قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إنه يبدو أن التوقعات بتجربة كوريا الشمالية صواريخها الباليستية كانت صحيحة؛ فالمتابعون للوضع بدؤوا في مراقبة الطقس لأنها تفضّل تجربة الصواريخ في طقس جيد.
توضح الصحيفة في تحليلها أن التفاصيل الخاصة بتجربة الصواريخ لا زالت تتضح، لكن التجربة في حد ذاتها لم تسبب صدمة؛ إذ تَقدُّم كوريا الشمالية في برنامج أسلحتها أصبح ضمن حقائق الحياة. والآن، تحوّل السؤال من: هل تستطيع كوريا الشمالية الوصول إلى الأراضي الأميركية عبر صواريخها؟ إلى: متى سيحدث ذلك؟
يؤكد التحليل أن الدبلوماسية والتهديدات لم يأتيا بنتيجة جيدة ولم يشكّلا اختلافًا كبيرًا؛ وفي هذه المرحلة أفضل ما يمكن لأميركا فعله متابعة الطقس.
يرى التحليل أن كوريا الشمالية تمتلك أسلحة نووية ولن تسلّمها طوعًا؛ لأن رئيسها يعلم ما يحدث للقادة -مثل معمر القذافي وصدام حسين- عند تخليهم عن برامج أسلحتهم.
يضيف التحليل أن كوريا الشمالية ستستطيع قريبًا وضع أسلحة نووية على صواريخها التي يمكن أن تضرب بها أميركا، ولا زالت تختبر صواريخها وتحسين تكنولوجيا أسلحتها، بينما توقّع مسؤولون أميركيون قدرة كوريا الشمالية على امتلاك صواريخ باليستية مزودة بقنابل نووية في بدايات العام المقبل.
يوضح التحليل أنّ أيّ محاولة لاستخدام القوة لتدمير نظام أسلحة كوريا الشمالية ستكون كارثية؛ لذا يُتجاهل هذا التهديد الآن، موضحًا أنّ سيول عاصمة كوريا الجنوبية تقع على بعد 30 ميلًا من المنطقة المنزوعة السلاح بين البلدين، وفي حالة الهجوم العسكري على المواقع النووية في كوريا الشمالية فيمكنها مهاجمة سيول بسهولة بمدفعياتها.
قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس هذا العام إنّ أيّ صراع مع كوريا الشمالية سيكون الأسوأ منذ فترة طويلة. يعتقد البعض أن هذا التصريح مبالغ فيه؛ لكن، وفق دراسة في 2012، في حالة نشوب صراع من المحتمل مقتل 64 ألف شخص في اليوم الأول.
رغم تصريحات الوزير الأميركي، من غير الواضح معرفة ما تدبره إدارة الرئيس الأميركي لكوريا الشمالية؛ خاصة مع استبعاد أيّ تحرك عسكري.
قال مايك بومبيو، مدير الاستخبارات المركزية الأميركية، إنه يفضل الإطاحة برئيس كوريا الشمالية من السلطة؛ وهو ما يمكن اعتباره تلميحًا لتغير النظام؛ لذا جاء رد كوريا الشمالية بأنّ وكالة الاستخبارات الأميركية وكوريا الجنوبية تتآمران لاغتيال رئيسها.
يضيف التحليل أن الرئيس الأميركي لا يمكن التنبؤ بما سيفعله؛ فعندما بدأ كتابة منشورات على تويتر سجّل أعضاء في البنتاجون قلقهم من إعلان غير متوقع لهجمة عسكرية على كوريا الشمالية؛ وهو سيناريو يقلق سيول.
بالرغم من ذلك، يبدو أن الرئيس الأميركي لا زال يحافظ على سياسة الصبر الاستراتيجي التي اتبعها سلفه باراك أوباما؛ على الرغم من إعلانه في يناير أنّ عصر الصبر انتهى.
يوضح التحليل أنّ هناك ضغوطًا على الصين لإقناعها باتخاذ نهج اقتصادي متشدد ضد كوريا الشمالية؛ لكنه جاء بنتائج متباينة، بجانب محاولة وزارة الخارجية التركيز على دفع الدول الصغرى للالتزام بالعقوبات ضد كوريا الشمالية.
يرى التحليل أن ترامب بدأ يقبل برنامج الأسلحة لكوريا الشمالية، ويرى محللون أنّ هذا القبول قد لا يكون أمرًا سيئًا؛ بل اعتبر بعضهم أنه يجب التركيز على هدف طويل المدى بإعادة توحيد الكوريتين بعيدًا عن قضية الأسلحة؛ وهو ما اتضح من رغبة رئيس كوريا الجنوبية الجديد في إجراء محادثات مع كوريا الشمالية، وهو الموقف الذي يخدم الهدف الطويل الأجل بالتوحيد السلمي للدولتين.
اقترح دونالد في الماضي إمكانية بدء محادثات مع رئيس كوريا الشمالية، بالرغم من أنه لا يوجد أي ضمان بنجاح هذه الجهود؛ لكنها أقل خطورة من الاختيارات العسكرية.