شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

من إشعال الفتيل لمحاولات الصلح.. هكذا أدارت أميركا الأزمة الخليجية

الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض

منذ اندلاع الأزمة الخليجية، اتخذت الولايات المتحدة الأميركية، مواقف متذبذبة ومتناقضة، سواء على مستوى تصريحات الإدارة الأميركية متمثلة في الرئيس دونالد ترامب، أو تباين مواقفه مع كلا من وزيرة الخارجية والدفاع الأميركيين.

كان آخر مواقف أميركا هي الوساطة التي تمت لإجراء اتصال يجمع بين أمير قطر تميم بن حمد، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والذي جعل سياسيون يرون أن ترامب بيده مفتاح حل الأزمة الخليجة، كما بدأها، وهو ما أشار إليه مراسل صحيفة «الجارديان» في واشنطن جوليان بورجرفي، بقوله «إنه بدا أن ترامب كان قد أعطى الضوء الأخضر للرياض سواء بشكل تكتيكي أو صريح، لبدء عدائها لجارتها قطر التي تعتبرها مشاكسة».

الإدارة الأميركية خلاف ترامب

وعلى الرغم من التناقضات التي شهدها موقف ترامب من حصار قطر، إلا أن المؤسسات الأمريكية، أصرت طوال الفترة السابقة على التأكيد أن قطر شريك رئيس في مكافحة الإرهاب، نافية بذلك اتهامات المحاصرين للدوحة.

ودعا كلا من ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأميركي، وجيمس ماتيس، وزير الدفاع الأميركي، جميع الأطراف للجلوس معاً وإنهاء هذه الخلافات.

وصرح بعض المسؤولين في (البنتاجون)، أنَّهم تفاجأوا بقرار ترامب بإقحام الولايات المتحدة في صراعٍ دائر بين شركائها المقربين، خاصةً بالنظر إلى علاقة أميركا العسكرية الوثيقة مع قطر.

وأعلنت السفيرة الأمريكية في قطر، دانا شل سميث، 17 يونيو، استقالتها من منصبها، على خلفية خلاف بين السفيرة الأمريكية وإدارة الرئيس الأمريكي، فيما يتعلق بأزمة قطر مع دول الخليج.

وفي منتصف يوليو، قام  وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، بجولة خليجية زار خلالها السعودية والكويت وقطر، لكن دون إحراز أي تقدم يذكر.

وقام وفد أميركي يتكوَّن من نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى تيم لندركنغ، والجنرال المتقاعد أنطوني زيني، بجولة تشمل مصر ودول الخليج لدعم الوساطة الكويتية، في 21 أغسطس.

ليس من مصلحتها حل الازمة

وقال الكاتب الصحفي ياسر الزعاترة، في مقال له «أن أي جدية لإنجاز الحل لا تبدو متوافرة من طرف واشنطن» مشيرا إلى أن «سياستها قائما على سياسة «فرّق تسد» التي تجلب الكثير من المصالح الاقتصادية والسياسية».

وأضاف: «تبدو المصلحة في استمرارها أكثر وضوحا، ليس لابتزاز كل طرف على حدة بالصفقات الكبيرة وحسب، بل أيضا لاستمرار التناقضات التي تسهّل السيطرة، ومن ثم التوظيف السياسي في هذا الاتجاه أو ذاك».

وفي هذا الإطار يقول سالم المنهالي أستاذ العلاقات الدولية والإعلام «أطلق مجنون أمريكا ترامب الأزمة الخليجية وإليه يعود الحل بعد تراجعه».

ورأى سليمان نمر، الكاتب الصحفي الأردني والمستشار الإعلامي السابق للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، في مقال سابق له أن «الولايات المتحدة، الوحيدة القادرة على حل الأزمة، وذلك لما لها من نفوذ قوي على طرفي الأزمة، مؤكدا في الوقت نفسه عدم رغبتها في حلها لرغبتها في ابتزاز الطرفين».

وأوضح نمر أن واشنطن «لا تريد للأزمة أن تنتهي في أسرع وقت ممكن، باعتبارها هي ومصر المستفيدان الاكبر من إطالتها»، مشيرا إلى أنه «لم يعد هناك مانع عند كل طرف أن يسلم واشنطن كل ما لديه من أوراق ضد الطرف الآخر».

خط زمني لتباين موقف ترامب من الأزمة

كان ترامب أكثر انحيازا للدول الأربع، في أعقاب الأزمة الخليجية، ففي اليوم التالي لاشتعال الأزمة، 6 يونيو ، كتب ترامب في تغريدةٍ على تويتر: «خلال زيارتي الأخيرة للشرق الأوسط، ذكرتُ أنَّه لا يمكن أن يكون هناك تمويل للفكر المتطرف بعد الآن. قادة الدول أشاروا إلى قطر قائلين: «انظر!»».

تغريدات ترامب عن الأزمة، كشفت أن دول الخليج، اتخذت موقفها من الدوحة برعاية وبمباركة ترامب، بعد أن أعطى الضوء الأخضر بأن واشنطن لا تحمي قطر، ولا توافق على سياساتها، ما جعل دول الحصار تتخذ مثل ذلك التصعيد من قطر.

خلال يومين، تبدل موقف الرئيس الأميركي، ليعلن في 7 يونيو، استعداده للقيام بدور الوسيط، فاصدر البيت الأبيض في بيان قال فيه «عرض الرئيس مساعدة الأطراف في حل خلافاتها بما في ذلك من خلال اجتماع في البيت الأبيض إذا دعت الحاجة».

في 9 يونيو، وصف ترامب، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، دولة قطر بأنها «داعم تاريخي للإرهاب»، ودعا دول الخليج ودول الجوار لاتخاذ المزيد من الإجراءات لمكافحة الإرهاب.

وفي 15 يونيو،  وقعت كلا من قطر وأميركا اتفاقا قيمته 12 مليار دولار أمريكي لبيع قطر طائرات مقاتلة من طراز إف-15، بحسب ما ذكرته وزارة الدفاع.

وفسر المحللين موقف ترامب المتبدل، أنه جاء للانتقام من قطر، بسبب الصفقات التجارية، وليس لأسباب سياسية، ومن ذلك رفضها دعما ماديا لزوج أبنة ترامب.

وفي أول تعليق رسمي له على مصير قاعدة العديد الأمريكية في قطر، قال ترامب في 14 يوليو، «إن هناك مجموعة واسعة من الدول مستعدة لاحتضان القوات الأمريكية حال نقلها من قطر».

وقاعدة العديد الجوية تقع في قطر وتحتضن أكثر من 11 ألف عسكري أمريكي، وهي بمثابة أهم مركز للعمليات التي تنفذها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتستخدم حاليا كنقطة انطلاق أساسية لعمليات التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة.

في 30 اغسطس، أجرى ترامب اتصالا هاتفيا مع سلمان، دعا خلاله جميع أطراف الأزمة الخليجية «إلى إيجاد حل دبلوماسي يتوافق مع الالتزامات التي أخذتها على عاتقها خلال قمة الرياض، من أجل دعم الوحدة في مكافحة الإرهاب».

7 سبتمبر  ـ وخلال المؤتمر الصحفي مع الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت ـ  قال ترامب أنه سيكون مستعدا للقيام بدور «الوسيط»، مضيفا أنه يود القيام بذلك، ويعتقد أنه «سيكون لديكم اتفاق في أسرع وقت»

عقب القمة الكويتية الأميركية في واشنطن يوم الخميس الماضي، 7 سبتمبر تلقى الأمير اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أطلع فيها أمير قطر على نتائج مباحثاته مع أمير الكويت، وأكد التزام واشنطن بإنهاء الأزمة حول قطر.

وفي يوم 8 سبتمبر ، وفي خطوة غير مسبوقة، يتوسط ترامب لإجراء اتصال يجمع بين الأمير تميم وولي العهد محمد بن سلمان، للحديث عن الازمة دون وساطة.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023