قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، لا يمكن إيجاد حل سياسي بدون وقف لإطلاق النار في سوريا، مشددًا على أن “بشار الأسد ليست لديه الشرعية عندنا”.
وأضاف جونسون، خلال مؤتمر صحفي عقده بنيويورك، اليوم الخميس، معلقًا على أحداث قصف مدينة حلب السورية، أمس الأربعاء: “لا حل لهذه الحرب إلا إذا كان هناك حل سلمي، ولا حل سياسي بدون وقف لإطلاق النار”، وتابع: “هذه ليست حربًا أهلية، بل حرب يشارك فيها أطراف مختلفة داعمة، والتي يجب أن تتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وفريق الدعم سيجتمع وسنحاول فعل ذلك”.
وأكد وزير الخارجية البريطاني أن “الأسد ليس لديه شرعية عندنا كما في سوريا، خصوصًا بعدما فعله لبلده وشعبه.. هناك الملايين الذين هجروا ومئات الآلاف قتلوا”، وقال: “نتوقع مستقبلاً ممكنًا بدون نظام الأسد، وهذا على الأقل رسميًا، هو أمر متفق عليه ممن شاركوا في اجتماع مجلس الأمن، الجميع وافق على قرار 2254 والذي يقضي بإبعاد الأسد عن الوضع الانتقالي”.
هجوم مستمر
لم يكن الهجوم البريطاني على بشار الأسد بجديد، ففي 20 يوليو 2016م، وصف وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الوضع الحالي في سوريا، بأنه “مروع”، وجدد موقف بلاده بضرروة تنحي بشار الأسد عن السلطة قائلًا، إن جميع القوى الغربية متفقة على ذلك.
وقال جونسون، أحد أبرز المروجين لحملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والذي تقلد المنصب ضمن حكومة رئيسة الوزراء الجديدة تيريزا ماي، إن سوريا بأكملها تواجه كارثة إنسانية، مطالبًا روسيا باستخدام نفوذها على الأسد لإنهاء القتال.
ودعا جونسون روسيا إلى استخدام “قدرتها الفريدة” لوقف الصراع السوري عبر إقناع الرئيس بشار الأسد بوضع حد للقتال، الذي دمر البلاد على مدى 5 سنوات، وقال جونسون في مؤتمر صحفي مع نظيره الأميركي جون كيري، إن روسيا على وجه الخصوص تملك قدرة فريدة على إقناع نظام الأسد بإنهاء المذبحة والعودة إلى طاولة المفاوضات، واصفا الوضع الحالي في سوريا بأنه مروع، مشيرًا إلى أن البلاد تواجه “كارثة إنسانية رهيبة”.
مغادرة الأسد في مصلحة الجميع
في 20 يناير 2016، قال إدوين سموال المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن رحيل بشار الأسد سيخدم الجميع بمن فيهم روسيا، وأكد أن مضي القوات الجوية الروسية في استهداف مناطق المعارضة السورية لا يساعد الحل السياسي في سوريا؛ لأن هذه الضربات تزيد من قوة النظام و”تنظيم الدولة” على حد سواء.
وأفاد سموال في بيان بأنه “ليس في مصلحة أحد، حتى روسيا نفسها، أن يبقى ديكتاتور مفلس أخلاقيًا في الحكم بسوريا، وسالت دماء شعبه على يديه، لذلك في مصلحة الجميع، خاصة السوريين، أن يغادر الأسد الحكم بهدوء”.
وأشار تقرير وزّعه مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية ومقره دبي إلى أن أكثر من 70% من الضربات الجوية الروسية لا تستهدف مناطق “تنظيم الدولة”.
ونقل التقرير عن منظمة الخوذات البيض التطوعية، أنه حتى نهاية العام الماضي قتل 1208 مدنيين على الأقل، وأصيب 5789 شخصًا بينهم أكثر من 1000 طفل جراء الغارات الروسية، موضحًا أن الغارات الجوية الروسية والسورية استهدفت البنية التحتية مثل المدارس، كما استهدفت روسيا “الجبهة الجنوبية” رغم اعترافها بعدم وجود “متطرفين” فيها.
بدوره، واستمر النظام السوري في إسقاط البراميل المتفجرة وأسقط أكثرمن 3000 برميل على المناطق التابعة للمعارضة منذ انطلاق الضربات الجوية الروسية في سوريا.