شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ميدل إيست أي: مواجهة “طائفية إيران” على أسس وطنية وإسلامية شاملة

ميدل إيست أي: مواجهة “طائفية إيران” على أسس وطنية وإسلامية شاملة
يُنكر الإيرانيون وأصدقاؤهم العرب أن المليشيات التابعة لهما في سوريا "طائفية"، مؤكدين أن إيران تقف إلى جانب النظام السوري؛ لأنه جزء من مقاومة "إسرائيل"، وأنه في حالة سقوط النظام السوري ستقع المنطقة كلها تحت سيطرة الإسرائيليين

يُنكر الإيرانيون وأصدقاؤهم العرب أن المليشيات التابعة لهما في سوريا “طائفية”، مؤكدين أن إيران تقف إلى جانب النظام السوري؛ لأنه جزء من مقاومة “إسرائيل، وأنه في حالة سقوط النظام السوري ستقع المنطقة كلها تحت سيطرة الإسرائيليين والأميركيين، بحسب تقرير نشره موقع “ميدل إيست أي” البريطاني.

والآن، وبعد ست سنوات من إراقة دماء شعب سوريا، من الصادم أن هذه البدعة السياسية لا تزال مستخدمة في الخطاب الرسمي لطهران وحلفائها.

ويصل الأمر بالشيعة المؤيدين للرئيس السوري بشار الأسد إلى أن يؤمنوا بأنه وحده من يضعون ثقتهم فيه، أما الشعب السوري الذي عانى الأمّرين فإنه لا يمكنه الوثوق به لإنقاذ بلاده، بحسب الموقع البريطاني نفسه.

ولكن هذا الاعتقاد ظالم ويمحو الحقائق التاريخية الثابتة؛ فإيران منذ القدم تسعى إلى التوسع والسيطرة وفرض نفوذها في المنطقة، وهذا هو سبب دعمها لكل ما يمكن أن يؤدي إلى حروب وتوترات في المنطقة؛ مما يفتح ثغرات أمام طهران للدخول.

من أفغانستان إلى العراق

يعود التوسع الإقليمي الإيراني إلى عام 2001، عندما رحبت بالغزو الأميركي لأفغانستان، ثم تشجعيها لحلفائها السياسيين الشيعة في العراق للتعاون مع الغزو الأميركي للعراق 2003.

في السنوات التالية، ظهرت القوات العراقية الشيعية باعتبارها الحليف الرئيس للاحتلال وأداة لإعادة بناء الدولة العراقية، وشهدت تلك الفترة وقوع اشتباكات نادرة بين الجانبين عندما يرى قادة الفكر الشيعي، في مناسبات قليلة، أن الأميركيين كانوا ينقضون وعودهم أو يعيدون النظر في سياسة تسليم العراق لهم.

في السنوات اللاحقة، وبعد نقل السلطة إلى العراقيين، بذلت إيران قصارى جهدها لتمكين الطبقة السياسية الشيعية في العراق وتمكينها من السيطرة على السلطة والموارد.

أما فيما يتعلق بسوريا، فبعد العراق اتسع الطموح الإيراني؛ ومن ثم اتجهت إيران إلى الدعم الكامل لبشار الأسد منذ بداية الاحتجاجات ضده في عام 2011.

وكان أي حل يُعرض على النظام السوري لوقف الصراع في سوريا ويبدي موافقة مبدئية عليه يعود إلى رفضه بعد التشاور مع إيران وحليفها اللبناني حزب الله.

إهمال التطلعات المحلية

كان الموقف الإيراني في اليمن لا يقل طائقية مما كان عليه في العراق وسوريا؛ فعلى الرغم من أن الثورة اليمنية من 2011-12 وسقوط الرئيس علي عبدالله صالح كانت فرصة غير مسبوقة لحركة الحوثي لإنهاء عقود من الصراع والانضمام إلى المجتمع السياسي اليمني؛ إلا أنهم سعوا إلى السيطرة على البلاد كلها، مدعومين من إيران بالطبع.

ولعبت إيران دور القوى المعادية للثورة في العراق وسوريا واليمن من دون أي قلق أو مراعاة لتطلعات شعوبها وتضحياتهم.

ولكن على العكس في البحرين، وقفت إيران داعمة لاحتجاجات الأغلبية الشيعية في البحرين؛ وكل ما سبق لا يثبت إلا شيئًا واحدًا: “إيران طائفية منذ الأزل، وتسعى إلى نشر بذور الطائفية في المنطقة كلها”.

ليس هناك شك في أن معارضة هذا المشروع الطائفي على أسس طائفية، وطريقة تنظيم القاعدة وداعش، لم يؤديا إلا إلى تفاقم هذه الانقسامات؛ ولذلك يجب التصدي إلى هذا المشروع الطائفي على أسس وطنية وإسلامية شاملة.

إلا أن هذه المواجهة قد لا تحقق أهدافها إذا أخطأنا في قراءة الطبيعة الحقيقية للإطار المرجعي للسياسات التوسعية الإيرانية.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023