الضباط والجنود بجوار الآليات العسكرية في ميوعة وانحطاط..وكلنا يتذكر العميد أحمد محمد علي المتحدث العسكري السابق الذي كان يُطلق عليه “جاذب الستات” بصوره المثيرة مع الفنانات والراقصات بل إن كبار قادة العسكر نُظمت لهم الحفلات الكبيرة والتي أحيتها الراقصات والفنانات ,وكيف تحولت دور القوات المسلحة إلي متعهد لإقامة الحفلات والسهرات والليالي الملاح لصافيناز وسعد الصغير وغيرهم ونشرإعلانات الحفلات في الجرائد والفضائيات بلا إستحياء.

بعد الإنقلاب العسكري أغرقت دول الخليج الداعمة للإنقلاب العسكر بمليارات الدولارات(الرز) والتي تجاوزت ال40 مليار دولار وفق أقل التقديرات ولاأحد يعلم أين ذهبت هذه الأموال الطائلة التي لم تدخل خزينة الدولة ولم يستفد منها الشعب المسكين شيئا ولم تعود عليه بأي نفع بل نهبها العسكر كعادتهم ,وبعد الإنقلاب العسكري أخرج العسكر كل فاسدي نظام حسني مبارك من السجون وملأوا السجون بكل الشرفاء من أبناء ثورة يناير المجيدة من سياسيين وعلماء واساتذة جامعات وشباب نابغ وطلاب متفوقين يمثلون الامل الباقي لهذا الشعب المسكين، إن العسكر هم من رسخوا للفساد والإنحلال وهم من نهبوا هذا الشعب ودمروا مقدراته وأحالوا حياته ذلا وجحيما ودمروا كل أمل مشرق لنهضة الشعب وحريته وكرامته ليظلوا هم الأسياد ولكن مهما طال الليل لابد من بزوغ الفجر.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023