كشف تقرير نشره موقع “سي ان أن” ان الآيات القرآنية التي تلاها الأمام المسلم في مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان من المفترض أن يقدم بدلًا منها خطابًا إسلاميًا.
وذكر التقرير، أن الآيتين اللتين تلاهما الخطيب، يتضمنان رسائل سياسية واضحة للرئيس الجديد وإدارته.
ويلفت التقرير الذي ترجمه “عربي 21″، إلى أن المسؤولين في العاصمة، بما في ذلك عائلة ترامب ونائب الرئيس مايكل بنس، فوجئوا عند قراءة الامام للآيتين بداية باللغة العربية، وبعد ذلك قدم ترجمة إنجليزية، مشيرا إلى أن الآية الأولى التي قرأها الإمام كانت من سورة الحجرات، حيث يقول الله تعالى:” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”، أما الآية الثانية فكانت من سورة الروم..يقول الله تعالى فيها:” وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ”.
الإمام المشارك في التنصيب
الإمام هو محمد ماجد، المدير التنفيذي لجمعية مسلمي منطقة دالاس، هو شخصية معروفة في واشنطن، شارك في حفل التنصيب الخاصة بالرئيس الـ 45 للولايات المتحدة الاميركية، وكان من بين 26 من رجال الدين من مجموعة متنوعة من الأديان للمشاركة في هذا الحدث.
اجتمع ماجد من قبل مع الرئيس السابق باراك أوباما لمناقشة الأبوة، واستضاف أعضاء من إدارة أوباما في مجمع كبير من المراكز الإسلامية في شمال ولاية فرجينيا،
أشار التقرير إلى منح مكتب التحقيقات الفيدرالي، جمعية مسلمي منطقة دالاس جائزة القيادة المجتمعية في تعزيز الروابط بين المسلمين المحليين والجهة المنفذة للقانون.
انتقاات للمشاركة الإسلامية
تعرض ماجد لانتقادات شديدة بسبب موافقته على المشاركة في تقاليد حفل التنصيب الخاصة بالرئيس الجديد في كاتدرائية واشنطن الوطنية.
وبحسب التقرير،فإن اختيار الإمام لآيتين من القرآن الكريم، كان لهما رسائل سياسية واضحة، خاصة في وقت الصراع العرقي والديني، عند كثير من المسلمين الأمريكيين الذين يشعرون بالتهميش وعدم الثقة.
وتابع التقرير، إن مدير مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في لوس أنجلوس حسام عيلوش، قال إن مشاركة ماجد في حفل التنصيب “يقوض النشاطات الشجاعة للعمل على التغيير السياسي والاجتماعي من الكثير من المسلمين وحلفائهم”، الذين اعترضوا على خطاب ترامب ومقترحاته.
موافقة كنسية
ووفقًا لما قاله المتحدث باسم “ماجد” فإن تلاوة الآيات جاءت بعد موافقة الكاتدرائية الوطنية في واشنطن.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية مسلمي منطقة دالاس رضوان جاكا: “بعد الانتخابات، عندما قيل الكثير من الأشياء حول المسلمين، كانت هناك تساؤلات حول انتماء المسلمين، وكان الهدف من هذه الآيات نقل رسالة مفادها أننا يجب أن نكون متوحدين ونحترم التنوع، هكذا خلقنا الله”.
الانتقادات تلاحق الكانئس
وأشار التقرير إلى تعرض الكاتدرائية لنفس الانتقادات التي واجهها ماجد، بسبب دعوات العنصرية التي اطلقها ترامب خلال حملته ضد المسلمين والمكسيكيين والنساء.
واختار عميد الكاتدرائية القس راندولف مارشال هولليريث، كلمة في الصلاة، تتحدث عن الانقسام السياسي في البلاد، سائلا الرب أن “يحطم الجدران التي تفصل بيننا”، و”يسلب الغطرسة والكراهية التي تصيب قلوبنا “.
تصريحات ترامب ضد المسلمين
واستدرك التقرير بان الانتقادات التي وجهت لـ “ماجد” أتت من المسلمين الأميركيين، الذين اتهموا ترامب بتأجيج الشك حول دينهم، بالقول إن “الإسلام يكرهنا”، واقترح تسجيل بيانات المسلمين لمراقبتهم، وتعهد بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، “حيث يقول فريق ترامب إنه يمكن التعديل على هذه الخطة وخضوعها إلى (التدقيق الشديد)”، وكان مستشار الأمن الوطني الجديد، والرئيس المتقاعد الجنرال مايكل فلين، وصف الإسلام بأنه “سرطان”.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن ماجد رد على ذلك، بالقول إن دور رجال الدين يقتضي “مشاركة الجميع في فهم الحق والتعريف بقيم الإسلام، بما في ذلك من هم في السلطة”.