شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ميدل إيست مونيتور: لماذا لن تصنف أميركا الحرس الثوري جماعة إرهابية؟

قالت صحيفة «ميدل إيست مونيتور» إن سفينة بحرية أميركية أطلقت النيران الثلاثاء الماضي على مركب دورية إيرانية يُعتقد أنها تابعة للحرس الثوري الإيراني، موضحة أن سفن الدولتين كانت بينها توترات؛ ولكنها يمكن أن تصبح عادة في حالة زيادة واشنطن ضغطها على طهران بشكل عام وعلى الحرس الثوري بشكل خاص.

تضيف الصحيفة في تقريرها أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان واضحًا منذ قدومه إلى البيت الأبيض في رغبته بإنهاء الاتفاقية النووية مع طهران، واصفًا إياها بأسوأ صفقة. وفي 17 يوليو، أكّد ترامب على مضض أن إيران امتثلت لشروط الاتفاقية النووية المعروفة باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة».

ويوضح التقرير أنه بعد يوم من هذا القرار فرض الرئيس الأميركي عقوبات جديدة ضد طهران بسبب برنامج الصواريخ الباليستية، مستهدفًا 18 كيانًا وفردًا؛ بسبب التورط فيما وصفه بـ«أنشطة إيران الخبيثة في الشرق الأوسط»، تتضمن هذه العقوبات داعمين للحرس الثوري.

أسّس الحرس الثوري في 1979 في أعقاب الثورة الإيرانية. وبجانب عملها العسكري، تعتبر كذلك إحدى أقوى المؤسسات الاقتصادية؛ لكن أدت الجهود المستمرة لواشنطن إلى وضع مزيد من الضغط على الحرس الثوري، إضافة إلى اقتراحات تصنيفها «جماعة إرهابية»، وزيادة العداء بين الطرفين إلى مستوى جديد في عهد ما بعد خطة العمل، وفق ما قاله التقرير.

ويضيف التقرير أنه في اليوم الذي أكد فيه ترامب على امتثال طهران للصفقة النووية، هدّد رئيس الأركان الإيراني محمد باقيري بأن ضم الحرس الثوري الإيراني إلى قائمة الإرهاب يمكن أن يشكّل خطرًا على أميركا وقواعدها وقواتها العسكرية في المنطقة،

وفي رد فعل مماثل بعد إعلان ترامب العقوبات، حذّر قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري أنه في حالة الاستمرار في الرغبة في تصنيف الحرس الثوري جماعة إرهابية يجب على أميركا تفكيك قواعدها على بعد ألف كيلومتر من أراضي طهران.

يضيف التقرير أن تفاصيل هجوم يوم الثلاثاء لا تزال غامضة، ولكن التهديد بين مسؤولي الجانبين ليس أمرًا جديدًا. رغم ذلك، توضّح الأزمة أنّ طهران يمكنها تنفيذ اختيارات لتعريض المصالح الأميركية في الشرق الأوسط إلى خطر.

يوضح التقرير أنه رغم أن القوات الأميركية المتمركزة في الشرق الأوسط تقع في متناول الصواريخ الإيرانية، فمن غير المحتمل استخدام الحرس الثوري له للرد على العقوبات الأميركية؛ لأنّ العقيدة العسكرية لطهران ترتكز على الدفاع وليست على الهجوم المباشر.

يرى التقرير أن الحرس الثوري يمكنه استهداف القوات الأميركية من دون الاشتباك المباشر، عبر نشر شبكات الوكالة التي كونتها طهران في الشرق الأوسط منذ الثمانينيات. وفي غياب الحلفاء الموثوق فيهم، تمثّل هذه الشبكات جزءًا لاستراتيجية الردع الأميركية.

يملك الحرس الثوري الإيراني علاقات قوية مع حزب الله اللبناني، واعتمدت عليها طهران في مواجهة «إسرائيل»، وكذلك استخدمت مقاتليها للقيام بهجمات رفيعة المستوى؛ إذ توقّع البعض أن الهجوم الانتحاري على منتجع سياحي في بلغاريا عام 2012 الذي أدى إلى مقتل خمسة إسرائيليين جاء للرد على اغتيال علماء نوويين إيرانيين اعتبرت إيران أن «إسرائيل» هي من نظمتها.

رأى خبراء أنّ الحرس الثوري يمكنه كذلك استغلال نقاط ضعف أميركا في العراق وأفغانستان؛ لامتلاك طهران جماعات شيعية في العراق مثل الحشد الشيعي الذي تصل قواته إلى قرابة 60 ألف مقاتل.

يمكن لطهران كذلك زيادة الضغط على القوات الأميركية في أفغانستان عبر زيادة الدعم لحركة طالبان. مع تزايد التوترات بين أميركا من جهة وروسيا وإيران من جهة أخرى، زادت طهران من دعمها لأعضاء حركة طالبان.

مع زيادة تورّط أميركا في الحرب الأهلية السورية تحت حكم الرئيس الأميركي الحالي، يمكن لطهران أيضًا اتّباع نهج مماثل في سوريا؛ فالقوات التي تدعمها أميركا في قتالها ضد تنظيم الدولة في شمال شرق وشرق الدولة ستكون معرضة إلى الخطر.

يرى التقرير أن تصنيف واشنطن للحرس الثوري الإيراني «جماعة إرهابية» من غير المحتمل أن يقيّده؛ بل على العكس يمكن لذلك أن يتسبب في تشجيع الجماعة للتصرف بأكثر عدائية، وهو ما سيمثل زعزعة أكبر لاستقرار المنطقة.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023