شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

لماذا قطر.. الأسباب والأهداف والاحتمالات

لماذا قطر.. الأسباب والأهداف والاحتمالات
هناك فريقان في الغرب الآن، الفريق السريع (ويقوده ترامب) والفريق القديم (كان يقوده أوباما، وتقوده الآن ألمانيا وكندا وربما فرنسا بعد انتخاب ماكرون)، وكلا الفريقان يختلفان حول ما هو الأفضل لأميركا والغرب وإسرائيل.

“سامح أعداءك.. لكن إياك أن تنسى أسماءهم!” (الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي)
“Forgive your enemies, but never forget their names.” 

***

 كثيرون ربطوا بين زيارة ترامب للمنطقة والأزمة بين دول الخليج، فما السبب الحقيقي لهذا، وما الهدف من وراء ذلك؟ وإلى أين تتجه الأمور؟

 تذكير:
هناك فريقان في الغرب الآن، الفريق السريع (ويقوده ترامب) والفريق القديم (كان يقوده أوباما، وتقوده الآن ألمانيا وكندا وربما فرنسا بعد انتخاب ماكرون)، وكلا الفريقان يختلفان حول ما هو الأفضل لأميركا والغرب وإسرائيل.

أ‌- الغرب السريع FAST يؤمن بعدة أمور منها 
1- ينتمي سياسيا لمعسكر أقصى اليمين Far right
2- يؤمن بنظام الفصل العنصري Apartheid
3- يدعم الاستيطان في الضفة الغربية والقدس  Settlement

ب‌- الغرب القديم Past يؤمن بعدة أمور
1- ينتمي للمدرسة السياسية التقليدية للغرب التي تقوم على التوازنات والتدرج Political
2- يؤمن بالتحالفات ally
3- يدعم قيام دولة فلسكينية تخدم إسرائيل state 

 ***

1- الأسباب

مجيء ترامب للسلطة لم يكن حدثا عاديا؛ فهو شخص من خارج المؤسسات الحاكمة الأميركية، ولم يتبوأ منصبا سياسيا قط (لم يكن سيناتور أو مديرا للمخابرات أو حاكم ولاية …إلخ)

ومجيء ترامب للسلطة مثل انقلابا على السياسة التقليدية لأميركا والغرب، بشكل أحدث انقساما في المعسكر الغربي نفسه، وهو انقسام حاولنا رصده في عدة مقالات سابقة، وسنعيد ذكره بإيجاز الآن لفهم حقيقة الأزمة في الخليج.

وفي خضم الحملة الانتخابية في أميركا، ومع إعلان ترامب عزمه نقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس حال انتخابه، أدرك فريق الغرب القديم خطورة هذه الخطوة، وأنها – مع استمرار الاستيطان في الضفة والقدس- إنهاء عملي لحل الدولتين.

حاول فريق الغرب القديم منع ذلك اعتقادا منهم أن ذلك ليس في صالح الغرب وليس في صالح إسرائيل نفسها وأن أكثر ما تستطيع إسرائيل عله هو أن تعيش جنبا إلى جنب مع دولة فلسطينية تخدم إسرائيل وتعتمد عليها ويحاربان معا “الإرهاب”.

وقد ترجم ذلك الرفض في عدة خطوات اتخذها أوباما في آخر عهده:

1- مؤتمر باريس للسلام الذي أكد مجددا على حل الدولتين، والذي صرح فيه وزير  الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت أن عدم إقامة دولة فلسطينية سيكون أكبر هدية للمتطرفين (المقاومين).

2- امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على قرار تاريخي من مجلس الأمن يدين الاستيطان في الضفة الغربية.

3- قرار من اليونسكو باعتبار القدس مدينة فلسطينية خالصة لا سيادة لإسرائيل عليها، ورفض الاستيطان في الضفة والقدس، ثم إعادة التأكيد على هذا القرار في اليوم التالي لإعلان وثيقة حماس

في مقابل هذا الفريق فإن فريق الغرب السريع قد بدأ يتبنى حل الدولة الواحدة، وهو أن تبتلع إسرائيل كل فلسطين، وأن يهجر الفلسطينيين إلى دولة مؤقتة في غزة وسيناء (صفقة القرن)، وهذا ما عرضه السيسي على ترامب وناقشه نتنياهو في البيت الأبيض كما صرح الوزير الصهيوني أيوب قرا. 

لكن مشكلة المشاكل التي تعيق هذا المخطط وتقف أمامه هي المقاومة الفلسطينية المسلحة، وعلى رأسها حركة حماس، التي تتلقى دعما من تركيا وقطر. وحيث أنه من الضروري التخلص من حماس، فكان لابد من تجفيف منابع الدعم الذي تتلقاه. أما تركيا فحاولوا الانقلاب عليها، فلما فشل الانقلاب كان أول قرار عسكري اتخذه ترامب هو تسليح الأكراد بالسلاح الثقيل، وهو ما بدأ فعلا منذ أيام. وأما قطر فقد صدق ما توقعناه، وطلب الجبير منها صراحة إعلان حماس و الإخوان جماعتين إرهابيتين وإلا…

***

2- الأهداف:
 الهدف من الحملة على قطر واضح إذن، ليس داعش ولا القاعدة أو حتى إيران، وإنما هي الإخوان وحماس.

وحيث أن ترامب فشل في إعلان الإخوان جماعة إرهابية في بلاده (لأسباب كثيرة) فقد طالب من دول المنطقة في زيارته المشؤومة الأخيرة أن يتعاملوا هم معها كإرهابية، فأشار الجميع إلى قطر التي ترفض ذلك كما غرد على تويتر بنفسه!

قال ترامب في قلب بلاد الحرمين أن حماس “إرهابية” فلم يعترض أحد، وطالب دول المنطقة أن تخوض حروبها بنفسها، فكانت تلك كلمة السر للتحرك ضد قطر تمهيدا للتحرك ضد حماس. وأنشأوا مركز “اعتدال” لمكافحة الإرهاب، والاعتدال عندهم كما قال رئيس مركز الدراسات السياسية السعودي للقناة الثانية الإسرائيلية (لأول مرة في التاريخ) – بأنه قد آن الأوان لقيام شرق أوسط جديد يسود فيه التسامح والسلام والتعايش ونبذ الكراهية والعنف والتشدد، بلا مكان للمتطرفين (حماس والإخوان). وهذا قطعا يبدأ أولا بتحييد قطر وإلهاء تركيا.

وإذا كان هذا ما يريده ترامب (إسرئيل الكبرى) فلقد اجتمع لذلك خمسة من العملاء العرب، المستعدين لفعل أي شيء لوصولهم للحكم أواستمرارهم فيه! السيسي (صاحب الفكرة) وعبد الله الأردن، وبن زايد في الإمارات، ودحلان-عباس، ومحمد بن سلمان، الراغب في تخطي ولي العهد عدو الإمارات محمد بن نايف وخلافة أبيه. (برجاء الرجوع لمقال ديفيد هيرست الهام: انقلاب في بيت آل سعود.

 ***

3- الاحتمالات:
 هناك ثلاثة احتمالات رئيسية للأزمة الخليجية بين قطر وحلفاء ترامب:

أ‌- أن يتم تسوية الأمر على غرار ما حدث في أزمة سحب السفراء في 2014، وإن حدث ذلك دون تحقيق الهدف الرئيسي من الحملة (إعلان حماس إرهابية وتغيير سياسة الجزيرة) فسيكون ذلك انتصارا عظيما لقطر بلاشك، حتى وإن تم ترحيل بعض القيادات على غرار ما حدث في 2014.

ب‌- أن تستمر الأزمة لفترة وأن يبقى كل طرف على مواقفه، وهذا يعني فشل الحملة على قطر لأنها بساطة لم تحقق أهدافها في وقف دعم حماس والإخوان، وبالتالي فإن أي حملة عسكرية على حماس غالبا ستفشل بإذن الله. (هل أدركنا الآن لم اخترات حماس قائد لها من القسام؟) (سنين_ضوئية)

ت‌- أن تنجح الحملة على قطر، إما بحدوث انقلاب فيها، (وهو ما بدأ يروج له إعلام فريق المقاطعة) أو أن تثمر سياسة العصا والجزرة، وهذا سبب احتمال يضعف مع الوقت.

*** 

الخلاصة:
 يمكن تلخيص موقف المؤسسات الأميركية الرافضة لقرار المقاطعة بأن من يؤيد ترامب ايد القرار، ومن يعارض ترامب في داخل أميركا نفسها عارض القرار. وقد كان القرار التركي القطري بإنشاء قاعدة عسكرية تركية في الخليج جرس إنذار دق بقوة في البنتاجون وجعله يمارس ضغوطا على ترامب جعلته ينتقل من اتهام قطر ضمنا بتويل الإرهاب إلى الاتصال بأمير قطر ودعوته للقائه في البيت الأبيض!

نفس الأمر ينطبق على أوروبا؛ فالدول التي تعارض ترامب (ألمانيا وفرنسا) عارضتا القرار، والدول التي تسير في ركابه أيدت القرار.

ستمر هذه الأزمة غالبا، وستخرج قطر منها غالبا، وعليها أن تستمر في سيستها المنفتحة على المبادرات والوساطات، مع التمسك برفض الوصاية وانتهاك السيادة، لأن عودة العلاقات معها دون أن تغيير السياست -كثيرا- يعد انتصار لها، وهزيمة لخصومها.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023